تُعَدّ آمنة عمومًا؛فعلى سَبيل المثال، الجرعة الإشعاعية من صورة واحدة للصدر بالأشعَّة السِّينية هي أقلّ بأكثر من 100 مرَّة من متوسط الجرعة السنويَّة من الإشعاع في البيئة (الإشعاع الأساسي background radiation).ومع ذلك ، التعرّض للإشعاع تراكمي، بغضِّ النظر عن الفاصل الزمني بين الاختبارات.ولكن، إذا كان لدى المرضى العديد من الاختبارات التَّشخيصية التي تستخدم جرعات منخفضة، أو عدة اختبارات تستخدم جرعات عالية، فإنَّهم قد يتعرَّضون للكمِّية كبيرة نسبيًا من الإشعاع. ويزيد هذا التعرضُ من خطر الإصابة بالسرطان، ويضرّ بالأنسجة في بعض الأحيان.
اختبارات التصوير هي أحد مصادر التعرّض للإشعاع فقط.يمكن أن يكونَ التعرضُ للإشعاع في البيئة (من الإشعاع الكوني والنظائر المشعَّة الطبيعية - انظر الإِصابَة الإِشْعاعِيَّة) مرتفعًا نسبيًا، لاسَّيما على المرتفعات العاليَة.عندَ السفر بالطائرة، يَزداد التعرُّضُ للإشعاع البيئي.
عندَ التخطيط للاختبارات التَّشخيصية، يأخذ الأطباء بعين الاعتبار التعرّض الكلي للإشعاع (مدى الحياة) لدى الشخص - جرعة الإشعاع الكلية للشخص.ولكنَّ فائدة الاختبار التشخيصي غالبًا ما تفوق المخاطرَ المحتملة.
الجدول
مقارنةُ الجرعات الإشعاعية للاختبارات المختلفة*
في الولايات المتحدة، نَحو 15٪ من جميع الاختبارات التصويرية هي من نوع التصوير المقطعي المحوسَب، ولكن ما يصل إلى 70٪ من التعرض للإشعاع يكون من اختباراتِ التصوير المعتمدة عليه.ويمكن أن تكونَ الجرعة الإشعاعية للتصوير المقطعي المحوسَب أكبر بمئات المرات من جرعة في معظم صور الأشعَّة السِّينية العادية.ولكن، مع الطرائق الأحدث، قد تكون جرعات معظم الصور المقطعية أقلّ بكثير ممَّا كانت عليه في الطرائق القديمة.
ولكن، حتى عندما يَجرِي التصوير المقطعي باستخدام تقنيات قديمة، فإن الخطرَ منخفض بالنسبة للبالغين، ومن غير المحتمل أن تتأثَّر الصحة لديهم.
ولكنَّ المخاطرَ الناجمة عن التعرّض للإشعاع تكون أعلى في حالاتٍ معيَّنة:
في أثناء الطفولة
في أثناء مرحلة الطفولة المبكِّرة
في أثناء فترة الحمل (لاسيَّما في وقت مبكّر)
بالنسبة لبعض الأنسجة، مثل الأنسجة اللمفاوية (جزء من الجِهاز المَناعيّ) ونقِي العِظام والدم والخُصيَتين والمَبيضين والأمعاء
وللحدّ من المخاطر، يقوم الأطباءُ بما يلي:
استخدام الاختبارات التي لا تتطلب الإشعاع، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، عندما يكون ذلك ممكنًا
الاختبارات التَّشخيصية الموصَى بها والتي تستخدم الإشعاع، وخاصة الجرعات العالية (كما هي الحالُ في التصوير المقطعي المحوسَب) ولاسيَّما في الأطفال الصغار، عندما تكون هذه الاختبارات ضرورية فقط
اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحدِّ من التعرّض للإشعاع في أثناء الاختبارات (على سبيل المثال، حماية الأجزاء الضعيفة من الجسم، مثل الغُدَّة الدرقية أو بطن المرأة الحامل) قدرَ الإمكان
لقد خفضت التقنيات الحديثة والمعدَّات بشكلٍ كبير من الجرعات الإشعاعية المستخدَمة في اختبارات التصوير.
خطر الإشعاع في أثناء مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة
تزداد مخاطرُ الإشعاع عندَ الرضَّع والأطفال الصغار، لأنَّ الأطفالَ يعيشون حياة أطول، ممَّا يتيح للسرطان مزيدًا من الوقت للحدوث.وفي الأطفال أيضًا، تنقسم الخَلايا بسرعة أكبر، وتكون الخَلايا التي تنقسم بسرعة أكثرَ عرضةً للتضرُّر بالإشعاع.
من الصعب تحديدُ خطر الإصابة بالسرطان الناتج عن الإشعاع.ولكن، يُقدِّر بعضُ الخبراء أنَّ نَحو 18 طفلاً من كل 10 آلاف طفل بعمر سنة واحدة يخضعون للتصوير المقطعي المحوسب للبطن، يُصابون بالسرطان الناجم عن الإشعاع في نهاية المَطاف.ويستخدم هذا المسحُ واحدةً من أعلى جرعات الإشعاع في التصوير الطبي.كما أشارت إحدى الدراسات أيضًا إلى أنَّه في كل 10 آلاف حالة تصوير مقطعي مُحَوسب للرأس تُجرى في الأطفال بعمر أقل من 10 سنوات، سيؤدي التعرّضُ الإشعاعي إلى حالة من حالات ابيِضَاض الدَّم وورم في الدِّمَاغ خِلال عقد من إجراء هذا الفحص الشعاعي المقطعي.
ولذلك، عندما يحتاج الأطفالُ إلى اختبارات تشخيصية، يجب على الآباء التحدّث مع الطبيب حولَ المخاطر، وعن إمكانية استخدام الاختبارات التي لا تتطلَّب الإشعاع.إذا كانت الاختباراتُ التي تستخدم الإشعاع ضرورية، يمكن للوالدين أن يساعدوا على تقليل المخاطر عن طريق السُّؤال عما يلي:
استخدام أقلّ جرعة ممكنة لوضع التَّشخيص (على سبيل المثال، يمكن استخدامُ المسح منخفض الدقّة في بعض الأحيان، والذي يستخدم إشعاعًا أقلّ)
الحدّ من التعرّض إللا أصغر مساحة ممكنة من الجسم
الحدّ من عدد من عمليات المسح المُجراة
خطرُ الإشعاع في أثناء الحَمل
يجب أن تكونَ النساءُ الحوامل على علم بأنَّ الإشعاع في اختبارات التصوير له مخاطر على الجنين.وإذا كانت النساء بحاجة إلى إجراء اختبار بالتصوير، يجب أن يخبرن طبيبهن، سواء أكنَّ أو قد يكنَّ حَواملَ.كما يأخذ الأطباء بعين الاعتبار أيضًا ما إذا كانت المرأة قد تكون حاملاً ولا تعرف.ولكن الأشعَّةَ السِّينية، إذا لزم الأمر، يمكن أن تُجرَِى لدى النساء الحَوامل؛فخِلال الاختبارات التَّشخيصية، يحمي الفاحصُ الجنين من التعرّض للإشعاع عن طريق تغطية بطن المرأة بمئزر من الرصاص.
يعتمد الخطرُ على الجنين على
وقت إجراء الاختبار في أثناء الحمل
الجزء من جسم الأم الذي يتعرَّض للأشعَّة السِّينية
خلال فترة الحمل، الوقت الذي يكون الخطرُ فيه هو الأكبر يكون عند تشكيل الأعضاء، خلال الأسابيع 5 إلى 10 من الحمل.وفي هذا الوقت، يمكن أن يسبِّب الإشعاع عيوبًا خِلقية.في وقت باكر خلال فترة الحمل، تكون المشكلة الأكثر احتمالاً هي حدوث الإسقاط.وبعدَ الأسبوع العاشر، تكون حالاتُ الإسقاط وعيوب الولادة الكبيرة أقلّ احتمالاً.
تعرِّض الأشعَّةُ السِّينية المطبّقة على أجزاء من جسم الأم بعيدة عن الجنين، مثل المعصمين والكاحلين، هذه الجنينَ إلى إشعاع أقلّ من الأشعَّة السِّينية المطبَّقة على أجزاء أقرب، مثل أسفل الظهر.كما تتطلَّب الأشعَّةُ السِّينية لأجزاء الجسم الصغيرة، مثل الأصابع وأصابع القدم، طاقة منها أقل أيضًا من الأشعَّة السِّينية لأجزاء الجسم الكبيرة، مثل الظهر والحوض.وبسبب هذه الحقائق، فإنَّ الأشعَّة السِّينية البسيطة التي لا تشمل البطن ذات مخاطر ضئيلة، بغضِّ النظر عن وقت إجراء ذلك، خاصَّة إذا وُضِع درع من الرصاص على الرحم.وهكذا، إذا كانت الأشعَّة السِّينية ضرورية (على سبيل المثال، لتقييم العظام المكسورة)، فإن الفائدةَ تفوق المَخاطر عادة.