عرف كيف أصبح البشر مصابين به.
وأطلق العلماء على الاصابة بفيروس كورونا اسم "متلازمة الالتهاب الرئوي الشرق أوسطي" لانتشاره الواسع في منطقة الشرق الأوسط ، حيث وصل عدد الوفيات عالمياً إلى 30 شخصاً وفق بيانات منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، والتي تشير الى أن السعودية هي أكثر الدول تأثراً بالفيروس، حيث شهدت 39 اصابة و25 حالة وفاة حتى الآن، وحالتين في قطر تم شفاؤهما، وبالأردن توفي مريضان، كما توفي مريض في الإمارات العربية المتحدة، وفي تونس من بين ثلاث اصابات توفي مريض واحد، وتم تسجيل ثلاث اصابات في بريطانيا انتهت حالتان منها بالوفاة.
وأعراض الاصابة بفيروس كورونا، تشمل السعال وارتفاع الحرارة والالتهاب الرئوي، وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى الوفاة. وينتمي الفيروس التاجي الجديد واسمه "كورونا" إلى نفس العائلة التي ينتمي إليها فيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس)، الذي ظهر في آسيا في عام 2003، إلا ان أنهما "كورونا وسارس" مختلفان عن بعضهما البعض، بحسب منظمة الصحة العالمية. وتم اطلاق اسم "كورونا" على الفيروس لكون سطحه محاطاً بنتوءات تشبه ما يسمى بالتاج الشمسي "كورونا"، وتستمر فترة حضانته من 9- 12 يوماً .
وتشير الحالات المرصودة الى أن عامل الخطورة الأكبر بالإصابة من نصيب الكهلة والاطفال والبالغين ممن يشكون ضعف بالمناعة، كما لا يوجد لقاح أو علاج محدد متاح حاليا للمرض الذي يسببه الفيروس. ومع ذلك، فإن العديد من الأعراض الناجمة عن هذا الفيروس يمكن علاجها، استنادا لأعراض المريض، وذلك بتقديم الرعاية الصحية للمصابين، من خلال تخفيف حدة الأعراض والعمل على علاج مضاعفاته.
"حتى الآن لم يعرف كيف أصبح البشر مصابين بهذا المرض، ولكن التقصي جار لتحديد مصدر الفيروس وأنواع التعرض، الذي يؤدي إلى العدوى، وطرق انتقاله وأنماطه السريرية ومسار المرض، بالإضافة إلى إن طرق انتقال العدوى من شخص لآخر غير معروفة على وجه اليقين في الوقت الحاضر"، وفق معلومات وزارة الصحة في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
واتخاذ التدابير العامة، التي تساعد على منع اكتساب أي من أمراض الجهاز التنفسي، قد تحد من انتقال الفيروس مثل تجنب التقارب الوثيق مع أي شخص يظهر أعراض مرض (السعال والعطس) عندما يكون ذلك ممكنا، والحفاظ على نظافة الأيدي. وفق المعلومات الواردة لأنباء موسكو من "مركز اتصال حكومة أبوظبي".
واكتشف هذا الفيروس الدكتور علي محمد زكي أستاذ المايكروبولوجيا الطبية والمناعية، بكلية الطب بجامعة عين شمس المصرية، وأوضح في مقابلة مع صحيفة "ذا غارديان" البريطانية أن معامل وزارة الصحة السعودية لم تكتشف الفيروس في العينة المرسلة لها، فقام بعمل مزرعة اختبار قاده لاكتشاف فيروس "كورونا" التاجي عندما أرسل عينات لمعمل هولندي للتأكد، والذي سرعان ما أكد وجود الفيروس لدى المريض، وحذر من إمكانية انتشاره وأن يؤثر على كل الكرة الأرضية، خاصة أن المملكة بلد يقصده الملايين لأداء الحج والعمرة من كل أنحاء العالم" .
وأضاف الدكتور زكي أن إعلانه عن اكتشاف الفيروس، وإرساله التحذير المبكر للمعنيين دولياً، أزعج وزارة الصحة السعودية فأخضعته للتحقيق بتاريخ 24 سبتمبر/أيلول2012 ، قبل أن يتم إصدار قرار بإيقافه عن العمل وترحيله إلى مصر، الا أن الصحف السعودية نفت صحة أقوال الطبيب لاحقاً.
وسجلت اول وفاة بهذا الفيروس في حزيران/ يونيو 2012 بالسعودية، ثم اشارات لاحتمال انتقاله بين البشر، بعد أن سجلت ثلاث اصابات بالفيروس من عائلة سعودية واحدة كانت اولها لرجل في الـ70 من عمره لديه أمراض مزمنة عديدة، وبدأت الأعراض لديه في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2012، وبعد أسبوع تم قبوله بالمستشفى بقصور قلبي وكلوي، وساءت حالته في المستشفى وتوفي بعد 10 أيام من دخوله المستشفى.
أما الحالة الثانية فكانت لابن المريض الأول وعمره 39 سنة، وهو مدخن، ووصل مستشفى للعلاج بتاريخ 28 أكتوبر وتوفي في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر. والمريض الثالث كان ابنا عمره 16 عاماً وتحسنت حالته لاحقاً، والاصابة الرابعة سجلت لابن المصاب الأول وعمره 31 عاماً تم قبوله بالمستشفى وتخريجه لاحقاً. تم تأكيد الإصابة بفيروس "كورونا" مخبرياً لدى الحالات "الأولى والثانية والرابعة".
وعلى الرغم من تسجيل الاصابات الثلاث في عائلة واحدة الا أن الباحثون لم يتمكنوا من اثبات انتقال الفيروس من انسان لآخر لعدم اصابة أي فرد من الطاقم الطبي بالعدوى، ولاحتمال اصابة الأفراد بالفيروس من مصدر واحد لم يتمكنوا تحديده بعد.
وعند الحديث عن اكتشاف فيروس كورونا في المملكة السعودية يخطر تساؤل حول موسم الحج في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ويتوافد قرابة مليوني شخص من مختلف دول العالم لأداء الفريضة الاسلامية، فتبين أن وزارة وزارة الصحة، اتخذت إجراءات وقائية للتعامل مع تدفق أكثر من مليوني حاج في العام الماضي، ومن بينها مراقبة المداخل البرية والبحرية والجوية لتقييم حالة من يدخلون والحصول على عينات في حالة ظهور أي أعراض، واستخدام الكاميرات الحرارية، وزيادة أعداد المسعفين، كما تم في إطار إجراءاتها للحد من فيروس "إتش1 إن1" في عام 2009.
ويزداد تنقل الناس والسفر مع بداية عطلة الصيف، اضافة لاقتراب موسم الحج الذي يختلط فيه ملايين الناس القادمين من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يتطلب من وزارة الصحة والجهات المعنية، في مختلف البلدان وخاصة الشرق الأوسط، مراعاته ووضعه في الاعتبار.
وهذا العام دعت منظمة الصحة العالمية، المملكة العربية السعودية لإعادة تقييم الوضع بالنسبة لفيروس (كورونا) قبل حلول موسم الحج في شهر أكتوبر المقبل, مؤكدة أنها لا توصي في الوقت الحاضر بوضع قيود على السفر.
إلا أن فيروس كورونا يتنشر حول العالم، فأشارت وكالة الأنباء الإيطالية "إنسا" أمس الأول الاثنين نقلا عن خبير في الأمراض المعدية، أن حوالي 10 أشخاص ثبتت مخبريا إصابتهم بفيروس كورونا الشبيه بالسارس، ولكن أياً منهم لم تظهر عليه أعراض المرض، الأمر الذي لم يستدع وضعهم في الحجر الصحي. وسبق أن أعلنت وزارة الصحة الايطالية يوم السبت عن اصابتين بفيروس كورونا، في محيط رجل يبلغ من العمر (45) عاما عاد في الآونة الاخيرة من الاردن واصيب بالفيروس.
كما أعلنت وزارة الصحة الفرنسية، الثلاثاء الفائت، وفاة رجل فرنسي كان قد جرى تشخيصه بالفيروس الجديد الشهر الماضي، ليكون بذلك أول حالة وفاة فرنسية. وشخص المصاب بفيروس "كورونا" في الثامن من الشهر الفائت، بعد أن أدخل المستشفى في الـ23 من الشهر الماضي عقب عودته من زيارة خارج فرنسا.
وصرحت الوزارة بأن الرجل، الذي ظهرت عليه أعراض مشابهة لمرض متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد "سارس" بعد عودته من إمارة دبي، قد توفي في مستشفى بمدينة ليل شمالي البلاد، وكان يبلغ من العمر 65 عاما. وما زال مصاب فرنسي آخر عمره 50 عاما وتم تشخيصه بالفيروس، راقداً في العناية المركزة بنفس المستشفى، حيث حالته مستقرة ولكنها خطيرة للغاية.
وأعلنت وزارة الصحة الروسية أنها ستخضع المسافرين الوافدين الى اراضيها القادمين من المملكة العربية السعودية وقطر والامارات، لرقابة صحية مشددة، اضافة لتحذير المواطنين الروس من السفر الى هذه الدول ما ردت عليه وزارة الصحة الاماراتية بأنها تراقب الوضع في مرافقها والمرافق الصحية الأخرى العاملة في الدولة بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص، حيث إن تشخيص الحالات المشتبهة يتم عن طريق الفحص الإكلينيكي وفقاً للشروط والمعايير المعتمدة من منظمة الصحة العالمية للتقصي المبكر عن المرض