تجاهلها.
واحتفل الوسط الطبي في المملكة يوم 12 مايو الجاري باليوم العالمي للتمريض الذي يوافق ذكرى ولادة فلورنس نايتنجيل، التي تُعد رائدة التمريض الحديث؛ إذ يهدف اليوم العالمي للتمريض إلى تسليط الضوء على مهنة التمريض الإنسانية، والتعريف بالإسهام القيّم للممرضات والممرضين في تقديم الرعاية الصحية والاحتفال بعملهم الجاد وتفانيهم والتزامهم بتحسين صحة الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، وتبنّي سياسات تدعم مهنة التمريض، وتحسّن النتائج الصحية للمرضى.
في البداية، يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه: اليوم العالمي للتمريض يؤكد الدور المحوري للممرضات والممرضين في تقديم الرعاية الصحية العالية والجودة، وتفانيهم في أداء واجباتهم المهنية والإنسانية.
وتابع: كوادر التمريض هم ملائكة الرحمة؛ إذ تعد مهنتهم من أهم المهن في المجال الصحي، فبدون الكادر التمريضي لا تستطيع أي منظومة صحية على تقديم خدماتها على الوجه الكامل، فالدور الذي يقوم به الكادر التمريضي لا يمكن وصفه أو حصره.
وخلص د. قانديه إلى القول: الكادر التمريضي يتمتع بقدر كبير من المهارات المتنوعة التي يقضون سنوات لإتقانها وتطويرها، كما يعملون في بيئات صعبة؛ حيث يكون الإجهاد الشديد والتوتر جزءًا من العمل، وخير مثال على ذلك ما عشناه عند بدء أزمة كوفيد- 19 التي مر بها العالم أجمع.
من جانبها، تقول الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن: مهنة التمريض من أهم المهن الصحية وخدمة الرسالة الإنسانية؛ إذ يشكل كوادرها خط الدفاع الأول لحماية صحة وسلامة أفراد المجتمع، وقد لمسنا جميعًا دورهم البارز خلال جائحة كورونا ودورهم الريادي خلال مرحلة التعافي التي مرت بها جميع مجتمعات العالم.
وأضافت: يتم تعريف التمريض على أنه علم وعاطفة إنسانية تتميز بإمداد المجتمع المحيط بخدمات علاجية فريدة في نوعها، والتي تساهم في إبقاء الفرد سليمًا معافى، إلى جانب منع المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالأمراض والإصابات، التي قد تؤدي إلى التأثير في حياة الفرد وبالتالي المجتمع، وهو ما يعني أن هذه المهنة لها جانبان؛ إحداهما نفسي، والآخر معنوي.
وأكدت أن هناك اهتمامًا كبيرًا في مجال التمريض، واستقطاب الكفاءات الوطنية الشابة عبر البرامج التعليمية والتدريبية التي تزخر بها جميع المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، بما ينسجم مع الاستراتيجية الهادفة إلى رفد قطاع الرعاية الصحية بكفاءات تمريضية متمرسة، وتواكب توجهاتها بتنمية القطاع التمريضي وزيادة أعداد منتسبيه ممن يمتلكون مهارات وقدرات تستند إلى أحدث العلوم الطبية.
وفي السياق، يقول الباحث والأخصائي الاجتماعي طلال محمد الناشري: شهد طب التمريض خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية كبيرة في بلادنا الغالية من خلال إنشاء كليات متخصصة للتمريض تتضمن أَيْضًا تخصصات فرعية للتمريض، فنلاحظ الآن أن هناك تمريضًا متخصصًا للعناية المركزة وآخرين لحضانة الأطفال، وآخرين للديلزة وغيرها، وجميعهم يعملون في خدمة المرضى.
وتابع: العالم يحتفل باليوم العالمي للتمريض في 12 من مايو كل عام، ليمثل فرصة للتعريف بالدور الهام للممرضات والممرضين في تقديم الرعاية الصحية والاحتفال بعملهم الجاد، وتفانيهم والتزامهم بتحسين صحة الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
واختتم الناشري بقوله: تهدف مهنة التمريض في الأساس، إلى تقديم دور مهم جدًا في القطاع الصحي، وذلك من خلال 4 أدوار رئيسة، هي:
أَوَّلاً: الرعاية الصحية، حيث تشمل الممارسات المبنية على أدلة وأبحاث وملاحظات المرضى، من حيث الفحص، وتقيم الحالة والمتابعة المستمرة وقياس وتسجيل علامات المريض الحيوية، كما يتيحون الوقت للاستماع إلى المريض؛ لتوفير الرعاية المطلوبة. ثانيًا: التعليم، حيث يقدمون للمريض تثقيفًا كاملًا حول حالته وكيفية التعامل معها كما يقدمون التثقيف لأسرته للحفاظ على صحة أفضل.
ثالثًا: الدعم، وذلك خلال رحلة الفرد العلاجية، وذلك بالتنسيق مع أعضاء فريق الرعاية كما يوفرون المساعدة في إعداد المريض للخروج من المستشفى، أو الانتقال إلى مستوى رعاية أعلى.
رابعًا: حل المشكلات، حيث يقدمون حلولًا فورية للأمور الطارئ حدوثها في حالة غياب الطبيب، حتى يتجنبوا حدوث المضاعفات.