تاريخ النشر 30 أكتوبر 2014     بواسطة البروفيسور محمد عطية الحمراني     المشاهدات 201

لا خوف على مريض الكلى من الصيام

أكد الدكتور محمد الحمراني عميد كلية الطب بجامعة الملك خالد، استاذ الأمراض الباطنة تخصص دقيق (كلى)، استشاري امراض الكلى بمستشفى عسير المركزي لـ(اليوم) انه لا خوف على مريض الكلى من الصيام اذا حافظ على نسبة السوائل في جسده, وتناول د. الحمراني وظائف الكلى والأمراض التي قد تصيبها ـ بإذن الله ـ والمش
اكل التي قد يتعرض لها مريض الكلى عند صومه اضافة الى نصائح لمرضى الكلى وذلك من خلال حديثه التالي لـ(اليوم).
ففي البداية سألنا د. الحمراني عن الوظائف الأساسية للكلى؟ فقال: للكلى وظائف عديدة ومهمة وبدون هذا العضو الفعال لا يستطيع الإنسان ان يعيش ـ بإذن الله ـ وتقوم الكلى بوظائف مهمة منها المحافظة على نسبة السوائل في جسم الإنسان وتوزيعها بين خلايا وأنسجة الجسم عن طريق الترشيح الكلوي وامتصاص السوائل من أنابيب دقيقة جدا في وحدة الكلية وعن طريق بعض الهرمونات المهمة والتخلص من الشوائب والسموم التي تنتج من العميات الحيوية داخل الخلايا مثل البولينا والأحماض وموازنة الأحماض داخل الجسم والقيام بامتصاص وافراز ما يحتاجه الجسم من أملاح مهمة مثل الصوديوم والبوتاسيوم وافراز هرمون حيوي مهم لصنع كريات الدم الحمراء وهو هرمون الايثروبويتين وتنظيم ضغط الدم.
وعن الأمراض التي تصيب الكلى قال الدكتور محمد الحمراني: هناك أمراض عديدة يتعرض لها الإنسان وتصيب الكلى. اما بمرض حاد ومؤقت يزول في كثير من الأحيان بزوال السبب وخاصة اذا اكتشف مبكرا وعولج علاجا صحيحا. وهناك امراض أخرى تصيب الكلى بأمراض مزمنة وقد تعالج وقد تبقى مع المريض وتؤدي الى فشل كلوي مزمن ومنها:
أمراض السكري وأمراض التهابات الكلى الحبيبية وهي من أهم أسباب الأمراض المزمنة والتهابات بكتيرية متكررة لحوض الكلية والتهابات وأمراض روماتيزمية مثل مرض الذئبة الحمراء وارتفاع ضغط الدم وانسداد في الحالب نتيجة تكوين حصوات وأمراض وراثية وعيوب خلقية.
وحول المشاكل الصحية اتي قد يتعرض لها مريض الكلى أثناء صومه أوضح د. الحمراني ان الأمراض التي تصيب الكلى تختلف عن بعضها البعض والمرضى ايضا يختلفون لذلك فان المشاكل الصحية التي يتعرض لها المرضى تختلف من مريض لآخر بقدر تأثير المرض على وظيفة الكلى، ولكن من أهم المشاكل التي يتعرض لها المريض النقص الكبير في نسبة السوائل التي يتعاطاها المرضى وهذا النقص خاصة في المرضى الذين يعملون تحت وطأة الشمس او في جو حار قد يفقدون بعض السوائل التي تكون مهمة لتغذية الكلى ايضا بعض المرضى في حاجة ماسة للأدوية المهمة التي تخفف من ارتفاع ضغط الدم وعدم أخذ الأدوية في موعدها المحدد او تجاهل بعض الجراعات بحجة الصيام قد يؤدي الى ارتفاع شديد في ضغط الدم, وهناك ايضا بعض المأكولات التي تحتوي على مكونات وأملاح ذات نسبة عالية وتعاطيها بكميات كبيرة قد يؤدي الى مشاكل صحية ومن أهمها مع البوتاسيوم والذي يوجد بنسب عالية في التمور والفواكه.
وردا على سؤال (اليوم) حول نصيحته لمريض الكلى وامكانية صومه هذا الشهر الفضيل.
أكد الدكتور محمد الحمراني ان الصوم او عدمه يقرره الطبيب المعالج، والمرضى حقيقة ليسوا سواء في وضع صحي واحد فهناك مرضى يستطيعون الصيام ولكن تحت اشراف طبي دون معوقات وهناك مرضى يكون الصوم ذا ضرر صحي عليهم وهؤلاء المرضى من الأفضل لهم عدم الصيام لذلك فإن رأي الطبيب المعالج مهم جدا واتباع ارشاداته هو السبيل الوحيد ـ بإذن الله ـ في تجنب الأعراض الصحية المفاجئة في حالة الصيام.
اما النصائح التي يحتاجها المريض في حالة الصيام فهي كما يلي:
أولا: على المريض القيام بزيارة الطبيب المعالج قبل البدء في الصوم لمعرفة وضعه الصحي العام كإنضباط ضغط الدم بسبب السوائل في الجسم ومعرفة وظيفة الكلى ونسبة الأملاح في الجسم مثل البوتاسيوم والكالسيوم والفوسفات.
ثانيا: اتباع نظام غذائي يحدده الطبيب المختص بالتعاون مع اخصائي التغذية مع ضرورة الإقلال من المأكولات التي تحتوي على نسبة عالية من البروتينات مثل اللحوم والأجبان ومشتقاتها، الاقلال أيضا من تناول التمور والفواكه مع مراعاة أخذ الأدوية بجرعات محددة وفي مواعيد منضبطة خاصة الأدوية المثبطة لارتفاع ضغط الدم ومراجعة الطبيب في حالة التعرض لأي عارض صحي مفاجىء والحذر من تعاطي أدوية دون استشارة الطبيب المعالج.
وسألناه: من هم المرضى الذين يعالجون بطريقة التنقية الدموية (الغسيل الدموي) ومدى امكانية صومهم؟
فقال: في الواقع ان هؤلاء المرضى لهم وضع خاص جدا لكونهم يعالجون بصفة دورية ودائمة وبدون الغسيل الدموي او البريتوني يتعرض المريض لمضاعفات خطيرة مثل تجمع السوائل واحتقان الرئتين وارتفاع في نسبة الأملاح وخاصة البوتاسيوم واضطرابات في ضغط الدم وضعف عام وتعب شديد وفقدان للشهية ونقص في الوزن وعوارض خرى كثيرة لذلك من المهم جدا عدم القيام بأي تحويل في البرنامج العلاجي ولكن اذا حدث وصام المريض فأنصحه بما يلي:
عدم الصيام أثناء الأيام التي يتم فيها الغسيل الدموي والصوم في الأيام الأخرى مع ضرورة الاتباع لبرنامج غذائي من قبل الطبيب المختص وتحديد نسبة السوائل بقدر ما يفرز من خلال التبول وهذا يحدده ايضا الطبيب المختص لا يتوقف المريض عن تناول الأدوية مهما كان السبب إلا بأمر الطبيب المعالج, الابتعاد عن الارهاق الجسدي.
أما المرضى الذين تمت زراعة كلى لهم والصوم قال د. الحمراني المفترض في الكلية ان كانت تعمل بصورة جيدة وليس هناك رفض للعنصر المزروع او اي مشاكل صحية اخرى المفترض ان تقوم الكلية المزروعة بوظيفة متكاملة ويعيش المريض حياة مماثلة تماما للناس الأصحاء لكن هؤلاء المرضى في حاجة لمتابعة دقيقة وعناية خاصة حتى لا يتعرض المريض لأي عارض مفاجىء لا سمح الله، وأكد على أهمية اتباع نصيحة الطبيب المعالج وأخذ الأدوية في مواعيدها المحددة.
وفي نهاية حديثه لـ(اليوم) تمنى د. محمد الحمراني للجميع دوام الصحة والعافية وان يتقبل من الجميع الصيام والقيام.


أخبار مرتبطة