لعجالة سوف أركز على جانب آخر، وهو المشاجرات التي تحصل من بعض الصائمين في نهار رمضان، إذ نراهم يقعون في مشادات كلامية وملاسنات تنتهي بالاشتباك بالأيدي، والمفترض أن روحانية رمضان تجعل الصائم يتحلى بأخلاق ديننا الحنيف العظيمة الداعية للحلم والتسامح والحب والسكينة والانشراح والعفو.
إذن؛ فإن الصوم بريء من تلك التصرفات السلبية، وقد يعلل بعضهم أنه لم يستطع تحمل الموقف لأن مزاجه متقلب لعدم احتسائه القهوة أو امتناعه عن التدخين، وتلك الحجج غير المبررة تكشف أن الشخص لم يدرك أهمية الاستفادة من دروس الصوم التي من أهمها الصبر وتهذيب النفس وضبطها، وفوائده العديدة للصحة النفسية، فإذا أصبحت الغرائز تحت سيطرة الإرادة وقوة الإيمان يشعر الصائم بالطمأنينة والراحة النفسية.
لقد جعل الله تعالى العبادات وسيلة راحة وتهدئة للمشاعر، والصيام فرصة للتخلص من المشاعر السلبية والتصالح مع النفس، والارتقاء بالنفوس وصفائها وطمأنينتها، والتدريب على الصبر والتحمل، وتنمية القدرة على التحكم في الذات، وذلك الذي يجعل الغرائز ضعيفة أمام سيطرة الإرادة وقوة الإيمان، فيشعر الصائم بالطمأنينة والراحة.