هي واحدة من الحالات الطبية الأكثر شيوعًا في المجتمع الغربي اليوم وأكثرها صعوبة من ناحية علاج السمنة والتصدي لها، لم يتم نسبيًّا تحقيق سوى تقدم ضئيل في علاج السمنة باستثناء تغيير نمط الحياة، ولكن تم جمع العديد من المعلومات بخصوص العواقب الطبية لحالة السمنة.
أعراض السمنة
يتم تشخيص السمنة عندما يكون مؤشر كتلة الجسم 30 أو أعلى، لتحديد مؤشر كتلة جسمك اقسم وزنك بالكيلوغرام على طولك بالمتر المربع، الجدول الآتي يوضح مؤشر كتلة الجسم:
حالة الجسم مؤشر كتلة الجسم
وزن منخفض أقل من 18.5
وزن طبيعي 18.5 - 24.9
وزن زائد 25 - 29.9
سمنة 30 وأعلى من ذلك
بالنسبة لمعظم الناس يوفر مؤشر كتلة الجسم تقديرًا معقولًا لدهون الجسم، ومع ذلك لا يقيس مؤشر كتلة الجسم دهون الجسم بشكل مباشر؛ لذلك قد يكون لدى بعض الأشخاص، مثل: الرياضيين العضليين مؤشر كتلة الجسم في فئة السمنة على الرغم من عدم وجود دهون زائدة في الجسم.
أسباب وعوامل خطر السمنة
تشمل أبرز أسباب السمنة ما يأتي:
الخمول البدني
يحرق الأشخاص الخاملون سعرات حرارية أقل من الأشخاص النشطين، حيث أظهر المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية وجود علاقة قوية بين الخمول البدني وزيادة الوزن في كلا الجنسين.
الإفراط في الأكل
يؤدي الإفراط في تناول الطعام إلى زيادة الوزن، وخاصةً إذا كان النظام الغذائي يحتوي على نسبة عالية من الدهون.
حيث تحتوي الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو السكر مثل الوجبات السريعة والأطعمة المقلية والحلويات على كثافة طاقة عالية أي الكثير من السعرات الحرارية في كمية صغيرة من الطعام.
الوراثة
يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالسمنة إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من السمنة، حيث تؤثر الوراثة أيضًا على الهرمونات المشاركة في تنظيم الدهون.
أحد الأسباب الجينية للسمنة هو نقص اللبتين (leptin) الذي هو هرمون ينتج في الخلايا الدهنية والمشيمة، حيث يتحكم اللبتين في الوزن عن طريق إرسال إشارات إلى الدماغ لتناول كميات أقل عندما يكون مخزون الدهون في الجسم مرتفعًا جدًا.
إذا لم يتمكن الجسم لسببٍ ما من إنتاج ما يكفي من اللبتين أو لا يستطيع اللبتين إرسال إشارة إلى الدماغ لتناول كمية أقل من الطعام، فإن هذا التحكم يُفقد وتحدث السمنة.
اتباع نظام غذائي غني بالكربوهيدرات البسيطة
إن دور الكربوهيدرات في زيادة الوزن غير واضح، حيث تزيد الكربوهيدرات من مستويات الغلوكوز في الدم والتي بدورها تحفز إفراز البنكرياس للأنسولين (Insulin) الذي يعزز نمو الأنسجة الدهنية ويمكن أن يتسبب في زيادة الوزن.
يعتقد بعض العلماء أن الكربوهيدرات البسيطة، مثل: السكريات، والفركتوز، والحلويات، والمشروبات الغازية تساهم في زيادة الوزن؛ لأنها أسرع في امتصاصها في مجرى الدم من الكربوهيدرات المعقدة، مثل: المعكرونة، والأرز البني، والحبوب، والخضروات.
تواتر الأكل
العلاقة بين تكرار تناول الطعام والوزن مثيرة للجدل إلى حد ما، هناك العديد من التقارير عن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يأكلون أقل من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
لاحظ العلماء أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات صغيرة أربع أو خمس مرات يوميًا لديهم مستويات كوليسترول أقل ومستويات سكر دم أقل وأكثر استقرارًا من الأشخاص الذين يأكلون بشكل أقل تكرارًا أي وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة يوميًا.
وأحد التفسيرات المحتملة هو أن الوجبات الصغيرة المتكررة تنتج مستويات مستقرة من الأنسولين، في حين أن الوجبات الكبيرة تسبب ارتفاعًا كبيرًا في الأنسولين بعد الوجبات.
الأدوية
تشمل الأدوية المرتبطة بزيادة الوزن بعض مضادات الاكتئاب، ومضادات الاختلاج، وبعض أدوية السكري، وبعض الهرمونات كموانع الحمل الفموية، ومعظم الستيرويدات القشرية (Corticosteroids) كبريدنيزون (Prednisone).
تسبب بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم ومضادات الهيستامين زيادة الوزن، يختلف سبب زيادة الوزن مع الأدوية لكل دواء، حيث إذا كان هذا مصدر قلق بالنسبة لك يجب أن تناقش الأدوية الخاصة بك مع طبيبك بدلًا عن التوقف عن تناول الدواء؛ لأن هذا قد يكون له آثار خطيرة.
عوامل نفسية
بالنسبة لبعض الناس تؤثر العواطف على عادات الأكل، حيث كثير من الناس يأكلون بشكل مفرط استجابةً لمشاعر، مثل: الملل، أو الحزن، أو التوتر، أو الغضب، في حين أن معظم الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن لا يعانون من اضطرابات نفسية أكثر من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
فإن حوالي 30% من الأشخاص الذين يسعون للعلاج من مشكلات الوزن الخطيرة يواجهون صعوبات في الأكل بنهم.
أمراض
مثل قصور الغدة الدرقية ومقاومة الأنسولين ومتلازمة تكيس المبايض ومتلازمة كوشينغ (Cushing''s syndrome)، حيث تساهم أيضًا في السمنة.
القضايا الاجتماعية
يُوجد ارتباط بين المشكلات الاجتماعية والسمنة، حيث يمكن أن يؤدي نقص المال لشراء الأطعمة الصحية أو عدم وجود أماكن آمنة للمشي أو ممارسة الرياضة إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة.
مضاعفات السمنة
تشمل أبرز المضاعفات ما يأتي:
أمراض القلب والسكتات الدماغية
تجعلك السمنة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية، وهي عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
داء السكري من النوع الثاني
يمكن أن تؤثر السمنة على طريقة استخدام جسمك للأنسولين للتحكم في مستويات السكر في الدم، هذا يزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين ومرض السكري.
أنواع معينة من السرطان
قد تزيد السمنة من خطر الإصابة بسرطان الرحم وعنق الرحم وبطانة الرحم، وسرطان المبيض، وسرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان المريء، وسرطان الكبد، وسرطان المرارة، وسرطان البنكرياس، وسرطان الكلى والبروستات.
مشكلات في الجهاز الهضمي
تزيد السمنة من احتمالية إصابتك بحرقة المعدة وأمراض المرارة ومشكلات الكبد.
مشكلات أمراض النساء والجنس
قد تسبب السمنة العقم وعدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء، يمكن أن تسبب السمنة أيضًا ضعف الانتصاب لدى الرجال.
توقف التنفس أثناء النوم
الأشخاص المصابون بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، وهو اضطراب خطير محتمل حيث يتوقف التنفس ويبدأ بشكل متكرر أثناء النوم.
أعراض مرض كوفيد 19 الشديدة
تزيد السمنة من خطر الإصابة بأعراض حادة إذا أصبت بالفيروس المسبب لمرض فيروس كورونا، قد يحتاج الأشخاص الذين يُعانون من حالات شديدة من كورونا إلى العلاج في وحدات العناية المركزة أو حتى المساعدة الطبية للتنفس.
تشخيص السمنة
تشمل طرق التشخيص ما يأتي:
1. التاريخ الصحي
قد يُراجع طبيبك تاريخ وزنك، وجهود إنقاص الوزن، والنشاط البدني، وعادات التمارين، وأنماط الأكل، والتحكم في الشهية، والحالات الأخرى التي عانيت منها، والأدوية، ومستويات التوتر، وغيرها من القضايا المتعلقة بصحتك.
قد يراجع طبيبك أيضًا التاريخ الصحي لعائلتك لمعرفة ما إذا كنت معرضًا للإصابة بحالات معينة.
2. فحص جسدي عام
هذا يشمل قياس طولك، وفحص العلامات الحيوية، مثل: معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ودرجة الحرارة، والاستماع إلى قلبك ورئتيك، وفحص بطنك.
3. قياس محيط خصرك
قد تزيد الدهون المخزنة حول خصرك والتي تسمى أحيانًا الدهون الحشوية أو دهون البطن من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
قد تتعرض النساء اللواتي يزيد قياس محيط خصرهن أكثر من 89 سنتيمتر والرجال الذين يزيد قياس خصرهم عن 102 سنتيمتر إلى مخاطر صحية أكثر من الأشخاص ذوي قياسات الخصر الأصغر، مثل: قياس مؤشر كتلة الجسم، حيث يجب فحص محيط خصرك مرة واحدة على الأقل في السنة.
4. تحاليل الدم
تعتمد الاختبارات التي تخضع لها على صحتك وعوامل الخطر وأي أعراض حالية قد تُعاني منها، قد تشمل اختبارات الدم اختبار الكوليسترول، واختبارات وظائف الكبد، وصيام الغلوكوز، واختبار الغدة الدرقية وغيرها.
علاج السمنة
تشمل أبرز طرق العلاج ما يأتي:
1. ممارسة الرياضة
إن ممارسة التمارين الرياضية ضرورية للمحافظة على فِقدان الوزن وعلاج السمنة للمدى الطويل يُسبب النشاط الجسماني زيادة في استهلاك السُّعُرات الحرارية في الجسم.
إن ممارسة الرياضة لوحدها تؤدي إلى إنقاص قليل في الوزن، أما الميزة الرئيسة لممارسة الرياضة فهي أنها تُساعد في الحفاظ على نقصان الوزن مع مرور الوقت، يوصى اليوم بممارسة النشاط البدني المعتدل لمدة ساعة في اليوم.
2. علاج السمنة الدوائي
تمت الموافقة على عدد قليل جدًّا من الأدوية لعلاج السمنة التي بحاجة لوصفة طبية والتي يوصى بها لتخفيف الوزن، حيث يوصى بتناول الأدوية كجزء من البرنامج العلاجي الشامل وليس كوسيلة وحيدة لتخفيف الوزن وعلاج السمنة.
توجد للأدوية آثارٌ جانبية كثيرة، مثل:
جفاف الفم.
الإمساك.
الدوخة.
الأرق.
الإسهال.
حدوث اضطرابات مختلفة في الجهاز الهضمي.
3. العلاج الجراحي
إن الأشخاص الذين يعانون من السمنة ويكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أكثر من 40 يستطيعون أن يخضعوا لعمليات جراحية مختلفة في المعدة تؤدي إلى فِقدان الوزن.
لكن الانخفاض في الوزن والذي يقدر بحوالي 50% من وزن المريض الأولي ترافقه آثار جانبية خطيرة ومضاعفات للعملية الجراحية، مثل:
عدوى في الصِّفاق.
حصى في القناة الصفراوية.
نقص الفيتامينات المختلفة.
الوقاية من السمنة
تشمل أبرز طرق الوقاية ما يأتي:
تناول خمس وجبات صغيرة في اليوم.
تجنب الأطعمة المصنعة.
قلل استهلاك السكر.
قلل من استخدام المحليات الصناعية.
تجنب الدهون المشبعة.
اطهي الطعام في المنزل.
جرب نظامًا غذائيًا نباتيًا.