والجروح في النسيج الرئوي، ويشمل التليف الرئوي ما يتجاوز الـ 200 حالة طبية جميعها تُعرف باسم التليف الرئوي، ويتم تقسيمها وتصنيفها بحسب الأسباب والأعراض الخاصة بها.
عادة ما يستجيب النسيج الرئوي للمؤثرات والعوامل الخارجية التي تؤدي إلى جروح بسيطة في هذا النسيج بعملية التئام محدودة دون التأثير على الأنسجة المجاورة للنسيج المصاب، وفي التليف الرئوي يحدث خلل في عملية التئام الجروح يؤدي إلى مبالغة في عملية الالتئام مما يؤدي إلى تكوين الألياف والندبات في هذا النسيج.
تكرار هذه العملية ينتج عنه زيادة تدريجية في نسبة النسيج المتليف، وهذا النسيج لا يمكنه تبادل الأكسجين مع الدم، ليس ذلك فحسب فهو أيضًا يقلل من مرونة الرئة ويعمل على تقييدها ومنعها من الانتفاخ والحركة بحرية خلال الدورة التنفسية.
أسباب التليف الرئوي
أسباب التليف الرئوي قد تكون غير معروفة في العديد من الحالات، لذلك قد يطلق عليها اسم التليف الرئوي مجهول السبب (Idiopathic Pulmonary Fibrosis)، ولكن من أبرز أسباب التليف الرئوي المحتملة الآتي:
1. الأمراض المناعية
والتي تحدث عادةً نتيجة خلل مناعي ما، حيث يقوم الجسم بمهاجمة نسيج الرئة مما يسبب الالتهاب والندبات في هذا النسيج، ومن هذه الأمراض المناعية: الروماتيزم، ومرض تصلب الجلد (Scleroderma).
2. العوامل البيئية والمهنية
والتي تتمثل في كل من الآتي:
غبار السيليكا.
ألياف الأسبستوس.
غبار المعادن الثقيلة.
غبار الفحم.
غبار الحبوب.
روق الحيوانات.
3. بعض أنواع الأدوية
ومن أبرز الأمثلة التي تتضمنها أنواع الأدوية هذه الآتي:
أدوية علاج أمراض القلب.
بعض المضادات الحيوية.
أدوية العلاج الكيميائي.
الأدوية المضادة للالتهابات.
أعراض التليف الرئوي
أهم الأعراض وأكثرها إزعاجًا هو ضيق النفس، وهذه الأعراض تظهر متأخرة عادة وتدل أن الأذى الذي لحق بالرئة قد يصعب إصلاحه، في البداية ضيق النفس قد يكون مصاحبًا للأنشطة الرياضية وبذل المجهود، ومع مرور الوقت وتقدم المرض قد يحدث ضيق التنفس حتى في وقت الراحة.
من الأعراض الأخرى التي نلاحظها في حالة التليف الرئوي هي تحدّب الأظافر (Fingers Clubbing) التي تنتج من النقص المزمن في نسبة الأكسجين في الدم، مما يؤدي إلى زيادة في سمك الأنسجة تحت الأظافر.
تشخيص التليف الرئوي
يعد تشخيص التليف الرئوي تحدٍ طبي، فأغلب المصابين يلجأون إلى الطبيب في مراحل متقدمة لتحديد نوع وسبب التليف الرئوي، ومن أبرز طرق التشخيص لهذا النوع من الحالات الصحية الآتي:
مناقشة الطبيب بالتاريخ المرضي والمفصل.
إجراء الفحص السرير الكامل.
إجراء صورة طبقية للرئة عالية الدقة، لتمكن من تشخيص حالات التليف الرئوي في مراحله المبكرة، أو تحديد مدى تقدم هذه الحالة، أو تقييم الاستجابة لعلاج معين.
فحص وظائف الرئة.
فحص غازات الدم.
فحص منظار القصبات الهوائية مع إمكانية أخذ عينة من الأنسجة.
أخذ عينة جراحية من النسيج الرئوي، والتي يلجأ إليها جراح الرئة في الحالات التي يستعصي تشخيصها.
علاج التليف الرئوي
لا يوجد علاج ناجح وفعًال لحالات التليف الرئوي، فبمجرد أن تحدث الندبات في النسيج الرئوي فإصلاحها أمر صعب، إلا أنه يوجد العديد من الخيارات الجراحية التي تساهم في تحسين الأعراض، وبالتالي الحد خطورة هذا المرض.
ومن أبرز طرق العلاج المتبعة للحد من أعراض هذه الحالة الصحية الآتي:
1. الحد من المسبب لمرض التليف الرئوي
ومن أبرز هذه المسببات التي يجب الحد منها الآتي:
التوقف عن التدخين فورًا.
الابتعاد عن مصادر التلوث، مثل: الغبار الصناعي في العمل.
واظب على التمارين الرياضية والتمارين التنفسية.
تجنب زيادة الوزن.
عالج الارتجاع المريئي فهو من أهم أسباب التليف الرئوي.
2. الأدوية
والتي تتضمن عادةً كل من:
الكورتيزون، الذي يعمل على تثبيط جهاز المناعة مما يؤدي إلى تقليل الالتهاب وفرصة تكون الندبات.
أدوية العلاج الكيميائي.
الأدوية المثبطة للمناعة.
3. الأكسجين المنزلي
هو أحد أهم أركان العلاج وهو إلزامي في المراحل المتقدمة من المرض، حيث إن الحفاظ على نسبة طبيعية من الأكسجين في الدم تؤدي إلى تخفيف المعاناة اليومية للمريض وستساعده على القيام بالأنشطة اليومية اللازمة.
4. زراعة الرئة
هو الخيار النهائي والحل الجذري للمشكلة إلا أن شروطه ومتطلباته تحد من فاعليته، فإجراء زراعة الرئة يتطلب مراكز طبية على درجة عالية من الجاهزية، ويتطلب شروط معينة في المريض، مثل: عدم المعاناة من الأمراض الأخرى الخطيرة، والالتزام بالنصائح الطبية.
كما أن قوائم الانتظار لعمليات زراعة الرئة هي قوائم طويلة وتحتوي على العديد من المرضى في أغلب الأحيان.
هل مرض التليف الرئوي هو مرض وراثي؟
مرض التليف الرئوي لا ينتقل بالوراثة، إلا أن الأبحاث أثبتت أن 10-15% من مرض التليف الرئوي تزداد فرص الإصابة به في حال وجود فرد آخر من العائلة مصاب بنفس المرض، ويجري حاليًا العديد من الأبحاث والدراسات لتمكننا من فهم الحالة الجينية لهذا المرض بصورة أفضل.