لقية في جدار البطن غير شائعة حيث أن القيلة السرية تؤثر على ما يقدر بنحو 2 - 2.5 من كل 10000 من الأطفال حديثي الولادة، بينما يتأثر حوال 2 - 6 من كل 10000 طفل بالانشقاق المعدي.
وتشيع حالات عيوب جدار البطن أكثر بين حالات الحمل التي لا تستمر حتى نهاية الحمل أي أنها معرضة للإجهاض، وتكون معظم حالات تشوهات خلقية في جدار البطن متقطعة مما يعني أنها تحدث في الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ من الاضطراب في عائلاتهم.
تعرف على المزيد في المقال الآتي:
أعراض تشوّهات خلقية في جدار البطن.
من أبرز الأعراض المرتبطة بتشوهات خلقية في جدار البطن، ما يأتي:
بروز أعضاء البطن بشكل واضح من خلال الجلد، وقد تكون مغطاة بغشاء رقيق.
ظهور منتفخ أو فقاعات حول الحبل السري للطفل.
مشكلات في الجهاز الهضمي بسبب ضعف الدورة الدموية وتهيج الجهاز الهضمي نتيجة موقعها خارج الجسم.
ومع أي نوع من عيوب تشوهات خلقية في جدار البطن يوجد خطر الإصابة بالعدوى لأن الأعضاء ليست محمية داخل الجسم كما ينبغي، كما أنه يوجد خطر أن تتعرض أجزاء من الجهاز الهضمي للقرص أو الالتواء مما يضر بتدفق الدم، وقد يتسبب فقدان تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي في حدوث مشكلات خطيرة.
أسباب وعوامل خطر تشوّهات خلقية في جدار البطن.
من المعروف أنه لا توجد طفرات جينية تسبب عيبًا في جدار البطن، لكن من المحتمل أن تؤثر بعض العوامل الوراثية والبيئية المتعددة على تطور هذا الاضطراب، من أبرز الأسباب ما يأتي:
1. أسباب القيلة السرية
تحدث القيلة الدماغية أثناء حدوث خطأ في تطور الجهاز الهضمي، حيث أنه أثناء تكوين التجويف البطني في الأسبوع السادس إلى العاشر من نمو الجنين تبرز الأمعاء عادةً في الحبل السري ولكنها تنحسر مرةً أخرى في البطن مع استمرار النمو.
تحدث القيلة الأمفية عندما لا تنحسر الأمعاء مرةً أخرى في البطن ولكنها تبقى في الحبل السري، ويمكن أيضًا أن تبرز أعضاء البطن الأخرى من خلال هذه الفتحة مما يؤدي لتورط الأعضاء المتنوعة الذي يحدث في السرة.
2. أسباب الانشقاق المعدي
الخطأ الذي يؤدي للانشقاق المعدي غير معروف حيث أنه يعتقد أنه إما اضطراب في تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي، أو نقص في النمو، أو إصابة أنسجة الجهاز الهضمي في وقت مبكر من نمو الجنين.
لأسباب غير معروفة تكون النساء دون سن 20 عامًا أكثر عرضة لخطر إنجاب طفل مصاب بانشقاق المعدة، وقد تشمل عوامل الخطر الأخرى أثناء الحمل تناول الأدوية التي تضيق الأوعية الدموية، والتدخين.
مضاعفات تشوّهات خلقية في جدار البطن.
تعرف على التفاصيل:
1. مضاعفات القيلة السرية
مثل:
نقص تنسج الرئة المصحوب بقصور تنفسي.
أمراض القلب الخلقية.
الوفاة قبل الولادة.
2. مضاعفات الانشقاق المعدي
وتشمل:
رتق الأمعاء.
الانثقاب.
التضيق.
الانفتال.
تعفن الدم.
الوفاة داخل الرحم.
تأخر النمو داخل الرحم.
انخفاض الوزن عند الولادة.
تشخيص تشوّهات خلقية في جدار البطن.
يقوم الطبيب بإجراء تحاليل الدم إذا اشتبه بأن الطفل مصاب بانشقاق المعدة خاصة إذا كان مستوى بروتين ألفا فيتوبروتين في دم الأم مرتفعًا بشكل غير طبيعي أثناء الحمل.
وعادةً ما يتم تشخيص كل من القيلة السرية والانشقاق المعدي قبل الولادة باستخدام الموجات فوق الصوتية الروتينية قبل الولادة، إذا لم يكن الأمر كذلك فستكون العيوب واضحة جدًا بمجرد ولادة الرضيع.
علاج تشوّهات خلقية في جدار البطن.
بمجرد ولادة الرضيع يتم تغطية الأمعاء المكشوفة بضمادة معقمة للحفاظ على رطوبتها وحمياتها، ويتم إعطاء الرضيع السوائل والمضادات الحيوية عن طريق الوريد حيث أنه يمرر أنبوب طويل ورفيع عبر الأنف ويوضع في المعدة أو الأمعاء لتصريف السوائل الهضمية التي تتجمع في المعدة.
قد يطلب التدخل الجراحي لاستبدال الأمعاء في البطن وإغلاق الفتحة وإذا أمكن قد تجرى الجراحة لإصلاح العيب بعد الولادة بفترة وجيزة، ومع ذلك يجب شد جلد جدار البطن في كثير من الأحيان لبضعة أيام قبل الجراحة حتى يكون هناك نسيج كافٍ لتغطية الفتحة.
أما إذا كان العيب كبيرًا فقد يحتاج الطبيب لعمل زوائد جلدية لإغلاقه، وإذا خرجت كمية كبيرة من الأمعاء يتم لفها بغطاء واقي يسمى الصومعة وتعود تدرجيًا إلى البطن على مدار عدة أيام وأسابيع، وعندما تعود جميع الأمعاء إلى البطن يتم إغلاق الفتحة جراحيًا.
الوقاية من تشوّهات خلقية في جدار البطن.
لا توجد طريقة للوقاية من تشوهات خلقية في جدار البطن ولكن تقدم الموجات فوق الصوتية قبل الولادة دقة عالية في تشخيص عيوب جدار البطن للجنين بدءًا من الفحص القفوي في الثلث الأول من الحمل.
لذلك يسمح التصوير بالموجات فوق الصوتية الروتيني قبل الولادة والتشخيص المبكر واستشارة الأطباء وعلماء الوراثة في السيطرة على هذه العيوب الخلقية الشائعة.
الأنواع الشائعة
يوجد نوعان رئيسيان من تشوهات خلقية في جدار البطن، وهما:
1. القيلة السرية
عبارة عن فتحة في وسط جدار البطن حيث يلتقي الحبل السري بالبطن، وأعضاء، مثل: المعدة والأمعاء والكبد تخرج من خلال الفتحة في الحبل السري ومغطاة بنفس الغشاء الواقي الذي يغطي الحبل السري.
وغالبًا ما تنمو الأجنة المصابة بالقيلة السارية ببطء قبل الولادة أي أنه يحدث تأخر في النمو داخل الرحم وقد يولد قبل الأوان أيضًا، وكثيرًا ما يعاني الأشخاص المصابين بالقيلة السرية من عيوب خلقية متعددة، مثل: عيوب القلب الخلقية.
بالإضافة إلى ذلك غالبًا ما يرتبط التخلف في الرئتين بالقيلة السرية لأن أعضاء البطن توفر عادةً إطارًا لنمو جدار الصدر، وعندما تكون هذه الأعضاء في غير مكانها لن يتشكل جدار الصدر بشكل صحيح مما يؤدي لتوفير مساحة أصغر من المعتاد لتنمو الرئتين.
ونتيجةً لذلك قد يعاني العديد من الأطفال المصابين بالقيلة السرية من قصور في الجهاز التنفسي وقد يحتاجون إلى آلة دعم لمساعدتهم على التنفس، ونادرًا ما يعاني الأفراد المصابين بمشكلات التنفس في الطفولة من التهابات رئوية متكررة أو الربو في وقت لاحق من الحياة.
ولكن قد تستمر مشكلات أخرى حتى بعد علاج السرة، مثل: الارتجاع المعدي المريئي وصعوبة التغذية، وغالبًا ما ترتبط السرة الكبيرة أو تلك المرتبطة بمشكلات صحية إضافية متعددة بموت الجنين أكثر من الحالات التي تحدث فيها السرة وحدها.
وتعد القيلة العميقة سمة من سمات العديد من المتلازمات الجينية، حيث أنه يعاني ما يقرب من نصف الأفراد المصابين بالقيلة السرية من حالة ناجمة عن نسخة إضافية من أحد الكروموسومات في كل خلية من خلاياهم، وقد يصاب بعض الأشخاص من حالة وراثية تسمى متلازمة بيكويث فيدمان (Wiedemann Syndrome).
2. الانشقاق المعدي
عبارة عن عيب في جدار البطن وعادةً ما يكون إلى يمين الحبل السري، والذي من خلاله تبرز الأمعاء الغليظة والأمعاء الدقيقة، على الرغم من أن الأعضاء الأخرى قد تنتفخ في بعض الأحيان، ولا يوجد غشاء يغطي الأعضاء المكشوفة في انشقاق المعدة.
ونادرًا ما يعاني الأفراد المصابين بالانشقاق المعدي من عيوب خلقية أخرى ونادرًا ما يكون لديهم تشوهات في الكروموسومات أو حالة وراثية، ولكن يعاني المعظم من تأخر النمو داخل الرحم وانخفاض الوزن عند الولادة بسبب الولادة المبكرة.
في حالة الانقسام المعدي لا يتم تغطية الأعضاء البارزة بغشاء واقي وبالتالي قد تكون عرضة للتلف بسبب التلامس المباشر مع السائل الأمنيوسي في الرحم، وقد تؤدي مكونات السائل الأمينوسي لاستجابات مناعية وردود فعل التهابية ضد الأمعاء التي قد تتلف الأنسجة.
ويساهم الانقباض حول الأعضاء المكشوفة عند فتح جدار البطن في وقت متأخر من نمو الجنين أيضًا في إصابة العضو، ويتسبب تلف الأمعاء في ضعف تقلصات العضلات التي تنقل الطعام عبر الجهاز الهضمي في معظم الأطفال المصابين بانشقاق المعدة، قد يتحسن التمعج في غضون بضعة أشهر وتتقلص عضلات الأمعاء لطبيعتها.
ونادرًا ما يعاني الأطفال المصابين بالانشقاق المعدي من ضيق أو عدم وجود جزء من الأمعاء أو التواء في الأمعاء، بعد الولادة تؤدي التشوهات المعوية إلى مشكلات في وظيفة الجهاز الهضمي، وفقدان المزيد من الأنسجة المعوية، وحالة تسمى متلازمة الأمعاء القصيرة التي تحدث عندما تكون مناطق من الأمعاء الدقيقة مفقودة مما يسبب الجفاف وضعف في امتصاص العناصر الغذائية، واعتمادًا على شدة الحالة قد يحتاج الطفل إلى التغذية الوريدية.
وتعتمد صحة المصاب بانشقاق المعدة إلى حد كبير على مدى الضرر الذي لحق بأمعائه قبل الولادة، حيث أنه عندما يتم إصلاح تشوهات خلقية في جدار البطن واستعادة وظيفة الأمعاء الطبيعية فإن الغالبية العظمى لا يعانون من أي مشكلات صحية تتعلق بالعيب الذي تم إصلاحه في وقت لاحق من الحياة.