تاريخ النشر 8 يونيو 2022     بواسطة الدكتور صالح علي الدماس     المشاهدات 1

الانصِمام الرئوي

يحدث الانصِمام الرئوي عند انسداد أحد الأوعية الدموية المركزية في الرئتين بشكل مفاجئ، ويحدث الانسداد بشكل عام نتيجة لتجلط الدم. في الجزء الأكبر من الحالات لا يكون حجم الجلطات الدموية (Thrombi) قاتلًا، لكن المؤكد أنها تستطيع أن تُسبب أضرارًا في الرئتين. لكن إذا كان حجم الجلطة الدموية كبيرًا إلى
 درجة أنها تستطيع سد أوعية دموية رئيسية ومنع تدفق الدم من خلالها إلى الرئتين، فقد تكون النتائج قاتلة، والعلاج الفوري لمثل هذه الحالة يُمكن أن يُنقذ حياة الشخص المصاب، ويُقلّص من التَبِعات والأضرار المستقبلية المحتملة.
أعراض الانصِمام الرئوي
الأعراض الأكثر انتشارًا التي تُعد مؤشّرًا على وجود الانصمام الرئوي تشمل:
    ضيق تنفّس مفاجئ.
    آلام حادة في الصدر تشتد عند السعال، أو التنفس العميق.
    سعال مصحوب ببلغم رغوي يتّشح باللون الوردي.
    أعراض عامة، مثل: القلق، أو التوتر أو العصبية.
    التعرّق المفرط.
    الدوار.
    الشعور بالإغماء.
    تسارع دقات القلب أو الخفقان (Palpitation). 
إذا ظهرت أعراض مشابهة لما ذُكر آنفًا ينبغي التوجّه بشكل فوري لتلقي العلاج الطبي، خاصّةً إذا كانت الإصابة بالأعراض بشكل مفاجئ وبصورة حادّة.
أسباب وعوامل خطر الانصِمام الرئوي
هناك العديد من العوامل والأسباب التي تُؤدي إلى الانصمام الرئوي.
السبب الرئيسي للانصمام الرئوي
ينتج الانصمام الرئوي في أغلب الحالات عن جلطة دموية تكونت في إحدى الرجلين، ثم تحررت وتحركت باتجاه الرئتين.
الجلطة الدموية التي تتموقع قريبًا من سطح الجلد لا تُسبب غالبًا أي مشاكل، لكن الجلطات الدموية التي تتكون في الأوردة الموجودة في عمق الأنسجة، مثل: انصمام خثاري في الأوردة الداخلية يُمكنها أن تُسبب حالة الانصمام الرئوي. 
عوامل تزيد من خطر الإصابة بالانصمام الرئوي
هنالك عوامل يُمكن أن تُسبب انسدادًا في الأوعية الدموية، مثل:
    الأورام السرطانية.
    تجمع السوائل المختلفة، مثل: السائل السلوي (Amniotic fluid)، أو الرواسب الدهنية التي تدخل إلى الأوعية الدموية عند حدوث كسر في العظام، لكن حالات هذه هي نادرة الحدوث.
مضاعفات الانصِمام الرئوي
من المضاعفات الخطيرة لمرض الانصمام الرئوي:
    توقف القلب والموت المباشر.
    الصدمة.
    اضطراب في نبضات القلب.
    الاحتشاء الرئوي.
    ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
    تجمع السوائل بالرئة.
تشخيص الانصِمام الرئوي
التشخيص الدقيق لمرض الانصمام الرئوي ليس بالأمر السهل، ويعود سبب صعوبة ذلك إلى كون الأعراض المميزة لمرض الانصمام الرئوي مشابهة جدًا للعديد من الأمراض الأخرى، مثل: النوبة القلبية (Heart attack)، أو نوبة القلق (Anxiety attack)، أو الالتهاب الرئوي (Pneumonia).
ويقوم الطبيب بالتشخيص على النحو الآتي:
1. الفحص الجسماني
يبدأ الطبيب المعالج بإجراء فحص جسدي شامل، ويُوجّه للمريض أسئلة تتعلق بوضعه الصحي العام وأخرى تتعلق بالأعراض التي يُعاني منها في الوقت الراهن.
هذه الفحوصات تُساعد الطبيب المعالج أن يُقرر إذا كان المريض ضمن مجموعة الخطر المحتملة للإصابة بمرض الانصمام الرئوي أم لا.
2. الفحوصات المخبرية والتصويرية
اعتمادًا على تقييم درجة الخطورة قد تكون هناك حاجة إلى إجراء فحوصات للكشف عن جلطات دموية ومواقعها، أو لنفي عوامل أخرى تُسبب الأعراض نفسها.
الفحوصات الاعتيادية تشمل:
    فحوص الدم.
    التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
    التصوير المقطعي المحوسب (Computed tomography - CT).
    مخطط كهربية القلب (Electrocardiogram - ECG).
    التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging - MRI).
علاج الانصِمام الرئوي
يشمل علاج الانصمام الرئوي في غالبية الحالات المعالجة بأدوية مضادة للتخثّر التي تكون بالغالب مميعة للدم، لكنها في الحقيقة لا تقوم بتمييع الدم بل تمنع تكوّن جلطات دموية جديدة، كما تحُدّ من ازدياد حجم الجلطات القائمة.
إذا كان الشخص قد عانى من الانصمام الرئوي في السابق فمن المرجح أن يُعاني منه مجددًا، المواد المضادّة للتخثّر تُساعد في تقليص خطر الإصابة بالجلطات الدموية لكنها تزيد بالمقابل من احتمالات الإصابة بالنزيف.
بعض الناس لا يستطيعون تناول أدوية مضادة للتخثر، أو أن أجسامهم لا تستجيب لهذه الأدوية بحيث يستمر تكون الجلطات الدموية على الرغم من تناول الأدوية، من الممكن إدخال مُرَشِّح إلى أحد الأوعية الدموية الرئيسية، مثل: الوريد الأجوف السفلي (Vena cava) المسؤول عن نقل الدم من القسم السفلي من الجسم إلى القلب، وذلك بهدف منع مشاكل طبيّة مستقبلية، بحيث يقوم المُرَشِّح في الوريد الأجوف بمنع الجلطات الدموية من الوصول إلى الرئتين.
الوقاية من الانصِمام الرئوي
طرق لمنع نشوء الجلطات الدموية أو الانصمامات الرئوية:
    تناول الأدوية المضادّة للتخثّر بشكل يومي لمنع حدوث الانصمام الرئوي مستقبلًا.
    الاهتمام بمعاودة الحراك بعد فترة قصيرة قدر الإمكان من الخضوع لعملية جراحيّة.
    الاهتمام بلبس جراب الضغط لمنع الإصابة بالانصمام الخثاري في أوردة القدم العميقة، وخاصة للأشخاص الذين هم ضمن مجموعة الخطر للإصابة، مثل: المسافرون لمسافات طويلة.
    تناول الأسبرين قد يقلّص خطر الإصابة بالجلطات الدموية، لكنه لا يُعد علاجًا ملائمًا للانصمام الرئوي.
    الاهتمام بالوقوف والمشي قليلًا كل نصف ساعة أو ساعة.
    تحريك كفتي القدمين عن طريق جذب الأصابع باتجاه الركبتين ومن ثم شدّها مجدّدًا.
    المواظبة على شرب السوائل بكميات كبيرة خلال السفر الطويل.
    الاهتمام بأن تكون الملابس غير ملتصقة بالجسم في منطقة الخصر والرجلين.
    الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية والتي تحتوي على الكافيين، فهذه المشروبات تُسرّع فقدان السوائل من الجسم.


أخبار مرتبطة