نمو العيون قد يبدأ مع بلوغ الحمل عمر 16 أسبوعًا، إلا أن النمو الأكثر تسارعًا في أنسجة العيون قد يحصل تحديدًا خلال الثلث الأخير. لذا، وكلما ولد الطفل مبكرًا كلما ارتفعت فرص ولادته بعيون مصابة بخلل ما.
إليك قائمة بأبرز اضطرابات العيون التي قد تصيب الخدج:
1. الرأرأة (Nystagmus)
الرأرأة هي حركة لا إرادية في العيون، تبدأ فيها كرة العين بالحركة ذهابًا وإيابًا بطريقة خارجة عن السيطرة. وهذه أبرز السمات المميزة للرأرأة:
تصيب الرأرأة كلا العينين.
تبدأ العينان بالتحرك ببطء في إحدى الاتجاهات، لتتحرك كرة العين بعد ذلك بشكل مفاجئ وسريع عائدة لموقعها الأصلي.
تتحرك العينان باتجاه أفقي، ولكن قد تكون حركة كرة العين قطرية أو دورانية أحيانًا كذلك.
ليس بالضرورة أن يولد الطفل مصابًا بالرأرأة، إذ قد تظهر هذه المشكلة في مرحلة لاحقة خلال الأشهر أو الأسابيع التالية لولادة الطفل.
قد ترفع بعض العوامل من فرص الإصابة بالرأرأة، مثل: عدم اكتمال نمو العصب البصري لدى الرضيع، وإصابة الطفل بمشكلات صحية معينة مثل البهق.
2. الحول (Strabismus)
يعد الحول إحدى مشاكل العيون عند الخدج المحتملة الحدوث وهو مشكلة تظهر على هيئة خلل في التماثل بين اتجاهات نظر العيون. ولدى الأطفال الخدج غالبًا ما تكون الحالة من نوع الحول الداخلي (Esotropia)، لتبدو إحدى العيون وكأنها تنظر باتجاه الأنف.
قد تنشأ هذه المشكلة جراء إصابة العضلات التي تتحكم في حركة العين بخلل قد يقلل من قدرتها على العمل بطريقة متوافقة. يعتقد الباحثون أن هذا الخلل غالبًا ما يعزى لعدم تطور الدماغ بعد بطريقة تمكنه من السيطرة على حركة عضلات العين.
كما من الممكن لعوامل أخرى أن ترفع من فرص الإصابة بالحول كذلك، مثل: الإصابة ببعض الأمراض الجينية، والتعرض لإصابة في منطقة العيون، والإصابة بورم وعائي في محيط العين.
3. اعتلال الشبكية للخداج (Retinopathy of prematurity - ROP)
إحدى أكثر مشاكل العيون عند الخدج شيوعًا هي اعتلال الشبكية للخداج، وهي مشكلة غالبًا ما تقتصر الإصابة بها على الخدج.
تنشأ هذه المشكلة عندما يتم استبدال أنسجة الشبكية الطبيعية بأوعية دموية وبأنسجة ليفية قد تحدث نوعًا من الشد على الشبكية، وغالبًا ما تصيب هذه المشكلة كلا العينين.
قد يؤدي اعتلال الشبكية للعديد من المضاعفات، مثل:
ضعف البصر أو قصر النظر.
انفصال الشبكية.
العمى التام.
الزرق.
ترتفع فرص الإصابة بهذه المشكلة بشكل خاص لدى الخدج عند ولادة الطفل الخداج بوزن جسم أقل من 1.25 كيلوغرام قبل أن يكمل فترة 31 أسبوعًا في الرحم.
4. مشاكل العيون عند الخدج الأخرى
هذه بعض مشاكل العيون عند الخدج المحتملة الأخرى:
العمى، والذي قد ينشأ أحيانًا جراء ولادة الطفل بأنسجة غير مكتملة النمو في العين.
قصر البصر (Myopia).
تشخيص مشاكل العيون عند الخدج
لتشخيص مشاكل العيون عند الخدج، هذه بعض الإجراءات التي قد يتم إخضاع الرضيع لها:
تحري التاريخ الطبي لعائلة الرضيع، لا سيما ما يتعلق منه بمشكلات العيون والنظر.
فحص حركة كرة العين.
فحص كرة العين والجفن باستخدام الضوء.
فحص رد فعل العيون تجاه الضوء (Light reaction test).
علاج مشاكل العيون عند الخدج
يعتمد العلاج المتاح على طبيعة المشكلة، كما يأتي:
1. علاجات خاصة بمشكلة الرأرأة
مثل الآتي:
إخضاع الطفل للعلاجات اللازمة للمشكلات الصحية التي أدت لإصابته بالرأرأة، وهذه عديدة ولكل منها علاج مختلف.
استخدام نظارات طبية أو عدسات خاصة لتصحيح مشكلات البصر.
إخضاع الطفل للجراحة، وقد يلجأ الأطباء لهذا النوع من العلاجات بشكل خاص إذا ما ترافقت الرأرأة مع قيام الطفل بإمالة رأسه باستمرار بطريقة قد تخل بجودة حياته.
ويجدر التنويه أنه في العديد من الحالات قد تكون الرأرأة مشكلة طفيفة قد لا تحتاج لعلاج.
2. علاجات خاصة بمشكلة الحول
مثل الآتي:
إخضاع الطفل لعلاجات قد تساعد على تقوية العين الضعيفة، مثل: وضع رقعة على عين الطفل القوية لحث الدماغ على استقبال الصور القادمة من العين الضعيفة، واستعمال قطرة خاصة لإضفاء نوع من الضبابية على العين القوية.
إخضاع الطفل لعملية جراحية لإصلاح أي خلل حاصل في العضلات التي تتحكم في حركة كرة العين.
طرق أخرى، مثل: استعمال النظارات الطبية، وإخضاع الطفل بشكل دوري لفحوصات العيون.
إذا لم يتم علاج مشكلة الحول مبكرًا، قد تؤدي لنشأة مضاعفات دائمة في العين، مثل الغمش (Amblyopia).
3. علاجات خاصة بمشكلة اعتلال الشبكية
مثل الآتي:
العلاج بالتبريد أو بالليزر، لإيقاف نمو الأوعية الدموية ولخفض فرص الإصابة بانفصال الشبكية.
العلاج بطريقة بعج الصلبة (Scleral buckling)، حيث يتم تثبيت الشبكية من خلال وضع رباط خاص حول العين لعدة أشهر.
طرق أخرى، مثل: العلاج بتقنية استئصال الزجاجية (Vitrectomy)، وإدخال بعض الأدوية إلى منطقة العين.
في العديد من الحالات قد تكون الحالة طفيفة، وقد لا يحتاج الطفل المصاب لأي علاج.
أما في الحالات التي تحتاج لعلاج، فكلما بدأ العلاج باكرًا كلما ازدادت فرص الحفاظ على سلامة البصر، لا سيما الرؤية المركزية. من الوارد أن تؤدي العلاجات المذكورة أعلاه لفقدان الرؤية الجانبية.