تاريخ النشر 24 مارس 2022     بواسطة الدكتور حسن ايوب     المشاهدات 1

الصدمة

الصدمة هي حالة تُشكل خطرًا على الحياة في أعقاب انخفاض في تزويد الدم، وانخفاض كمية الأكسجين المتدفقة إلى الأنسجة بما يكفي لضمان عمليات الأيض (Metabolism). بسببها يتأذى عمل جدران الخلايا، وتمتلئ بالسوائل، ويختل توازن تركيز الأملاح في داخلها، وإذا حصل ذلك واستمرت هذه الحالة دون علاج تموت الخلايا،
 ويختل عمل الأعضاء، وينشأ فشل مجموعي (Systemic) وقد يصل الأمر إلى حد موت المريض.
أنواع الصدمات
تنقسم حالات الصدمة إلى ثلاث مجموعات رئيسة، وهي الآتي:
    صدمة نقص حجم الدم (Hypovolemic shock).
    صدمة قلبية المنشأ (Cardiogenic shock).
    صدمة على خلفية توسع حجم الأوعية الدموية.
مراحل الصدمة
يُوجد ثلاثة مراحل مختلفة في حالة الصدمة، وتختلف بدرجة حدتها ومدى خطورتها، وهي كالآتي:
1. مرحلة ما قبل الصدمة
فقدان حتى 10% من حجم الدم مصحوبًا بنبض سريع وانخفاض طفيف في ضغط الدم.
في هذه المرحلة تكون الأجهزة الدفاعية في الجسم لا تزال قادرة على التعويض عن خسارة الحجم هذه.
2. مرحلة الصدمة
فقدان أكثر من 20% من حجم الدم، أو انخفاض ملحوظ في النتاج القلبي (Cardiac output) مصحوبًا بانهيار قدرة الأجهزة الدفاعية على التعويض، ثم ظهور أعراض الصدمة.
3. الصدمة غير القابلة للإصلاح (Irreversible)
استمرار حالة الصدمة من دون علاج يُسبب ضررًا شديدًا غير قابل للعكس في الخلايا والأنسجة، وفشلًا في وظائف الجسم، وموت المريض.
مستويات خطورة الصدمة الخارجية
حالات الصدمة التي تحدث نتيجة إصابة خارجية يتم تصنيفها إلى أربعة مستويات، طبقًا لخطورة فقدان حجم الدم:
    فقدان حتى 15%.
    فقدان بين 15% - 30%.
    فقدان بين 30% - 40%.
    فقدان أكثر من 40% من حجم الدم.
كلما ازداد فقدان حجم الدم ازدادت خطورة أعراض الصدمة والخطر المحدق بحياة المريض.
احتمال الموت بسبب الصدمة التلوثية الحادة يتراوح بين 35% - 45%، أما احتمال الموت من جراء الصدمة القلبية فيتراوح بين 60% - 90%، واحتمال الموت بسبب صدمة نقص حجم الدم فيتعلق بالعامل المسبب للمرض ويتناسب تناسبًا طرديًا مع حدة الصدمة وسرعة وفعالية العلاج.
أعراض الصدمة
من أعراض الصدمة:
    الضيق.
    تشوش الوعي.
    رطوبة وبرودة في الجلد.
    انخفاض ضغط الدم.
    نبض سريع.
    انخفاض كميات التبول.
    تراكم الأحماض في الدم وفي الخلايا وفشل في وظائف الجسم.
أسباب وعوامل خطر الصدمة
يمكن توضيح أسباب وعوامل التعرض للصدمة بما يأتي:
1. أسباب الصدمة
تختلف الأسباب باختلاف نوع الصدمة كالآتي:
1. أسباب صدمة نقص حجم الدم
تحدث على خلفية انخفاض حجم الدم بسبب نزيف حاد أو فقدان السوائل، مثل: الإسهال، أو القيء المتكررة، أو التعرق الزائد.
2. أسباب الصدمة قلبية المنشأ
تحدث نتيجة للعوامل الآتية:
    ضعف في قدرة عضلة القلب على الانقباض، مثل: احتشاء عضلة القلب، والتهاب عضلة القلب، والتعرض للدغات أنواع معينة من الحيوانات.
    اضطرابات في نظم القلب (Arhythmia) مثل: رجفان أذيني (Atrial fibrillation)، ورجفان بطيني (Ventricular fibrillation).
    اضطرابات ميكانيكية (Mechanical Disorders)، مثل: أمراض صمامات القلب، وتمزق الشريان التاجي.
    اضطراب انسدادي في تدفق الدم، مثل: احتشاء كبير في الرئتين، وفرط ضغط دم رئوي حاد.
3. صدمة على خلفية توسع حجم الأوعية الدموية
قد تحدث نتيجة حالة تلوثية حادة، أو حالة التهابية متفشية، أو ردة فعل مفرطة (Anaphylaxis)، أو تأثير أدوية موسعة للأوعية الدموية، أو إصابة وضرر في الدماغ أو في النخاع الشوكي (Medulla spinalis)، أو اضطرابات هرمونية مختلفة.
2. عوامل الخطر
من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالصدمة:
    حالات التحسس الشديدة.
    فقدان كمية دم كبيرة.
    فشل عضلة القلب.
    عدوى جرثومية في الدم.
    التسمم.
    الحروق.
    الجفاف.
مضاعفات الصدمة
قد يُؤدي عدم علاج الصدمة إلى الآتي:
    خلل في وظائف الجسم.
    الموت.
تشخيص الصدمة
يتم تشخيص المريض سريريًا بالاعتماد على الأمور الآتية:
    ضغط الدم.
    نبضات القلب.
    معدل التنفس.
    إجراء فحص بول.
علاج الصدمة
معالجة حالات الصدمة يجب أن تتم بشكل فوري دون أي تأخير من أجل منع تفاقم الحالة وأضرارها.
الهدف من العلاج هو تحسين تدفق الدم وتزويد الأنسجة بالأكسجين، ويختلف العلاج باختلاف العامل المسبب الذي أدى إلى حصول الصدمة، ويشمل معالجة المسبب الأولي الأساسي الذي أدى إلى حصول الصدمة، وتحسين تزويد الأنسجة بالأكسجين، ومعالجة فشل أجهزة الجسم الناشئ عن الصدمة، فيما يأتي التفاصيل:
1. علاج حالة صدمة نقص حجم الدم
يجب الحرص على عدم بذل جهد جسماني قوي من أجل التقليل من فقدان السوائل، ويتم إجراء الآتي:
    إدخال سوائل إلى داخل الوريد قطرة قطرة تبعًا لمستوى ضغط الدم والنبض.
    العمل على وقف النزيف النشط بواسطة الضغط الموضعي على مكان الإصابة، أو وضع عاصبة شريانية (Arterial tourniquet).
    إجراء عملية جراحية لوقف نزيف داخلي وتسريب كريات دم حمراء في حالة فقدان كمية كبيرة من الدم.
2. علاج حالة الصدمة القلبية المنشأ
يتم العلاج على النحو الآتي:
    الخلود إلى الراحة.
    الحصول على الأكسجين.
    معالجة الاضطراب في نظم القلب.
    تناول أدوية موسعة للأوعية الدموية في عضلة القلب والتي تُقلل من الضغط على القلب.
    تزويد الجسم بمادة مذيبة للدم المتخثر الذي سبب الاحتشاء، وفتح الأوعية الدموية عن طريق إدخال أنبوب (Catheter).
    إجراء عملية جراحية يتم فيها إصلاح خلل في الصمام.
3. علاج حالة الصدمة الناتجة عن توسع الأوعية الدموية
يجب تزويد الجسم بالسائل بواسطة التقطير بسرعة ودون أي تأخير، وإعطاء أدوية لتقليص الأوعية الدموية، وإعطاء مصل خاص مضاد لسمّ اللدغة.
4. علاج حالة صدمة التأق
يتم العلاج بالسوائل، والستيرويدات، والأدرينالين (Adrenaline).
5. تدخلات علاجية أخرى
من أهم العلاجات المستخدمة:
    يتم إعطاء المضاد الحيوي الملائم، وإعطاء المريض السوائل والأدوية المقلصة للأوعية الدموية عندما يكون المسبب للصدمة تلوثًا جرثوميًا متفشيًا.
    يجب إعطاء المريض ستيرويدات بجرعة ضئيلة إذا كان الالتهاب صعب.
    يتم تزويد غالبية المرضى بالتنفس الصناعي بسبب القصور التنفسي (Respiratory insufficiency).
    تستوجب حالات البعض منهم إجراء غسيل كلى (Hemodialysis).
    يجب المعالجة بواسطة تزويد المريض بسائل البلازما الحي ومواد مساعدة على التخثر عند وجود مشكلات في تخثر الدم.
    يجب استخدام المواد التي تمنع تكون القرحة في المعدة والاثني عشر والتي تحمي من حدوث نزيف في الجهاز الهضمي.
    يجب إعطاء الإنسولين للمرضى ذوي الحالات الحادة مع الحرص على المحافظة على توازن مستوى السكر في الدم.
الوقاية من الصدمة
للوقاية من الصدمات يجب الحرص على الآتي:
    أخذ جميع المطاعيم لتجنب التقاط العدوى.
    تفادي الضربات والإصابات المختلفة.
    شرب السوائل لمنع الجفاف.


أخبار مرتبطة