إن اكتشاف المرض سهلٌ جدًا، وبالتالي تكون السيطرة عليه ممكنةً بمساعدة الأطباء.
ارتفاع ضغط الدم منتشرٌ أساسًا بين البالغين، لكنّ الأطفال أيضًا قد يكونون عرضة للإصابة به في بعض الأحيان.
يتطور ارتفاع ضغط الدم لدى بعض الأطفال كنتيجة لمشكلات في الكلى أو في القلب، لكن عددًا كبيرًا ومتزايدًا من الأطفال يصبح معرّضًا للإصابة بارتفاع ضغط الدم نتيجة عادات حياتية سيئة، مثل: التغذية غير السليمة وغير الصحية، وانعدام النشاط الجسدي.
أنواع ارتفاع ضغط الدم
هنالك نوعان من ارتفاع ضغط الدم:
1. ارتفاع ضغط الدم الرئيس
في 90% - 95% من الحالات عند البالغين ليس بالإمكان تعريف مسبّبها، يميل هذا النوع إلى التطور تدريجيًا على مدى سنين عدة.
2. ارتفاع ضغط الدم الثانوي
عند 5% - 10% المتبقين يتولد هذا النوع نتيجة لمرضٍ آخر، ويظهر عادةً بشكلٍ مفاجئ ويسبب ضغط دمٍ أعلى من ذلك الذي يسببه الأولي.
أعراض ارتفاع ضغط الدم
لا تظهر أعراض ارتفاع ضغط الدم لدى أغلب الناس الذين يعانون منه، كذلك الأمر في الحالات التي يسجل فيها ضغط الدم قيمًا مرتفعةً إلى درجة تشكيلها خطرًا.
عند قسم من المرضى تظهر في مراحل المرض الأولى الأعراض الآتية:
أوجاعٌ خفيفةٌ في الرأس.
دوخة.
نزيفٌ من الأنف بشكلٍ يفوق العادة.
لكن هذه الأعراض والعلامات تظهر عادةً عندما يصل المرض مرحلةً متقدمةً أكثر إلى حد تشكيله خطرًا على الحياة.
أسباب وعوامل خطر ارتفاع ضغط الدم
يمكن توضيح أسباب وعوامل الخطر لمرض ارتفاع ضغط الدم بما يأتي:
1. أسباب ارتفاع ضغط الدم
أمراضٌ وأدوية عدة تُعد من أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي، من بينها:
أمراض الكلى.
أورام في الغدة الكُظـْريّة (Adrenal gland).
عيوب خلقية معينة في القلب.
أدوية معينة، مثل: حبوب منع الحمل، وأدوية مضادة للزكام، وأدوية لتخفيف الاحتقان.
مسكّنات أوجاع بدون حاجة إلى وصفة طبية وعدد من الأدوية التي بحاجة إلى وصفة طبية.
مخدرات كالكوكائين (cocaine) والأمفيتامين (Amphetamine).
2. عوامل خطر لا يمكن السيطرة عليها
ثمة عوامل عديدة تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، بعضها لا يمكن السيطرة عليه، والتي تشمل:
1. السن
يزداد خطر الإصابة بالمرض مع التقدم بالسن، في بداية منتصف العمر يكون المرض أكثر شيوعًا بين الرجال أمّا النساء فيملن إلى الإصابة بالمرض في فترة ما بعد سن اليأس.
2. التاريخ العائلي
يميل ارتفاع ضغط الدم إلى الانتقال وراثيًا.
3. عوامل خطر لا يمكن السيطرة عليها
عوامل خطر أخرى يمكن السيطرة عليها وهي تتمثل في:
1. زيادة الوزن أو السمنة
كلّما كان الإنسان أعلى وزنًا كان بحاجةٍ إلى المزيد من الدم كي يكون قادرًا على إيصال الأكسجين والمواد المغذية إلى أنسجة الجسم المختلفة، وكلّما كانت كمية الدم المتدفق في الأوعية الدموية أكبر كان الضغط على جدران الشرايين أكبر.
2. انعدام النشاط البدني
وتيرة عمل القلب لدى الأشخاص الذين لا يمارسون نشاطًا بدنيًا هي أعلى منها لدى الذين يمارسونه، وكلّما زادت سرعة عمل القلب كان القلب بحاجة إلى بذل جهد أكبر عند كل انقباض، ممّا يزيد الضغط على الشرايين، بالإضافة إلى ذلك فإن انعدام النشاط البدني يزيد خطر السمنة.
3. التدخين
تدخين التبغ يؤدي إلى رفع ضغط الدم بشكلٍ فوري ومؤقت، بالإضافة إلى ذلك فإن المواد الكيميائية الموجودة في التبغ قد تضر بجدران الشرايين، ونتيجة لذلك قد تصبح الشرايين أضيَق ممّا يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
4. تغذية كثيرة الملح
إن وجود كمية كبيرة جدًا من ملح الطعام في النظام الغذائي قد يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، الأمر الذي يسبّب ارتفاع ضغط الدم.
5. تغذية قليلة البوتاسيوم
يساعد البوتاسيوم على موازنة مستوى الصوديوم في الخلايا عندما لا يتم استهلاك أو تخزين كمية كافية من البوتاسيوم، فقد يُؤدي ذلك إلى تراكم كمية كبيرة جدًا من الصوديوم في الدم.
6. تغذية قليلة الفيتامين د
من غير الواضح إذا كانت التغذية التي تفتقر إلى فيتامين د يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدمٍ أم لا، يعتقد الباحثون بأن فيتامين د يستطيع أن يؤثر على إنزيم تنتجه الكليتان ويؤثر على ضغط الدم.
7. تناول الكحول
تناول الكحول قد يسبب إفراز هرمونات تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وازدياد سرعة القلب.
8. التوتر
المستويات العاليةٌ من التوتر تؤدي إلى ارتفاعٍ مؤقتٍ في ضغط الدم، لكن محاولات الاسترخاء من خلال الأكل الكثير، أو تدخين التبغ أو شرب الكحول قد تؤدي إلى تعقيد مشكلات ضغط الدم.
9. الأمراض المزمنة
بعض الأمراض المزمنة بما فيها الكولسترول المرتفع، والسكري، والأرق، وأمراض الكلى قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
10. الحمل
في بعض الأحيان يكون الحمل عاملًا مؤثرًا في ارتفاع ضغط الدم.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
ضغط الدم الزائد على جدران الشرايين قد يُسبب ضررًا للأوعية الدموية ولأعضاءٍ أخرى في الجسم، كلّما كان ضغط الدم مرتفعًا أكثر كلّما يكون الضرر أكبر.
عدم علاج ضغط الدم المرتفع قد يؤدي إلى الآتي:
الإضرار بالأوعية الدموية.
تمدّد موضعي لجدران الأوعية الدموية.
توقّف القلب.
انسداد أو تمزّق أوعية دموية في الدماغ.
ضعف وتضيّق الأوعية الدموية في الكليتين.
تكثـُّف، أو تضيـُّق، أو انهتاك الأوعية الدموية في العينين.
مشكلات في الذاكرة أو في الفهم.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم
يُحدَّد ضغط الدم حسب كمية الدم التي يضخها القلب وحسب مستوى مقاومةِ تدفق الدم بالشرايين، كلّما ضخ القلب دمًا أكثر وكلما كانت الشرايين أضيق كان ضغط الدم مرتفعًا أكثر.
قياس ضغط الدم
لاكتشاف ارتفاع الضغط وعلاجه يتم قياس ضغط الدم بواسطة جهاز خاص يتألف من سوار قابل للانتفاخ يُلَفّ حول الذراع للحدّ من تدفق الدم، تكون نتائج القياس بوحدات ميلليمتر زئبق، وتتضمن هذه النتائج قيمتين عددين:
العدد الأول أو الأعلى يقيس الضغط في الشرايين عند تقلـُّص عضلة القلب، ويسمى الضغط الانقباضي (Systolic Pressure).
العدد الثاني أو الأدنى يقيس الضغط في الشرايين بين النبضات، ويسمى الضغط الانبساطي (Diastolic Pressure).
قيم قياس ضغط الدم
قِيم القياس تنقسم إلى أربع مجموعاتٍ عامة:
المستوى الطبيعيّ: يُعد ضغط الدم سويًّا حينما يكون أقل من 120/ 80 ميلليمتر زئبق غير أن بعض الأطباء يقولون أن ضغط الدم بمستوى 115/ 75 هو الأفضل.
مستوى ما قبل ارتفاع ضغط الدم: حين تكون قيمة الضغط الانقباضي بين 120 - 139 ميلليمتر زئبق، أو حين تكون قيمة الضغط الانبساطي بين 80 - 89.
المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم: حين تكون قيمة الضغط الانقباضي بين 140 - 159 ميلليمتر زئبق، أو حين تكون قيمة الضغط الانبساطي بين 90 - 99.
المرحلة الثانية من فرط ضغط الدم: حين تكون قيمة الضغط الانقباضي 160 ميلليمتر زئبق وأكثر، أو حين تكون قيمة الضغط الانبساطي 100 ميلليمتر زئبق وأكثر.
القيمتان الأعلى والأدنى في قياس ضغط الدم هامّتان، لكن بعد سن 50 عامًا يُصبح ضغط الدم الانقباضي هو الأكثر أهمية.
ارتفاع ضغط الدم الانقباضي هي الحالةٌ التي يكون فيها الضغط الانبساطي طبيعيًا بينما يكون الضغط الانقباضي مرتفعًا، هذه الحالة هي النوع الأكثر شيوعًا من ارتفاع ضغط الدم بين الأشخاص فوق سن 50 عامًا.
علاج ارتفاع ضغط الدم
التغيير في نمط الحياة قد يُساعد بشكلٍ كبير على موازنة ضغط الدم، غير أن التغيير في نمط الحياة وحده لا يكون كافيًا في بعض الأحيان، فبالإضافة إلى ممارسة النشاط الجسدي وتغيير عادات التغذية قد يصف الطبيب أيضًا بعض الأدوية لخفض ضغط الدم.
أدوية لعلاج ضغط الدم
يتعلق علاج ضغط الدم المرتفع الذي يوصي به الطبيب بمستوى ضغط الدم عند المريض وبالمشكلات الطبية الأخرى التي يعاني منها، ومن بين الأدوية الموصى بها:
مُدرّات البول (Diuretic) من مجموعة الثيازيد (Thiazide).
حاصرات مُسْتَقْبِلاتِ بيتا (Beta - blocker).
مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
حاصرات مستقبل الأنجيوتنسين 2.
حاصرات قنوات الكالسيوم.
مثبطات الرينين (Renin).
في الحالات التي لا يمكن فيها السيطرة على ارتفاع الضغط وعلاجه بمساعدة الأدوية المذكورة أعلاه من الممكن أن يوصي الطبيب بتناول الأدوية الآتية:
حاصرات مستقبلات الألفا (Alpha blocker).
حاصرات مستقبلات الألفا - بيتا (Alpha - Beta blocker).
مُوَسّعات الأوعية الدموية.
بعد النجاح في الوصول إلى مستوى ضغط الدم المطلوب قد يوصي الطبيب بتناول الأسبرين بشكلٍ يوميّ لتقليل خطر الإصابة بأمراض قلبية وعائية.
من أجل تخفيض الجرعة الدوائية اليومية قد يدمجُ الطبيب عدة أنواعٍ من الأدوية بجرعةٍ منخفضة بدلًا من نوعٍ واحد بجرعةٍ مرتفعةٍ جدًا، إن تناول نوعين من الأدوية أو أكثر في آنٍ واحد في أحيانٍ كثيرة أكثر فائدة من تناول نوعٍ واحد من الدواء حيث تكون القدرة على اختيار الدواء الأكثر فعالية أو دمج الأدوية الأكثر فائدة حصيلة التجربة والخطأ.
الوقاية من ارتفاع ضغط الدم
تشمل طرق الوقاية ما يأتي:
تناول الطعام الصحي.
الحفاظ على وزن صحي.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
عدم شرب الكحول.
عدم التدخين.
العلاجات البديلة
هنالك عدة إضافات غذائية أي أغذية تكميلية قد تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، وتشمل:
حمض الألفا لينولينيك.
بزر القطـوناء (Blond psyllium).
الكالسيوم.
الكاكاو.
زيت كبد سمك القدّ (Cod liver oil).
الأحماض الدهنية أوميغا 3.
الثوم.
الطريقة المُثلى لدمج هذه المواد في نظام التغذية هي عن طريق تناول مأكولاتٍ غنيٍةٍ بهذه المواد، لكن يمكن استهلاكها أيضًا من خلال تناولها بأقراص أو كبسولات.
يُوصى باستشارة طبيب قبل تناول مثل هذه المكملات خلال تلقّي علاج ضغط الدم، فهناك أغذيةٌ تؤثر على فاعلية الأدوية وتؤدي إلى أعراضٍ جانبيةٍ مؤذية.
كذلك من الممكن ممارسة تقنيات استرخاء، مثل: اليوغا، أو التنفس العميق لتحقيق الهدوء النفسي وخفض مستوى التوتر. طرق الاسترخاء هذه قد تخفّض ضغط الدم المرتفع بشكلٍ مؤقت.