تاريخ النشر 1 فبراير 2022     بواسطة الدكتور صالح علي الدماس     المشاهدات 4

أمراض الرئة المقيدة .

إن أَمْراضَ الرِّئَةِ المقيدة هي مجموعة كبيرة جدًا من الأمراض والأمر المشترك بينها هو انخفاض في أحجام الرئة كما يظهر في اختبارات وظائف الرئة (Pulmonary Function Tests). تسمى هذه الأمراض أيضًا أمراض رئة خِلالية؛ وذلك لأنها تصيب بالأساس الأنسجة الخِلالية في الرئة، إن هذه التسمية مضللة، ففي العدي
د من الأحيان تصيب هذه الأمراض أيضًا الشعب الهوائية الصغيرة والحويصلات الرئوية.
يكون المرض لدى بعض المرضى حادًّا وتستمر أعراضه أيامًا أو أسابيع فقط ثم يتحول المرض لدى جزء من المرضى لمرض مزمن دائم، بينما تختفي أعراض المرض عند آخرين مع أو بدون تلقي العلاج، أو بمجرد تفادي التعرض للعامل الذي سبب المرض، مثل: الأدوية.
أما لدى جزء آخر من المرضى فتمر أسابيع وأشهر قبل تشخيص المرض، ولدى الجزء المتبقي يكون المرض مزمنًا فقد تمر أشهر وحتى سنوات ليتم التشخيص وعندها يُعرف المرض على أنه مرض رئوي مزمن.
إن معظم الأمراض الرئوية الخِلالية مزمنة ولا يمكن الشفاء منها حيث يتميز سير المرض بكونه مزمنًا، وتتفاقم الأعراض على خلفية سير المرض المزمن والمتقدم لدى المريض، حيث تكون الحالة الصحية لمعظم المرضى سيئة ويكونون مقيدين من حيث نشاطاتهم وذوي جودة حياة منخفضة.
أعراض أمراض الرئة المقيدة
تشمل أبرز الأعراض الشائعة ما يأتي:
    ضيق في التنفس وخاصةً عند بذل المجهود.
    عدم القدرة على التقاط أنفاسهم أو التنفس بشكل كافٍ.
    سعال مزمن أو طويل الأمد وعادةً يكون جافًا، ولكن أحيانًا يكون مصحوبًا ببلغم أبيض أو مخاط.
    فقدان الوزن.
    ألم صدر.
    التنفس.
    التعب أو الإرهاق الشديد دون سبب منطقي.
    كآبة.
    القلق.
أسباب وعوامل خطر أمراض الرئة المقيدة
يتم تعريف الشروط التقييدية عن طريق الاستنشاق الذي يملأ الرئتين والذي يكون أقل بكثير مما هو متوقع في الشخص السليم.
تتميز أمراض الرئة المقيدة بانخفاض سعة الرئة الكلية أو مجموع الحجم المتبقي مقترنًا بالسعة الحيوية القسرية، حيث يحدث هذا بسبب صعوبة ملء الرئتين بالكامل في المقام الأول.
يمكن أن تكون أمراض الرئة المقيدة نتيجة عوامل داخلية، أو خارجية، أو عصبية، وتشمل أبرز أسباب وعوامل خطر الإصابة بأمراض الرئة المقيدة ما يأتي:
1. أمراض الرئة المقيدة الجوهرية
الاضطرابات المقيدة الجوهرية هي تلك التي تحدث بسبب تقييد في الرئتين والذي غالبًا يكون تصلبًا، وتشمل ما يأتي:
    التهاب الرئة.
    متلازمة الضائقة التنفسية عند البالغين.
    الالتهاب الرئوي اليوزيني.
    مرض الدرن.
    الساركويد.
    التليف الرئوي والتليف الرئوي مجهول السبب.
    جراحة سرطان الرئة.
2. أمراض الرئة المقيدة الخارجية
تشير الاضطرابات التقييدية الخارجية إلى تلك التي تنشأ خارج الرئتين، وتشمل أبرز أسباب هذه الاضطرابات ما يأتي:
    الجنف.
    السمنة.
    متلازمة نقص التهوية.
    الانصباب الجنبي.
    الأورام الخبيثة.
    استسقاء.
    كسور الضلع.
3. أمراض الرئة العصبية المقيدة
الاضطرابات العصبية المقيدة هي تلك التي تسببها اضطرابات الجهاز العصبي المركزي التي تتداخل مع الحركات اللازمة لسحب الهواء إلى الرئتين، ومن بين الأسباب الأكثر شيوعًا: 
    شلل الحجاب الحاجز.
    متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barré syndrome).
    الوهن العضلي الوبيل.
    ضمور العضلات.
    التصلب الجانبي الضموري.
مضاعفات أمراض الرئة المقيدة
تشمل أبرز المضاعفات ما يأتي:
    نقص تأكسد الدم ينتج عن مرض الرئة التقييدي المتقدم والذي لا يمكن تعويضه إلا بارتفاع معدل التنفس.
    زيادة بذل الطاقة في التنفس تؤدي إلى هزال العضلات وفقدان الوزن.
    فشل تنفسي مزمن ينتج بمجرد فشل الآليات التعويضية وتفاقم نقص الأكسدة.
    اضطرابات النوم بما في ذلك انقطاع النفس الانسدادي النومي، والتي هي شائعة في المرضى الذين يعانون من تقييد رئوي خارجي بسبب السمنة.
    ارتفاع ضغط الدم الرئوي والقلب الرئوي بسبب الفشل التنفسي المزمن والتشوه في بنية الرئة.
تشخيص أمراض الرئة المقيدة
عادةً يقوم الطبيب بإجراء أو طلب اختبار وظائف الرئة لتقييم سعة الرئة الكلية، أو إجمالي كمية الهواء التي تستوعبها الرئتان عندما يستنشق الشخص، حيث عادةً تنخفض سعة الرئة الكلية في أمراض الرئة المقيدة.
قد تكون الاختبارات الأخرى ضرورية للتشخيص الكامل ولضمان ترتيب خطة العلاج الصحيحة، حيث عادةً يتم تحديد الاختبارات المحددة المستخدمة من خلال ما إذا كان السبب المشتبه به لمرض الرئة المقيد داخليًا أم خارجيًا.
قد تشير الاختبارات التي تظهر ضعف وظائف الرئة إلى أن التندب، أو التصلب، أو الالتهاب يؤثر على جزء كبير من الرئتين.
وتشمل الاختبارات شائعة الاستخدام لأمراض الرئة المقيدة ما يأتي:
1. اختبار السعة الحيوية القسرية
والذي يتضمن استنشاق وملء الرئتين بأكبر قدر ممكن من الهواء ثم الزفير بأكبر قدر ممكن من القوة، حيث عادةً ينخفض اختبار السعة الحيوية القسرية لأولئك الذين يعانون من أمراض الرئة المقيدة.
قيمة الفحص التي تقل عن أو تساوي 80% مما هو متوقع يمكن أن تكون علامة على مرض مقيد.
2. اختبار حجم الزفير القسري في ثانية واحدة
والذي يقيس كمية الهواء الزفير خلال الثانية الأولى من الاختبار، حيث يطرد معظم الناس حوالي ثلاثة أرباع الهواء المستنشق خلال هذه الفترة الأولية من الزفير، لكن في الأمراض التقييدية إن اختبار حجم الزفير القسري في ثانية واحدة سيكون أقل نسبيًا.
3. اختبار نسبة اختبار حجم الزفير القسري في ثانية واحدة إلى اختبار السعة الحيوية القسرية
والذي يقارن كمية الهواء التي يتم طردها خلال الثانية الأولى من الزفير بالكمية الإجمالية لهواء الزفير أثناء اختبار السعة الحيوية القسرية، وغالبًا تكون هذه النسبة طبيعية أو حتى تزداد عند المصابين بأمراض الرئة المقيدة.
4. اختبارات التصوير
وتشمل ما يأتي:
    تصوير الصدر بالأشعة السينية: والذي يُنشئ صورًا لكامل منطقة الصدر والرئة للتقييم.
    التصوير المقطعي المحوسب: والذي ينتج صورًا أكثر تفصيلاً للصدر والرئة مقارنةً بالأشعة السينية على الصدر.
5. تنظير القصبات
حيث يتم إدخال أنبوب مرن مزود بآلة تصوير عبر الأنف أو الفم في الممرات الهوائية في الرئة للفحص.
علاج أمراض الرئة المقيدة
يتوفر القليل من الأدوية لعلاج معظم أسباب أمراض الرئة المقيدة ففي حالات أمراض الرئة المقيدة الناتجة عن الالتهاب المستمر يمكن استخدام الأدوية التي تثبط جهاز المناعة، بما في ذلك:
    الستيرويدات القشرية (Corticosteroids).
    أزايثيوبرين (Azathioprine).
    سيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide).
    ميثوتريكسات (Methotrexate).
قد يكون العلاج بالأكسجين الإضافي ضروريًا كما قد تكون المساعدة الميكانيكية على التنفس مفيدة لبعض الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التنفس بسبب أمراض الرئة المقيدة.
في حالات أمراض الرئة المرتبطة بالسمنة، يمكن أن يساعد فقدان الوزن وممارسة الرياضة في تقليل مقاومة التنفس الناتجة عن الدهون الزائدة.
الوقاية من أمراض الرئة المقيدة
تشمل أبرز طرق الوقاية ما يأتي:
    ممارسة التمارين في المنزل
    إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة مثل التغذية الصحية.
    تكييف التنفس.
    التنفس بالشفاه المستمر.
    التنفس البطيء العميق أو التنفس البطني.


أخبار مرتبطة