تاريخ النشر 23 يناير 2022     بواسطة الدكتور عامر رضوى     المشاهدات 1

سرطان المعدة .

يُعد سرطان المعدة أحد الأورام الخبيثة التي تصيب المعدة، يشهد العالم الغربي اليوم انخفاضًا في معدلات انتشار سرطان المعدة، ينقسم سرطان المعدة إلى نوعين، هما: الأول يصيب القسم العلوي من المعدة، والثاني يصيب القسم السفلي من المعدة. تسجل معدلات الإصابة بالنوع الأول الذي يصيب القسم العلوي من المعدة
ارتفاعًا مقارنةً بالنوع الآخر، أما في الدول النامية فإن سرطان المعدة يحتل المرتبة الثالثة من حيث معدلات الانتشار من بين أمراض السرطان المختلفة.
يتم التمييز عادةً بين الدرجات المختلفة من تقدم سرطان المعدة، حيث أنه في المرحلة المبكرة تقتصر الإصابة على منطقة الغشاء الداخلي للمعدة أي بطانة المعدة، وغالبًا ما تكون المعالجة الجراحية في هذه المرحلة فعالة جدًا وذات نتائج ممتازة.
أما إذا كانت الإصابة قد تعدت منطقة بطانة المعدة إلى طبقة العضل أو العقد الليمفاوية التي تحيط بالمعدة فإن احتمالات الشفاء تقل كثيرًا، وإذا كانت الإصابة في المنطقة العلوية من المعدة تكون احتمالات الشفاء أقل منها في حال الإصابة في القسم السفلي من المعدة.
أعراض سرطان المعدة
لا يُسبب سرطان المعدة في مراحله المبكرة أية أعراض أو علامات الأمر الذي يجعل من الصعب تشخيصه، وتشمل أعراض سرطان المعدة:
    الشعور بالضيق وعدم الراحة.
    أوجاع في الجزء العلوي من البطن.
    الانتفاخ أو القيء بعد تناول الطعام.
    انعدام الشهية.
    وفقدان الوزن.
    الشعور بالضعف نتيجة لفقر الدم.
    براز أسود اللون.
    وجود دم في القيء.
قد يسبب مرض القرحة المعديّة أحيانًا أعراضًا مشابهة لتلك التي تظهر جراء الإصابة بمرض سرطان المعدة.
أسباب وعوامل خطر سرطان المعدة
في الآتي أبرز أسباب الإصابة بسرطان المعدة
1. الإصابة بالتهاب ناتج عن بكتيريا الملوية البوابية (Helicobacter pylori)
أسباب سرطان المعدة وأحد أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض سرطان المعدة هو التعرض للبكتيريا المعروفة باسم الملوية البوابية التي تسبب التهاب الغشاء الداخلي للمعدة.
ويعود السبب في نحو الثلث من حالات الإصابة بمرض سرطان المعدة في الغالب إلى التعرض للإصابة بالتهاب بسبب هذه البكتيريا، لكن على الرغم من ذلك فإن معظم الناس الذين يحملون هذه البكتيريا لا يصابون بأي من الأمراض التي تصيب المعدة.
2. النظام الغذائي
إن تناول الأطعمة المدخنة والمجففة والمملحة، أو التي تحتوي على التوابل يزيد من كمية النِترات (Nitrate) في المعدة، وتتعرض هذه المواد في داخل المعدة إلى تغييرات كيميائية تحوّلها إلى مواد مسرطِنة.
في المقابل فإن اتباع نظام تغذية غني بالفواكه، أو الخضروات أو الأغذية التي يتم تخزينها بطريقة آمنة ويتم حفظها في التبريد يقلل من خطر الإصابة بسرطان المعدة.
3. أسباب أخرى
بالإضافة إلى هذين العاملين يُعد التدخين واستهلاك المشروبات الكحولية بإفراط من الأسباب التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان في الجزء العلوي من المعدة، كما يزيد احتمال الإصابة بمرض سرطان المعدة أيضًا عند الخضوع لعملية جراحية في المعدة إلا أن عامل الخطر هذا يصبح جديًا بعد مرور عشرين عامًا من موعد إجراء العملية.
تشير الإحصاءات إلى أن احتمال الإصابة بمرض سرطان المعدة يزداد بمعدل الضعفين إلى أربعة أضعاف على الأقل لدى الأشخاص الذين أصيب أقرباء لهم بمرض سرطان المعدة، وهو أوسع انتشارًا بين الرجال مقارنة بالنساء، كما يظهر سرطان المعدة بشكل خاص في المرحلة العُمْرية بين 70 - 75 عامًا.
مضاعفات سرطان المعدة
إذا تطور سرطان المعدة إلى مراحل متقدمة، فقد يؤدي إلى العديد من المضاعفات مثل:
    نزيف الجهاز الهضمي.
    انثقاب المعدة.
    انسداد الأمعاء الصغيرة.
تشخيص سرطان المعدة
ثمة طرق مختلفة يمكننا خلالها تشخيص سرطان المعدة أبرزها ما يأتي:
1. تنظير المعدة (Gastroscopy)
يتم تشخيص سرطان المعدة غالبًا بواسطة تنظير المعدة وهو فحص يمكن بواسطته الكشف عن وجود قرحة معدية، أو كتلة ورمية، أو تكثف في جدار المعدة الداخلي، وقد يتم خلال الفحص أخذ عينة صغيرة أي خزعة لفحصها مجهريًا.
2. التصوير بالأشعة السينية (X - Ray) مع حقن مادة الباريوم التباينية (Barium)
لم يُعد هذا أسلوبًا مفضلًا من أجل تشخيص سرطان المعدة ويومًا بعد يوم تصبح وسيلة التصوير أقل قبولًا واعتمادًا. 
3. التصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography – CT)
يمكن بواسطته الكشف عما إذا كان السرطان قد انتشر إلى ما بعد جدار المعدة أو ما إذا كان جدار المعدة الداخلي قد أصبح سميكًا، ويتم استعمال هذه الطريقة عادةً لاستكمال عملية الاستيضاح الطبي.
4. التصوير بالأمواج فوق الصوتية بالتنظير الداخلي (Endoscopic ultrasound - EUS)
يتيح هذا الفحص الكشف عن مدى تغلغل السرطان في جدار المعدة وفي العقد الليمفاوية.
علاج سرطان المعدة
يتعلق علاج سرطان المعدة بالمرحلة التي يتم فيها تشخيص سرطان المعدة، وتشكل العملية الجراحية المُعدَّة لاستئصال الورم من المعدة (Gastrectomy) الطريقة الوحيدة لعلاج سرطان المعدة التي يمكن أن تحقق الشفاء التام من سرطان المعدة.
يمكن خلال هذه العملية استئصال جزء من المعدة أو استئصالِ المعدة بالكامل وذلك وفق الحاجة وتبعًا لدرجة انتشار الورم، في بعض الحالات المعينة وخاصةً تلك التي يكون الورم فيها قد انتشر إلى جدار المعدة من المتبع عادةً الدمج بين المعالجة الإشعاعية والمعالجة الكيميائية.
أما في الحالات التي يتم فيها الكشف عن سرطان المعدة في مرحلة متقدمة فإن المعالجة تتركز عادةً في توفير أسباب الدعم والإسناد للمريض، من حيث المحافظة على نظام غذائي سليم وتقديم العلاجات المسكنة للآلام.
قد تنشأ الحاجة أحيانًا إلا إطعام المريض عن طريق فتحة خاصة محدثة في جدار البطن توصل إلى المعدة مباشرة وهو ما يعرف باسم فغر المعدة، وقد يتم إطعام المريض أحيانًا من خلال فتحة محدثة إلى داخل الأمعاء وهو ما يعرف باسم فغر الصائم (Jejunostomy).
على أية حال يُنصح الأشخاص الذين أصيب أحد أقربائهم بسرطان المعدة بإجراء فحص للكشف عن بكتيريا الملوية البوابية (Helicobacter pylori) ومعالجتها وفق ما تقتضيه الحاجة.
الوقاية من سرطان المعدة
يمكن الوقاية من سرطان المعدة من خلال ما يأتي:
    قلل من كمية الكحول التي تتناولها، ولا تستخدم منتجات التبغ.
    تجنب تناول الأطعمة المدخنة والمخللة واللحوم والأسماك المملحة.
    تناول الفواكه والخضروات الطازجة والكثير من الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة، مثل: خبز الحبوب الكاملة، والحبوب، والمعكرونة، والأرز.
    حافظ على وزن صحي.


أخبار مرتبطة