تاريخ النشر 28 نوفمبر 2021     بواسطة الدكتورة مها محمد قشلان     المشاهدات 1

6 أسباب لضمور المخ عند الأطفال

الضمور هو انكماش يحدث للأنسجة يؤدي إلى صغر حجمها، وضمور المخ أو ما يُعرف أيضًا بضمور الدماغ، حالة تنكمش فيها أنسجة المخ بسبب فقدان خلايا الدماغ والوصلات العصبية، ويمكن أن يحدث الضمور بشكل كُلي للدماغ، أو يكون جزئيًّا، وهو ما يُعرف بالضمور البؤري، الذي يؤثر فقط في منطقة محددة من الدماغ، ما يسبب
خللًا في الوظائف التي تتحكم فيها هذه المنطقة. يصيب ضمور المخ الكبار والصغار، ويمكن أن يتعرض له أيضًا حديثو الولادة. ضمور المخ عند الأطفال من الحالات الشائعة التي تنتشر بين نسبة كبيرة منهم على مستوى العالم، لذا سنخبركِ في هذا المقال بأهم أسبابه وأعراضه وطرق علاجه.
أسباب ضمور المخ عند الأطفال

يحدث ضمور المخ إما لأسباب وراثية غير معروفة، أو نتيجة مشكلات صحية أو أمراض، وتعتمد درجة الضمور على المرض أو الإصابة المسببة له، وتشمل الأمراض التي تسبب ضمور الدماغ لدى الأطفال ما يلي:

    السكتة الدماغية: تحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، ما يعيق وصول الأكسجين إلى المخ، ويؤدي إلى موت الخلايا العصبية في تلك المنطقة، فيحدث خلل أو فقدان في الوظائف التي تتحكم فيها هذه المنطقة من المخ، بما في ذلك الحركة والكلام.
    إصابات الدماغ: التي قد تحدث في أثناء الولادة، أو نتيجة الإصابات المؤلمة، كالسقوط، أو أي إصابة في الرأس تؤدي إلى تلف في الدماغ وموت الخلايا.
    الشلل الدماغي: هو اضطراب في الحركة ناتج عن تطور مخ الجنين بصورة غير طبيعية، ما يسبب ضعفًا في التنسيق العضلي، وصعوبة في المشي، واضطرابات حركية أخرى.
    الأمراض الوراثية: كمرض "هنتنغتون" (مرض عقلي وراثي)، وغيره من الأمراض المرتبطة بالطفرات الجينية.
    ضمور المادة البيضاء: وهو عبارة عن مجموعة من الاضطرابات الوراثية النادرة التي تضر بغشاء المايلين (الطبقة الواقية التي تحيط بالخلايا العصبية)، وعادةً ما يحدث ضمور المادة البيضاء في بداية الطفولة، ويمكن أن يسبب مشكلات في الذاكرة والحركة، والسلوك، والرؤية، والسمع.
    الأمراض المعدية: كالتهاب الدماغ والإيدز، وغيرهما من الأمراض التي يدمر فيها الفيروس أو الالتهاب المصاحب للعدوى الخلايا العصبية.
أعراض ضمور المخ لدى الأطفال

تختلف أعراض ضمور المخ اعتمادًا على الجزء المصاب من الدماغ، ويمكن أن يحدث الضمور بشكل عام ويؤثر في الدماغ ككل، أو يمكن أن يحدث في جزء معين منه، وهو ما يُعرف بالضمور البؤري، ويتسبب ضمور المخ الكُلي في الأعراض التالية:

    ضعف الذاكرة.
    نوبات تشنج.
    ضعف التحكم الحركي، أو فقدان السيطرة الكلي على الحركة.
    صعوبة التحدث.
    عدم القدرة على أداء الأنشطة اليومية.
    عدم القدرة على القراءة.

أما إذا كان الضمور في جزء معين من الدماغ، فإن أعراضه ستنعكس فقط على منطقة الضرر، بينما تبقى الوظائف الأخرى سليمة، فمثلًا إذا تأثر الفص الأمامي من المخ بضمور دماغي بؤري، فقد تشمل الأعراض:

    مشكلات في تنظيم الأفكار والتخطيط.
    ضعف التفكير النقدي.
    صعوبة بدء الحركات الإرادية.
علاج ضمور المخ عند الأطفال

لا يُوجد علاج محدد للضمور الدماغي، ويمكن معالجة الأسباب وراءه، أو الأعراض المصاحبة له، لذا فإن طريقة العلاج تختلف باختلاف الحالة، ويجب أخذ بعض النصائح في الاعتبار، كاتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وقد يساعد النشاط البدني والتمارين على إبطاء الضمور أيضًا، وتتضمن خيارات علاج ضمور المخ عند الأطفال ما يلي:

    مذيبات الجلطات: إذا كانت السكتة الدماغية وراء الضمور، فقد يصف الطبيب أدوية مذيبة للجلطات لاستعادة تدفق الدم إلى الدماغ. يمكن للجراحة أيضًا إزالة تجلط الدم أو إصلاح الأوعية الدموية التالفة، وقد تساعد الأدوية المضادة للتخثر وخفض ضغط الدم في منع تكرر السكتة الدماغية مرة أخرى.
    مضادات الفيروسات: يُعالج الإيدز وأشكال معينة من التهاب الدماغ بالأدوية المضادة للفيروسات.
    مضادات الصرع: لعلاج نوبات التشنج.

لا يوجد علاج مخصص لتلف الدماغ الناجم عن الشلل الدماغي، أو مرض هنتنغتون، أو ضمور المادة البيضاء. مع ذلك، يمكن لبعض الأدوية تخفيف أعراض هذه الحالات، وليس علاج أسبابها.
هل ضمور المخ يسبب الوفاة؟

بالرغم من أن ضمور المخ عند الأطفال من الحالات الخطيرة، خاصةً أنه قد يكون سببه حالة مرضية ترتبط بمضاعفات قد تتسبب في الوفاة، فإن العلاج المبكر والتحكم في أعراضه قد يساعدان بشكل كبير في تحسين قدرة الطفل على التعايش معه، وتقليل معدلات الوفاة، خاصةً إذا كان الضمور جزئيًّا. في العموم هو حالة مرضية ليست مميتة، ولكنها تؤثر في قدرات الطفل الحركية والذهنية بشكل كبير، وللأسف كما ذكرنا فإن الضرر الواقع على الأعصاب لا يمكن وقفه، ولكن بعض التغييرات في نمط حياة الطفل قد يساعده على التأقلم مع حالته وتحسين قدراته، وتقليل معدل تطور الضمور، ومنها:

    ممارسة التمارين الرياضية إذا كانت حالة الطفل تسمح بذلك.
    اتباع نظام غذائي منخفض الكوليسترول.
    التحكم في نسبة السكر في الدم.
    المحافظة على وزن صحي.
    تجنب الدهون المتحولة في النظام الغذائي، التي يزيد تناولها خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.
    تقليل التوتر والإجهاد العاطفي، الذي يرتبط أيضًا بالسكتات الدماغية.


أخبار مرتبطة