ي الجلد. يبدأ الجلد بالالتئام بعد تعرُّضه للحَرق عبر تحفيز إنتاج الكولاجين لإصلاح التلف الناتج، وهو ما يؤدّي إلى ظهور ندباتٍ على الجلد منها ما قد يختفي مع الوقت ومنها ما قد يترك أثرًا دائمًا، اعتمادًا على شدّة الحَرق ومدى تأثيره على أنسجة الجلد. وتُعرّف الندبات بأنّها مناطق سميكة وغير ملوّنة من الجلد نشأت بعد موت الخلايا التي تعرّضت للحَرق ومحاولة تعويضها بإنتاج كميّات من البروتين المُسمّى بالكولاجين. تتسبّب النُدوب التي قد تظهر بعد الحُروق بانعكاسات نفسيّة سلبيّة لدى الشخص المُصاب، خصوصًا في حال كان حجمها كبيرًا وتظهر في مناطق واضحة من الجلد كالوجه واليدين وغيرها، لِذا فإنّ مجموعة من العلاجات التي تتراوح بين الطبيعيّة والمُباشرة، مرورًا بالأدوية الموضعيّة وصولًا للعمليات الجراحيّة أو العلاج بأشعة الليزر قد تكون وِجهة العديد ممّن يرغبون باستعادة المظهر الطبيعيّ للجلد والتمتُّع بشكل أفضل وانعكاسات نفسيّة أكثر إيجابيّة. انواع الحروق تُصنّف الحروق اعتمادًا على مدى تأثيرها على الجلد وطبقاته الرئيسيّة المكوّنة من: البشرة الخارجيّة، الأدَمة، النسيج تحت الجلد، وهي تُقسَم إلى ثلاث أنواع رئيسيّة: حروق الدرجة الأُولى: يتسبّب هذا النوع من الحروق بإحداث أضرارٍ طفيفة على البشرة الخارجيّة من الجلد يُرافقها ألَم قد يكون شديدًا أحيانًا واحمرار، قد تستغرق حروق الدرجة الأُولى 6 أيام لتُشفى بالكامل دون أن تترك ندوبًا على الجلد غالبًا. حروق الدرجة الثانية: يمتّد هذا النوع من الحروق ليُحدث أضرارًا على كُل من طبقتي البشرة والأدمة يُصاحبه ألَم واحمرار وظهور للبُثور في المناطق المُصابة، تحتاج حروق الدرجة الثانية إلى وقتٍ أطول حتى تُشفى، إذ تحتاج ما يُقارب 2 إلى 3 أسابيع لكنّها تترك آثارًا بعد ذلك أو ما يُسمّى بالندوب. حروق الدرجة الثالثة: يُعدّ هذا النوع من الحروق هو الأشدّ، إذ قد يصِل للطبقة الثالثة من الجلد ما يُسبّب أضرارًا قد تشمل العظام والأوتار وحتّى النهايات العصبيّة ما يؤّدي إلى تحوُّل لون المناطق المحروقة من الجلد إلى الأسود أو البني أو الأبيض، وتستغرق حروق الدرجة الثالثة وقتًا أطول حتى تُشفى وتترك ندوبًا واضحة على الجلد. أنواع الندبات الجلديّة يُمكن تقسيم الندبات إلى أربعة أنواع كالتالي: الجُدرة: هي عبارة عن نوع من النُدوب الناجم عن التئام مُفرط للجلد سواءً كان بسبب حرق أو ما خالف ذلك من الإصابات، وهي غالبًا ما تظهر لامعة فوق الجلد دون أي نمو للشعر عليها، وقد تمتّد لتغطّي مساحة أكبر من حدود الإصابة الأصليّة، وهي أكثر شُيوعًا لدى أصحاب البشرة الداكنة. عادةً ما يُفضّل المُصابين بهذا النوع من الندوب التخلُّص منها لتسبُّبها بإعاقة في الحركة مع الوقت. التقفُّع: ينجُم هذا النوع من الندبات عن إصابة سابقة بالحروق ممّا يترك نُدوبًا تشُد الجلد وتتسبّب بمحدوديّة الحركة، يُمكن أن تؤثّر التقفُعات على العضلات والأعصاب أيضًا. الندبات المُتضخّمة: يظهر هذا النّوع بارزًا عن الجلد بلون أحمر أو بنفسجي مُسبّبًا حكّة أحيانًا، تتشابه الندبات المُتضخّمة مع الجُدرة لكنّها لا تمتّد أكثر من حدود الإصابة الأصليّة. ندبات حب الشباب: قد يترك حب الشباب الذي يُعاني منه الكثير ندوبًا على الجلد قد تظهر على شكل نقرات عميقة أو ندبات متموّجة أو ذات زوايا. طرق علاج آثار الحروق والندبات في الجلد على الرغم من أنّ بعض النَدبات قد تكون دائمة الأثر ويصعُب التخلُّص منها (خصوصًا تلك الناجمة عن حروق الدرجة الثالثة والرابعة)، إلّا أنّ هذا لا يُقلّل من أهميّة السعي لتخفيف أثر هذه الندوب المُزعجة خصوصًا إذا ما كانت تتسبّب بمشاكل جسديّة أو معنويّة، ولعلّ تنوُّع طرق إزالة آثار الحروق والندبات باتت تُوفّر للمرضى طيفًا واسعًا من الخيارات العلاجيّة حسب ما يقتضيه الوضع الصحّي لهم، وتندرج طرق العلاج هذه ضمن أربعة فئات رئيسيّة: استعمال الأدوية الموضعيّة الممكن الحصول عليها دون وصفة طبيّة: من أكثر هذه الأنواع شُيوعًا صفائح جِل السيليكون التي تستطيع أن تُخفّف آثار الحروق من خلال قدرتها على تقليل سُمك النُدبة، كما أنّها تُساعد في التخلُّص من الحكّة والألَم الّلذان قد يترافقان مع هذه الندبات. تُستعمل صفائح السيليكون هذه عبر لفّها حول الندبات لمدّة لا تقل عن 12 ساعة يوميًا للحصول على أفضل النتائج. يُوصَى بضرورة اتبّاع بعض التعليمات عند استعمال صفائح جِل السيليكون لتجنُّب أي آثار جانبيّة، مثل: الحِفاظ على الجلد نظيفًا، عدم استعمال صفائح السيليكون على المناطق غير مكتملة الشفاء وعدم وضعها على الندوب بالتزامن مع استعمال مراهم المُضادّات الحيويّة. العلاج بالضغط: يُمكن أن تكون هذه الطريقة فعّالة في علاج الندبات المُتضخّمة البارزة عن الجلد، وتكون عبر ارتداء مشدّات مرنة ضاغطة على الندبات لِما لا يقل عن 24 ساعة لمدّة 6 إلى 12 شهرًا، تُعدّ هذه الطريقة من أقدم طُرق علاج آثار الندبات، وقد اُستبدلت بوسائل أُخرى نظرًا لِما يُرافقها من آثار جانبيّة، مثل: الشعور بعد الراحة مع طول ارتداء المشدّات الضاغطة، الحكّة والسُخونة في الأماكن المُغطّاة واحتماليّة تفتُّق الندبات وظهور جروح وتشقُقات بها. الحقن الستيرويدية: يُعدّ هذا النوع من العلاجات فعّالًا في حالات الجُدرة، إذ تُحقَن الندبات بالستيرويدات القشريّة لتقليص حجمها وتخفيف الحكّة والألَم، كما أنّها قد تُستخدم في علاج الندبات المُتضخّمة. يترافق العلاج بالحُقن الستيرويديّة مع بعض الآثار الجانبيّة منها: ترقُّق الجلد وفقدانه للونه أحيانًا، واحتماليّة التعرُّض لتفاعلات تحسُسيّة في بعض الحالات النادرة. العلاج بالليزر: قد يُساعد تسليط حزمة من أشعة الليزر على آثار ندبات الحروق بتقليل الشعور بعدم الراحة وتخفيف الشدّ الجلدي المُعيق للحركة، إضافة إلى أنّه قد يُزيل الاحمرار ويُخفّف الألَم. يُجرى العلاج بالليزر تحت إشراف اختصاصي الجلديّة الذي يستطيع اختيار النوع الأفضل من علاجات الليزر المُتاحة للمريض، ومن أهمّ الأنواع المُتوافرة: **الليزر الصِباغي النابض. **الليزر التجزيئي. **ليزر ثاني أكسيد الكربون CO2. **جهاز ليزر Switched. قد يستغرق ظهور النتائج بضع جلسات تحت أشعة الليزر، ممّا قد يأخذ أسابيعًا عدّة من الجلسات المُتتالية. يُمكن أن يشعر الشخص ببعض المُضاعفات حال تلقّيه العلاج بالليزر، مثل: احمرار، انتفاخ أو توُّرم، حكّة، فرط التصبُّغ أو تكوُّن ندبات جديدة، لكن يُعدّ العلاج بالليزر بأنواعه المختلفة آمنًا ويشتمل على فوائد ونتائج إيجابيّة تفوق الآثار الجانبيّة التي قد تُرافقه، ممّا يجعله الخِيار الأول لدى الكثيرين. العلاج الجِراحي: في بعض الحالات تكون آثار الحروق شديدة بحيث يصعُب التعامل معها بأي من الحلول السابقة، بالتالي يتطلّب علاجها التدخُّل الجراحي. غالبًا ما يتعامل جرّاحي التجميل مع التقفُّعات تحديدًا عبر اللجوء لإجراء عمليّة جراحيّة، بحيث يكون التدخُّل فيها ضروريًا لعلاج محدوديّة الحركة الناجمة عن آثار الحروق وإزالة الندبات التي تكوّنت عميقًا تحت الجلد. تشتمل الإجراءات الجراحيّة المُتاحة على التالية: **ترقيع الجلد ذو السماكة المُنشطرة: يشتمل هذا الإجراء على أخذ قطعة رقيقة من الجلد السليم الموجود في أحَد مناطق الجسم -غالبًا يؤخذ من الأرداف أو الفخذين- وزرعها في مكان الندبة، لكن من سلبيّات هذه الطريقة عدم تطابق لون الجلد المزروع مع المنطقة التي زُرِع بها في بعض الحالات، واحتماليّة ظهور الندبة بشكل أوضح ممّا كانت عليه. **ترقيع الجلد ذو السماكة الكاملة: أمّا هذا الإجراء فهو يشتمل على أخذ قطعة من الجلد السليم من منطقة ما من الجسم وزراعتها مكان الندبة، يختلف هذا الإجراء عن سابقه بكَون قطعة الجلد المأخوذة تتضمّن طبقات الجلد العميقة مع الدهون والأوعية الدمويّة المُغذيّة لها. **ترميم الجلد على شكل حرف Z: تُعتبر من الطرق المُهمّة التي يستخدمها جرّاحي التجميل والترميم؛ إذ إنّها تعمل على إطالة النَدبات وتضييق مساحتها، بالتالي تخفيف الشّد الذي تُسبّبه بالجلد، إضافة إلى أنّ هذه التقنية تؤدّي إلى عدم انتظام حدود الندبات ممّا يُخفّف ظهورها ويجعلها أكثر تمويهًا مع الجلد حولها. **تمديد الجلد: يهدف هذا الإجراء إلى حثّ الجلد على التمدُّد عبر إدخال بالون موّسِع تحت الندبة، بحيث يُملأ بعد ذلك بمحلول ملحي أو بثاني أُكسيد الكربون، مع الوقت يتسبّب باستطالة الجلد وتحفيز نموُّه. لكن كما بقيّة الإجراءات يُمكن أن تشتمل تقنية تمديد الجلد على بعض المُضاعفات أهمّها تمزُّق البالون المزروع تحت الندبة وتسرُّب محتوياته أو التهاب المنطقة حول البالون. **تسحيج الجلد: يشتمل هذا الإجراء على صقل وكشط الجزء الأعلى من الندبات بحيث تبدو أنعم وأكثر تناسقًا مع الجلد حولها. **حقن الدهون: تمّ تطوير تقنية حقن الدهون لتشمل معالجة الندبات في الجسم، إذ تُجرى هذه العمليّة في الحالات التي تكون فيها الندبات أخفض من مستوى الجلد حولها، ممّا يستدعي شفط قطعة من دهون الجسم ثم معالجتها وإعادة حقنها بعد ذلك في المنطقة المُستهدفة لتبدو مع مستوى الجلد حولها. فترة التعافي