تاريخ النشر 15 نوفمبر 2021     بواسطة الدكتور زهير احمد العسيري     المشاهدات 1

الإنعاش القلبي - الرئوي.

ما هو الإنعاش القلبي - الرئوي عملية الإنعاش (Cardio Pulmonry Resuscitation) هي مجموعة من الإجراءات الاصطناعية، التي يتم القيام بها لأي شخص، يعاني من فشل في عمل الأجهزة الحيوية في الجسم (جهاز الأعصاب المركزي، القلب، الدورة الدموية، والجهاز التنفسي)، وتهدف هذه العملية لإعادة هذه الأجهزة الحيوية
للعمل السليم وأداء وظيفتها، أو في الحد الأدنى، الحفاظ على مستوى معقول من الأكسجين في الجسم، إلى حين وصول طاقم طبي مؤهل. تشمل عملية الإنعاش الأساسية: ضمان بقاء مجرى التنفس مفتوحًا، إعطاء التنفس الاصطناعي، وتدليك الصدر، وتتم الإشارة لتسلسل أداء هذه الإجراءات بالأحرف الأولى من أسمائها بالانجليزية (Airway, Breathing Circulation - ABC). ويختلف ترتيب الإجراءات خلال عملية الإنعاش لدى البالغين عنه لدى الأطفال.

إن الطريقة الأمثل لإجراء عملية إنعاش (CPR- Cardio Pulmonry Resuscitation) تتألف من مرحلتين هامتين جدًّا: تدليك القلب والتنفس الاصطناعي من فم لفم. ومع ذلك، وفي حال صادفتم شخصًا يحتاج لعملية إنعاش، عليكم القيام بذلك، بناء على مستوى التأهيل الذي لديكم في المجال. فكل خطوة خاطئة تتخذونها من الممكن أن تفاقم وضع المصاب بشكل خطير، وقد تسبب ضررًا أكثر من الفائدة.

إذا لم تكونوا مدربين على إجراء عمليات الإنعاش القلبي، ولم تخضعوا لأي عملية تأهيل رسمية في المجال، فبإمكانكم أن تقوموا بتدليك القلب فقط. يجب أن تكون عملية التدليك متواصلة ومنتظمة، وبواقع نحو 100 عملية تدليك في الدقيقة، حتى وصول الطاقم الطبي إلى المكان. ليس من المحبذ، في هذه المرحلة، إجراء تنفس اصطناعي من فم لفم.

أما في حال كنتم مؤهلين لإجراء عملية الإنعاش، وكنتم متأكدين من قدرتكم على أدائها على أفضل وجه، فبإمكانكم اختيار إحدى الطريقتين التاليتين لإجراء ذلك: 30 عملية تدليك للقلب، وبعدها جرعتان من التنفس الاصطناعي (في كل دقيقة) أو القيام بتدليك القلب فقط، وفق الطريقة المفصلة أعلاه.

إليكم خطوات إنعاش الأشخاص البالغين فقط (طريقة إنعاش الأطفال مختلفة):

    قبل بدء عملية الإنعاش يجب التأكد من سلامة المكان والمصاب؛ كما ويحبذ وضع قفازين على اليدين منعًا لانتقال العدوى والأمراض من المصاب إلى المُعالِج أو بالعكس.
    قبل عملية الإنعاش وأثنائها، ينبغي إجراء عملية فحص، من أجل تحديد حالة المصاب، وذلك من خلال عدة عوامل:

    الوعي: في البداية يجب محاولة التواصل مع المصاب كلاميًّا. في حال لم يستجب ينبغي قرصه في العضلة شبه المنحرفة (Trapezius muscle) أو فرك عظمة الصدر. في حال لم يستجب، يعتبر المصاب فاقدًا للوعي.
    يجب فحص وجود إفرازات داخل فم المصاب. يجب، في حال وجودها، إمالة رأس المصاب إلى إحدى الجهتين، وتفريغ فمه من الإفرازات بواسطة الإصبع. 
    مجرى الهواء (Airway): يجب التأكد في البداية، من أن مجرى الهواء (التنفس) مفتوحٌ، أي أنه ليس هنالك إفرازات أو أي جسم غريب، من الممكن أن يعيق عملية التنفس. بعد ذلك، في حالة فقدان الوعي، يجب الإمساك برأس المصاب من منطقة أسفل الذقن ومن جبهته، وإمالته إلى الوراء قليلاً، وذلك من أجل التأكد من فتح مجرى التنفس (ينسد مجرى التنفس في حال كان الرأس متجهًا إلى الأعلى، وذلك نتيجة لفقدان التوتر العضلي وهبوط قاعدة اللسان)؛ بعد ذلك، يجب الاقتراب من المصاب، بحيث تكون الأذن قريبة من فمه، بينما يتجه نظرنا نحو صدره، كما يمكن وضع اليد على الصدر، وذلك بهدف فحص سلامة مجرى التنفس من خلال السمع، اللمس والرؤية.
    التنفس (Breathing): بداية، على من يقوم بإجراء عملية الإنعاش أن يفحص إذا كان المصاب يتنفس، وذلك من خلال وضع يده على منطقة الصدر وتقريب الأذن من مجرى التنفس (الفم والأنف). إذا لم تكن هنالك عملية تنفس، يجب إجراء عملية إعطاء التنفس الاصطناعي مرتين من الفم، مع المحافظة على الالتصاق التام بين فم المصاب وفم مقدم الإسعاف (لئلا يخرج الهواء إلى الخارج).
    النبض (Circulation): يجب التأكد من وجود نبض لدى المصاب، وذلك من خلال القيام بالضغط بخفة على جانب العنق، حيث يوجد الشِّرْيانُ السُّباتِيُّ (carotid artery)؛ في حال لم نستطع الإحساس بوجود نبض، على مقدم الإسعافات أن يقوم بثلاثين عملية تدليك للصدر (في الدقيقة)، والتي يتم إجراؤها بواسطة ضم كفتي اليدين إلى بعضهما، بسط المرفقين بالكامل والقيام بالضغط على صدر المصاب، بواسطة كامل ثقل الجسم (دون طي المرفقين). قد يتغير عدد التدليكات اللازم، بناء على التعليمات المحتلنة التي تتجدد أحيانًا.

يجب، بعد مرور دقيقة، تقييم وضع المصاب مجددًا وفحص إذا كان النبض أو التنفس قد عادا له؛ ينبغي، في حال عدم وجود نبض أو تنفس، القيام مجددًا بالعمليات المذكورة أعلاه.

تهدف عملية الإنعاش القلبي الرئوي (CPR - Cardio Pulmonry Resuscitation) للحفاظ على تدفق الدم المؤكسد إلى الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى، إلى حين وصول الطاقم الطبي الأكثر تأهيلاً. من الممكن أن تحافظ عملية الإنعاش على تدفق الدم المؤكسد، إلى الدماغ والأعضاء الحيوية المختلفة، إلى حين توفر علاج طبي أكثر حسمًا، بإمكانه إعادة نبض القلب السليم. في اللحظة التي يتوقف فيها القلب عن النبض، يؤدي نقص الدم المؤكسد إلى أضرار لا رجعة منها، وحتى الوفاة خلال 8-10 دقائق. لذلك، فإن كل ثانية من عملية الإنعاش تعتبر هامة ومصيرية، وتؤثر على احتمالات نجاة المصاب. 


أخبار مرتبطة