عدم القدرة على الحصول على الهواء الكافي بحيث يشعر الطفل بضيق شديد في الصدر، ومواجهة صعوبة حيال القدرة على التنفس، وقد يرافقها شعور بالاختناق (بالإنجليزية: Suffocation).[٢] ولضيق التنفس لدى الأطفال أسباب عدّة، ومنها القلق، أو ممارسة الرياضة؛ حيث يشعر بعض الأطفال بضيق تنفس خفيف عند ممارسة الرياضة، وقد يكون مصحوبًا بآلام الصدر في بعض الأحيان، وغالبًا ما يخطر للآباء أنّ سبب ضيق التنفس هو مشكلة في القلب، إلّا أنّ الحقيقة عكس ذلك؛ فعادةً ما يكون ألم الصدر لدى الأطفال أمرًا غير خطير، ونادرًا ما يرتبط ألم الصدر بمشاكل القلب لديهم، ولكن بجميع الأحوال يجب مراقبة الطفل وتغيّرات تنفّسه، أو ظهور أيّ أعراض أخرى، إذ قد يستلزم الأمر إخضاع الطفل إلى فحوصاتٍ تشخيصيّة في حال استمرار ضيق التنفس، وعلاج المُسبّب في سبيل السّيطرة على مشكلة ضيق التنفس.[٣][٤]
دواعي التدخل الطبي لضيق التنفس عند الأطفال حالات مُعينة في بعض الحالات يحتاج الطفل المصاب بضيق التنفس إلى الرّعاية الطبيّة الفوريّة، ويمكن الحصول عليها إمّا عن طريق اصطحابه إلى قسم الطوارئ، أو الاتصال برقم الطوارئ الموحّد، ويتضمّن ذلك حالات حدوث صعوبة التنفس بشكلٍ مُفاجئ، أو بما يُعيق عملية التنفس بشكلٍ كبير، أو توقف التنفس بشكلٍ تام، والأطفال دون السنة والذين يواجهون صعوبات التنفس على الرغم من تنظيف أنوفهم، أو الأطفال الذين تمّ تشخيصهم بالتهاب القصيبات (بالإنجليزية: Bronchiolitis)، أو إحدى أمراض مجرى الهواء التفاعلي (بالإنجليزية: Reactive Airway Disease)؛ مثل الربو (بالإنجليزية:Asthma)، وفي هذه الحالات يمكن الحصول على المشورة الطبية الهاتفية.[٥][٦] أعراض مُصاحبة لضيق التنفس تتضمّن دواعي التدخل الطبي ظهور أيٍّ من الأعراض التالية بشكلٍ متزامن مع صعوبة التنفس:[٥][٦] الشعور بالضغط، أو الألم، أو عدم الارتياح في منطقة الصدر؛ فقد تدل على الإصابة بالذبحة الصدريّة (بالإنجليزية: Angina). ارتفاع درجة الحرارة. ضيق التنفس أثناء الرّاحة أو بعد ممارسة نشاط خفيف. ضيق التنفس اللّيلي الذي يُسبّب إيقاظ الشخص من نومه، أو ضيق التنفس الذي لا يمكن التغلّب عليه إلّا بالنّوم. ضيق الحلق، أو نوبات السعال الشديدة، أو السعال المُستمر، أو السّعال النُباحي (بالإنجليزية: Barking Cough)، أو السّعال المرتبط بالخانوق (بالإنجليزية: Croup). استنشاق جسم غريب عبر الأنف أو ابتلاعه عبر الفم وبقائه عالقًا في المجرى التنفسي. الأزيز (بالإنجليزية: Wheezing)، أو الصفير العالي عند الشهيق أو الزفير. عدم قدرة الطفل على أخذ نفس عميق بسبب ألم الصدر أو السعال الدموي. تضخم فتحتا الأنف وتحرّك عضلات الصدر بشكل واضح عند التنفس. عدم قدرة الطفل على البكاء أو الكلام. اللّهاث (بالإنجليزية: Gasping) أو الهمهمة عند أخذ النفس. ازرقاق الشفتين. التنفس السريع. التقيؤ الذي يحول دون محافظة الجسم على حاجته من السوائل. الشعور بالبرد بما يزيد الأعراض سوءًا. الشحوب والتعب والإعياء. علاج ضيق التنفس عند الأطفال تحديد المُسبب يعدّ تشخيص الاضطرابات المختلفة أمرًا صعبًا لدى الأطفال الصّغار أو الرّضع، وكذلك الحال مع ضيق التنفس؛ حيث يتطلب تشخيص ضيق التنفس أن يكون طبيب الأطفال على دراية بالسيرة المرضية للطفل، وسماته الفسيولوجية المرضية، والأعراض والعلامات الظاهرة على الطفل، والأمور التي غالبًا ما تتسبّب للطفل بضيقٍ في التنفس، وبالاعتماد على الفحص السريري ونتائج الاختبارات والفحوصات المطلوبة، يُشخّص الطبيب حالة الطفل لتبدأ بعدها رحلة العلاج.[٧] تتعدد أسباب ضيق التنفس، أو السّعال أو الأزيز المزمن لدى الأطفال، ولعلّ من أكثرها شيوعًا الربو، والعدوى الرئوية المزمنة، وانسداد مجرى الهواء العلوي (بالإنجليزية: Upper Airway Obstruction)، وقد تكون أعراض ضيق التنفس ناتجةً عن التعرّض لدخان السجائر، أو ملوثات الهواء، أو المهيّجات الأخرى، وفي حال كانت ضيق التنفس مصحوبًا بارتفاع درجة الحرارة، يُرجّح أن يكون سبب ذلك هو وجود التهاب رئوي، أو التهاب في القُصيبات، أو الخانوق،[٨][٩] وفي الحالات المصحوبة بارتفاع الحرارة يُنصح بإعطاء الطفل المسكنات أو خافضات الحرارة؛ مثل الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، وقد تستلزم بعض الحالات إعطاء الطفل أكثر من نوع من المُسكنات في ذات الوقت،[١٠] من ناحيةٍ أخرى فإنّ للعامل الوراثي دورًا في إصابة الأطفال بضيق التنفس؛ فالتليّف الكيسي (بالإنجليزية:Cystic Fibrosis)، وهو أحد مسببات ضيق التنفس، يعدّ مرضًا وراثيًّا يؤثر في إنتاج المخاط ويزيد من كميته وسماكته؛ ممّا يتسبّب باحتجاز جزيئات داخل الرئتين لينتهي الأمر بحدوث الالتهابات الرئوية ومشاكل التنفس، ومن الجدير ذكرهُ أنّ المُخاط (بالإنجليزية: Mucus) ما هو إلّا مادّة زلقةٌ مائيّة تُبطن الأعضاء في الوضع الطبيعي وتُحافظ عليها رطبة لتعمل بشكلٍ صحيح.[١١] أبرز العلاجات بشكل عامٓ، يعتمد علاج ضيق التنفس على المُسبب، فالأطفال الذين يعانون من ضيق التنفس المرتبط بالأمراض المزمنة، يستطيع مقدم الرعاية الصحية مساعدتهم على التنفس بسهولة أكبر من خلال وضع خطة علاجية تساعد على منع حدوث نوبات ضيق التنفس وإبطاء تطور المرض، وفيما يأتي بيان العلاجات الأخرى المُتبعة في حالات ضيق التنفس لدى الأطفال:[١٢] الاسترخاء والراحة إذا كان ضيق التنفس ناتجًا عن الإجهاد المفرط. التزوّد بالأكسجين الإضافي في حالات ضيق التنفس الشديد. استخدام المضادات الحيوية في علاج ضيق التنفس المرتبط بالإصابة بعدوى بكتيرية في الرئتين أو القصبات. استخدام الأدوية المُخصصة في حال كان ضيق التنفس مرتبطًا بالربو؛ ويتضمّن ذلك موسّعات القصبات الهوائية (بالإنجليزية: Bronchodilators) والستيرويدات (بالإنجليزية: Steroids). تُشرع مجموعة من الإجراءات العلاجية بعد تشخيص الطفل بالتليّف الكيسي وأهمها المراجعة الدورية للمواليد الجدد الذين تمّ تشخيصهم بالتليّف الكيسي حتى بلوغ عمر الستة أشهر، وتشمل الإجراءات الأخرى ما يأتي:[١١] استخدام العلاجات التي من شأنها تنظيف المجرى التنفسي وتخفيف المخاط العالق في الرئتين. استخدام الأدوية المُستنشقة التي تُمكّن من استرخاء المجاري الهوائية. اللجوء إلى العلاج بالإنزيمات التي من شأنها المُساعدة على الهضم. اللجوء إلى استخدام المضادات الحيوية والأدوية المُضادة للالتهاب في بعض الحالات. نصائح للحد من ضيق التنفس عند الأطفال كما أشرنا سابقًا أنّ صعوبة التنفس الخفيفة لا تدعو إلى القلق، ولكنّ المُعاناة من صعوبة التنفس لأوّل مرة أو زيادتها سوءًا يترتب عليها مراجعة الطبيب إذ يُمكن علاجها بسهولة نظرًا لأنّ معظمها ليست خطيرة، وفي حال كان ضيق التنفس ناتجًا عن مرض مزمن يجب اتباع تعليمات الطبيب لحلّ مشكلة ضيق التنفس،[٥] وبشكلٍ عام تتوافر العديد من النصائح المُوصى باتباعها للحدّ من ضيق التنفس لدى الأطفال، ومن أبرزها ما يأتي:[٣][١٠] الحفاظ على إحاطة الطفل ببيئة مريحة وهادئة وآمنة، وخالية من العدوى التي قد تنتشر من طفلٍ لآخر. عدم تعريض الطفل للدخان، وحرص الآباء على عدم التدخين أو السماح لأحدٍ بالتدخين في أماكن تواجد أطفالهم. متابعة غسل الأطفال أيديهم بانتظام. استخدام المحارم النظيفة والتي يتمّ التخلّص منها فورًا بعد استخدامها عند العطاس أو السُعال، وذلك بإلقائها في سلّة المهملات، وغسل اليدين جيدًا بعد ذلك. مراقبة الطفل ومتابعته عند أخذ علاجاته، وعدم التواني في الحصول على الاستشارة الطبية في حال شعر الوالدان أنّ هناك مشكلة في الدواء أو حاجة للمساعدة بأمر ما مُتعلق بصحّة أبنائهم. مساعدة الطفل على إيجاد طرقٍ صحّية للتغلّب على الإجهاد. تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة بشكل يوميّ. المتابعة المستمرة لنوم الطفل والحرص على انتظامه وحصوله على التغذية الصحية، مع التأكيد على ضرورة حصوله على حاجته من النوم والغذاء. تشجيع الطفل على شرب الكميات الوفيرة من الماء، وخصوصًا الماء الفاتر، حيث يساهم شرب السوائل في محاربة الجفاف، والمحافظة على توازن درجة حرارة جسم الطفل، وتسهيل السّعال، والإبقاء على المُخاط رطبًا، والتغلّب على الإحساس بجفاف الحلق وتقرّحه. اتباع تدابير تسهيل القدرة على التنفس؛ مثل استخدام جهاز الترطيب البارد لإضافة الرطوبة إلى الهواء الذي يستنشقه الطفل، أو وضع الطفل في حمام ماء ساخن ليتمكّن من استنشاق البخار.[٦] مراعاة التأني في تناول الطعام لدى الأطفال الذين يعانون من ضيق التنفس.[٦] تزويد الطفل بكميات وفيرة من الحليب الطبيعي أو الصناعي على دفعاتٍ صغيرة متعددة.[٦] إخضاع الطفل لتمارين وخطط السيطرة على التنفس والتي تختلف بالاعتماد على نمط التغيّر في التنفس؛ حيث يحتاج كلّ طفل إلى الخضوع للتقييم بشكلٍ منفرد، ووضع الخطة العلاجية والتمارين المناسبة له من قِبل المُختصين.[١٣]