تاريخ النشر 28 أكتوبر 2021     بواسطة الدكتور وائل ناجي الغفاري     المشاهدات 1

تشخيص مرض السكري

تشمل طرق التشخيص ما يأتي: 1. فحوصات الدم هنالك العديد من فحوصات الدم التي يمكن بواسطتها تشخيص أعراض السكري من النوع الأول أو أعراض السكري من النوع الثاني، من بينها: فحص عشوائي لمستوى السكري في الدم. فحص مستوى السكري في الدم أثناء الصيام. إذا تم تشخيص إصابة شخص ما بأعراض مرض ا
لسكر طبقًا لنتائج الفحوصات، فمن المحتمل أن يقرر الطبيب إجراء فحوصات إضافية من أجل تحديد نوع مرض السكري، وذلك بهدف اختيار العلاج المناسب والفعال علمًا بأن طرق العلاج تختلف من نوع السكري إلى آخر.

كما يمكن أن يوصي الطبيب أيضًا بإجراء اخْتِبارُ الهيموغلوبينِ الغليكوزيلاتي (Hemoglobin A1C/ Glycosylated hemoglobin test).
2. فحوصات لكشف مرض السكري الحملي

اختبارات الكشف عن مرض السكري الحملي هي جزء لا يتجزأ من الفحوصات العادية والروتينية في فترة الحمل.

ينصح معظم المهنيين في المجال الطبي بالخضوع لفحص دم لمرض السكري يدعى اختبار تحدي الغلوكوز (Glucose Challenge Test)، والذي يجرى أثناء الحمل بين الأسبوع الرابع والعشرين والأسبوع الثامن والعشرين من الحمل، أو قبل ذلك لدى النساء الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري الحملي.

يبدأ اختبار تحدي الغلوكوز بشرب محلول شراب السكر، وبعد مرور ساعة على ذلك يجرى فحص دم لقياس مستوى تركيز السكري في الدم، إذا كان السكري في الدم أعلى من 140 ملليغرام/ ديسيلتر فهذا يدل عادةً على وجود السكري الحملي.

في غالبية الحالات هنالك حاجة لتكرار الاختبار بغاية تأكيد تشخيص السكري، تحضيرًا للفحص المُعاد ينبغي على الحامل التي تخضع للفحص أن تصوم طوال الليلة التي تسبق الفحص، وهنا مرة أخرى يتم شرب محلول حلو المذاق يحتوي هذه المرة على تركيز أعلى من الغلوكوز ثم يتم قياس مستوى السكري في الدم كل ساعة على مدى ثلاث ساعات.
3. فحوصات لكشف الإصابة ببداية السكري

توصي الكلية الأمريكية لعلم الغدد الصمّ والجهاز الهرموني (Endocrinology) عادةً بإجراء فحص الكشف عن مقدمات السكري لكل شخص لديه تاريخ عائلي من السكري من النوع الثاني، أو الذين يعانون من فرط السمنة، أو المصابين بالمتلازمة الأيضية (Metabolic syndrome).

كما يحبذ أن تخضع لهذا الفحص أيضًا النساء اللواتي أصبن في الماضي بمرض السكري الحملي، كما قد يوصي الطبيب بالخضوع لأحد الفحصين التاليين لتشخيص مقدمات السكري:

    فحص السكري في الدم أثناء الصوم.
    اختبار تحمّل الغلوكوز (Glucose tolerance test).

علاج مرض السكري

علاج السكري
كما ذكرنا فإن العلاج لمرض السكري يعتمد بشكل أساس على نوعه، وهذا يعني ما يأتي:
1. علاج مرض السكري من نوع الثاني

يختلف علاج السكري من شخص إلى آخر وذلك بحسب الفحوصات المخبريّة الشخصية التي يقوم بها كلّ مريض وقيم الغلوكوز في الدم لديهم، حيث وفقًا لمضاعفات مرض السكري التي قمنا بعرضها سابقًا فإن خطورة الإصابة بأمراض وعائية مجهرية وأمراضي عالية كلما كان تركيز السكر في الدّم أعلى على مدى فترات طويلة من المرض.

بالإضافة إلى الأمراض الوعائية القلبية والتي تزداد أيضًا خطورتها كلما كان عمر المريض أكبر والمدة الزمنية لمرض السكري أكبر؛ لهذا علينا علاج هذه الفئة بشكل جدّي وموازنة قيم تركيز الغلوكوز في الدم قدر المستطاع.

في علاج هذه الفئة من الأشخاص يجب منع حالات الهبوط الحاد في تركيز السكر في الدم، أو الانخفاض الحاد في ضغط الدم، والانتباه إلى الحالة الصحية الشاملة للمريض ومجمل الأدوية التي يُعالج بها بحيث أنه من الممكن أن يعاني المريض بالسكري من أكثر من مرض بالإضافة إلى السكري.

نستطيع تقسيم علاج مرض السّكري إلى عدّة أقسام:

    تغييرات في نمط الحياة

تشمل ما يأتي:

    التغذية الصحيّة والملائمة لهذه الفئة من المرضى.
    الرياضة البدنيّة الموصّى بها من قبل الأطباء المعالجين والتي تلائم كل مريض بشكل خاص بحسب مجمل الأمراض التي يعاني منها والتي من الممكن أن تؤثر على القيام برياضة بدنيّة بشكل منتظم وسليم.
    تخفيض الوزن ومؤشر كتلة الجسم الذي من شأنه أن يساعد الجسم في التخفيف من مقاومة الأنسولين والتي تسبب مرض السّكري.

    الأدوية المتناولة بشكل فموي

تشمل أبرز الأدوية ما يأتي:

1. الميتفورمين (Metformin): وهو يعد خط علاج أولي خاصةً للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، حيث يعمل بواسطة تثبيط إنتاج الغلوكوز في الكبد مما يؤدّي إلى خفض تركيزه في الدّم.
من التأثيرات الجانبية المعروفة لهذا الدّواء هو الانخفاض في الوزن وتأثيراته على الجهاز الهضمي، الأشخاص الذين يعانون من أمراض الفشل الكلوي المزمن من الممكن أن يكون هذا النوع من الدواء غير ملائم لا بل ومضر كذلك.

2. السلفونيل يوريا (Sulfonylurea): وهو من الأدوية التي تساعد على إفراز الأنسولين في الجسم بواسطة تغييرات في الشحنة الكهربائية لغشاء الخلايا التي تفرز الأنسولين.

من التأثيرات الجانبية المعروفة والشائعة لهذه الأدوية هو كسب الوزن الزائد والهبوط الحاد في تركيز الغلوكوز في الدّم؛ لذا الأشخاص المسنين والمعرّضين لحالات متكررة من الهبوط الحاد في تركيز الجلوكوز الدّم عليهم توخي الحذر من تناول هذه الأدوية والتي من الممكن أن تكون غير ملائمة لهم.

3. الثيازوليدينيديونز (Thiazolidinediones): هذا النوع من الأدوية يقوم بتحسين مقاومة الإنسولين في الجسم، وكذلك من الممكن أن يحث على إفراز الأنسولين.

4. ميغليتينيد (Meglitinides): هذه الأدوية تعمل بصورة مشابه لأدوية السولفانيل يوريا، ومن التأثيرات الجانبية المعروفة لهذه الفئة من الأدوية هي كسب الوزن الزائد.

5. مثبّطات أنزيم ألفا - غلوكوز (Alpha-glucosidase inhibitors): تعمل هذه الأدوية بواسطة إبطاء امتصاص السكر في الجهاز الهضمي، ومن التأثيرات الجانبية المعروفة لهذه الفئة من الأدوية الانتفاخ والإسهال.

6. مثبطات ثنائي ببتيديل ببتيداز- 4 (Dipeptidyl peptidase-4 inhibitor): هذه الأدوية تساعد في عملية تنظيم تركيز الغلوكوز في الجسم، بشكل عام هذه الأدوية ليست قويّة وليست ذات فعالية عالية لتخفيض الهيموغلوبين الغلوكوزيلاتي بشكل ملحوظ كباقي الأدوية.

هذه الأدوية لا تقوم بزيادة الوزن وكذلك ليست ذات خطورة عالية لحدوث هبوط حاد في تركيز الغلوكوز في الجسم.

7. أدوية الببتيدات الشبيهة بالغلوكاغون (Glucagon-like peptide-1): تعمل هذه الأدوية بواسطة دور البيبتيدات في الجهاز الهضمي على توازن تركيز الغلوكوز في الدم، من التأثيرات الجانبية المعروفة لهذا الدّواء تخفيض الوزن، والتقيّؤ، والغثيان والإسهال.

    الحقن

تشمل ما يأتي:

    الأنسولين: أصبح العلاج بواسطة الأنسولين شائعًا أكثر في الفترة الأخيرة رغم رفض العديد من المرضى تقبّل العلاج بواسطة حقن بشكل يومي، ينقسم علاج الأنسولين إلى نوعين:
        العلاج بواسطة أنسولين ذو فعالية طويلة الأمد: وهو عبارة عن حقن يومية توفر للجسم كمية الأنسولين الأساسية، وهو ما يهوّن على المريض قبول العلاج أكثر نظرًا لعدم الحاجة إلى الحقن لأكثر من مرّة يوميًّا، ومن الممكن وصف هذا النوع من العلاج مع أدوية أخرى يتم تناولها بواسطة الفم لموازنة المرض بشكل أكثر نجاعة.
        العلاج بواسطة أنسولين ذو فعالية قصيرة الأمد: وهو الأنسولين الذي يؤخذ مباشرة بعد تناول الوجبات اليوميّة وعادةً ما يتم ملاءمة كمية الأكل لكمية الأنسولين قصيرة الأمد المتناولة بعده.
    البراملينيتيد (Pramlintide): بشكل عام يعطى بواسطة حقن مرافقة للأنسولين.

    مراقبة تركيز الجلوكوز في الدم

تعد مراقبة تركيز الغلوكوز في الدّم خاصةً في ساعات الصّباح مهمّة وهي عادةً ما تعطينا معلومات حول موازنة المرض لدى أولئك المرضى، كما وأن الأطباء عادةً يهتمون بهذه التسجيلات كي يقرروا العلاج المناسب للمرضى والحاجة إلى إضافة أدوية أخرى لموازنة المرض بشكل أفضل. 

بالإضافة للعلاج المباشر لتخفيض تركيز الغلوكوز في الدم هنالك علاج لا يقل أهميّة والذي يُعنى بتقليل خطورة الإصابة بالأمراض الوعائية القلبية، والذي يشتمل على:

    الحد من التدخين قدر المستطاع حيث في بعض الأحيان هنالك دورات جماعية منظمة ينصح فيها الأطباء للمساعدة على الإقلاع على التدخين.
    علاج فرط ضغط الدم.
    علاج فرط شحميات الدم.
    العلاج بواسطة الأسبيرين.
    اتباع نمط حياة صحي وسليم من حيث الغذاء والرّياضة.

2. علاج السكري من النوع الأول

تشمل ما يأتي:

    مراقبة وتسجيل قيم تركيز الغلوكوز 

لقد أثبتت البحوثات أهمية مراقبة وتسجيل قيم الغلوكوز في الدم بشكل يومي ولأكثر من مرّة، ومدى مساعدتها في علاج هذه الفئة من المرضى بشكل أفضل، وكذلك لملاءمة جرعة الإنسولين المناسبة.

نستطيع مراقبة وتسجيل قيم تركيز الغلوكوز في الجسم بطريقتين:

    القياس بواسطة عصا خاصة للأصبع (fingerstick) لقياس تركيز الغلوكوز بواسطة قطرة دم من الأصبع.
    أجهزة إلكترونية متطورة تحت الجلد لقياس تركيز الغلوكوز بالجسم بشكل متعاقب وعلى مدار ساعات النهار.

    حقن الإنسولين

ونستطيع أن نقسم العلاج بواسطة الأنسولين لهذه الفئة لقسمين:

    العلاج بواسطة الأنسولين ذو فعالية طويلة الأمد: وهو عبارة عن حقن يومي توفر للجسم كمية الأنسولين الأساسية، وهو ما يهوّن على المريض قبول العلاج أكثر نظرًا لعدم الحاجة إلى الحقن لأكثر من مرّة يوميًّا.
    العلاج بواسطة الأنسولين ذو فعالية قصيرة الأمد: وهو الأنسولين الذي يؤخذ مباشرة بعد تناول الوجبات اليوميّة وعادةً ما يتم ملاءمة كمية الأكل وتركيز الغلوكوز في الدم لكمية الأنسولين قصيرة الأمد المتناولة بعده.

3. علاج السكري الحَملي

بهدف المحافظة على صحة الجنين ومنع حصول مضاعفات خلال الولادة، يجب موازنة مستوى السكر في الدم.

فبالإضافة إلى الحرص على التغذية الصحية وممارسة الرياضة، من الممكن أن يشمل علاج السكري أيضًا متابعة مستوى السكر في الدم، بل واستعمال الإنسولين في بعض الحالات.

يتولى الطاقم الطبي المعالج متابعة مستوى السكر في الدم بما في ذلك أثناء عملية الولادة؛ لأنه إذا ارتفع مستوى السكر في دم المرأة الحامل فقد يُفرز جسم الجنين هُرمون الإنسولين بتركيز عالٍ، مما سيؤدي إلى هبوط مستوى السكر في الدم بعد الولادة مباشرة.
4. علاج مقدمات السكري

يستطيع العديد من المصابين بمقدمات السكري من خلال المحافظة على نمط حياة صحي إعادة مستوى السكر في الدم إلى مستواه الطبيعي أو على الأقل منع ارتفاعه إلى مستويات مماثلة لتلك التي يتم تسجيلها لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

وقد يكون من المفيد أيضًا الحفاظ على وزن صحي بواسطة ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.

قد تشكل الأدوية في بعض الأحيان بديلًا علاجيًا مناسبًا وفعالًا لمرض وعلاج السكري بالنسبة للأشخاص في إحدى المجموعات المعرضة للخطر، وتشمل هذه الحالات التي يتفاقم فيها مرض مقدمات السكري أو التي يعاني فيها مريض السكري من مرض آخر سواء كان مرضًا قلبيًا وعائيًا، مرض الكبد الدهني، أو متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.

الأدوية المقصودة هنا هي أدوية علاج السكري يتم تناولها فمويًا، مثل: ميتفورمين (Metformin)، وفي حالات أخرى ثمة حاجة إلى أدوية لموازنة مستوى الكولسترول في الدم وخاصةً من فئة الستاتينات (Statins) وأدوية لمعالجة فرط ضغط الدم.

من المحتمل أن يصف الطبيب جرعة منخفضة من الأسبيرين (Aspirin) كإجراء للوقاية من المرض، ومع ذلك يبقى نمط الحياة الصحي هو مفتاح النجاح.
الوقاية من مرض السكري
لا يمكن منع الإصابة بالسكري من النوع الأول، لكن نمط الحياة الصحي الذي يساهم في معالجة مرحلة وأعراض ما قبل السكري، والسكري من النوع الثاني، والسكري الحملي يمكن أن يُساهم أيضًا في الوقاية منها ومنعها، وتشمل أبرز طرق الوقاية:

    الحرص على تغذية صحية.
    زيادة النشاط البدني.
    التخلص من الوزن الزائد.

يمكن في بعض الأحيان استعمال الأدوية فأدوية علاج السكري التي يتم تناولها فمويًا، مثل: ميتفورمين (Metformin)، وروسيغليتازون (Rosiglitazone) يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، ولكن يبقى الحفاظ على نمط حياة صحي على درجة عالية جدًا من الأهمية.
الأنواع الشائعة

أنواع مرض السكري
تتمثل أنواع مرض السكري فيما يأتي:
1. السكري من النوع الأول

السكري من النوع الأول هو مرض يقوم الجهاز المناعي خلاله بإتلاف خلايا بيتا في البنكرياس لأسباب غير معروفة ولم يتم تحديدها حتى الآن، عند الأطفال تجري عملية الإتلاف هذه بسرعة وتستمر من بضعة أسابيع حتى بضعة سنين، أما عند البالغين فقد تستمر سنوات عديدة.

مرض السكري من النوع الأول قد يصيب الإنسان في أية مرحلة من العمر، لكنه يظهر في الغالب في سن الطفولة أو في سن المراهقة.

العديد من الأشخاص الذين يصابون بمرض السكري من النوع الأول في سن متقدم يتم تشخيص حالتهم عن طريق الخطأ بأنها مرض السكري من النوع الثاني..
2. السكري من النوع الثاني

السكري من النوع الثاني هو مرض يتم خلاله تدمير وإتلاف خلايا بيتا في البنكرياس لأسباب وراثية على الأرجح مدعومة بعوامل خارجية، هذه العملية بطيئة جدًا وتستمر عشرات السنين.

إن احتمال إصابة شخص يتمتع بوزن صحّي وبلياقة بدنية جيدة بمرض السكري ضئيل حتى وإن كان لديه هبوط في إفراز الإنسولين.

أما احتمال إصابة شخص سمين لا يمارس نشاطًا بدنيًا بمرض السكري فهو احتمال كبير، نظرًا لكونه أكثر عرضةً للإصابة بمقاومة الإنسولين وبالتالي بمرض السكري.

يمكن أن يظهر في أي سن إذ تشير الإحصائيات إلى أن عدد المصابين بمرض السكري من النوع الثاني في العالم سجل ارتفاعًا كبيرًا جدًا خلال العقود الأخيرة إذ وصل إلى نحو 150 مليون إنسان، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 330 مليون مصاب بمرض السكري حتى العام 2025، لكن لحسن الحظ يمكن الوقاية منه وتجنبه غالبًا.


أخبار مرتبطة