اض القلب والشرايين، إليك أهم المعلومات حولها.
متلازمة الأيض والوراثة
أمراض التمثيل الغذائي هي جزء من الأمراض الوراثية، التي تنتقل عما يعرف بالجين المتنحي، أي أن الأب والأم يحملان الصفات الوراثية للمرض، وينقلونه بدورهما إلى أطفالهما بنسبة 25% في كل حمل.
وفقًا للمعاهد البريطانية الوطنية للصحة، يتضمن السجل الصحي الكامل للأسرة معلومات من ثلاثة أجيال من الأقارب، بما في ذلك الأطفال، والإخوة والأخوات، والاباء، والعمات والأعمام والجدين وأبناء العم، لذا عليك، أن تبحث عن الأمراض الوراثية في عائلتك، للوقاية من أمراض متلازمة الأيض.
كما ذكرنا سابقًا، فإن متلازمة الأيض قد يكون سببها السمنة أو زيادة الوزن، ولكن العامل الوراثي قد يلعب دورًا في ذلك، فقد يكون نقص بعض الإنزيمات في الجسم منذ الولادة هو المسؤول عن ذلك، فهذه الإنزيمات مهمة لتحويل مادة إلى أخرى في الجسم.
قد تصيب متلازمة التمثيل الغذائي أي عضو أو جهاز في الإنسان، مما يجعل أعراضها مختلفة مثل: التخلف العقلي والنفسي عند الأطفال، أو تضخم الكبد والطحال، أو التأثير على العظام، أو القلب.
ما هي أسباب متلازمة الأيض؟
توجد مجموعة من الاضطرابات الوراثية، التي قد تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي وتشمل:
1. اضطرابات الغدد الصماء
تؤدي أمراض الغدد الصماء إلى اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي، أي إذا زادت كمية الهرمونات التي تفرزها الغدة المعنية أو نقصت، ففي قصور الغدة الدرقية مثلًا تنقص شدة التمثيل الغذائي، وتؤدي إلى اضطرابات جلدية وقلبية وعقلية، ونقص في النمو.
ولكن عندما تزداد عملية التمثيل الغذائي فقد تؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى اضطرابات قلبية وجلدية ونقص الوزن.
2. اضطراب نقل الأحماض الأمينية
إن الخلايا الحية قادرة على أن تحافظ على تركيبها الداخلي مختلفًا عن محيطها الخارجي، فتنتقل الأملاح والسكريات، والأحماض الأمينية بحرية إلى داخل الخلية وخارجها عبر غشائها، وحتى تستطيع الانتقال بحرية، يجب أن تكون فعالية التمثيل الغذائي للخلية جيدة.
تقوم جينات خاصة بضبط اليات النقل النوعية لمواد الاستقلاب، أي إن جين معين يضبط انتقال مجموعة محددة من الأحماض الأمينية داخل الخلايا، وعند حدوث اضطرابات في هذه العملية، فإنه يسبب خللًا في نقل الأحماض الأمينية داخل الخلايا.
أعراض متلازمة الأيض
يوجد لمتلازمة الأيض مجموعة من الأعراض، التي تخبرك بأنك مصاب بها، أهمها:
1. السمنة وتركز الدهون في منطقة البطن.
السمنة هي الحالة التي تكون فيها كمية زائدة من الدهون في الجسم، والتي قد تعرض الشخص لخطر ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض بشكل كبير، وغالبًا الكميات الزائدة من الدهون في الجسم، تنبع من عدم قدرة الجسم على تحقيق التوازن بين كمية السعرات الحرارية المتناولة والسعرات الحرارية المستهلكة.
واضطرابات التمثيل الغذائي للدهون في الجسم، تؤدي بدورها إلى تخزين الدهون، والتي تتركز خصوصًا في منطقة البطن، وقد تكون أحد أسباب الكرش حيث يظهر الجسم بشكل التفاحة أو الكمثرى، كما يمكن للسمنة، أن تجعل الجسم يتوقف عن الاستجابة للإنسولين، وهو الهرمون الذي يحافظ على مستويات السكر في الدم مستقرة مما يؤدي إلى تراكم الدهون وزيادة وزن الجسم.
الجدير بالعمل أن السمنة قد تشمل العديد من الأعراض مثل: قلة النوم، والشخير، والتهابات الجلد، وعدم القدرة على التنفس، والام في المفاصل.
2. ارتفاع ضغط الدم
يحدث ارتفاع ضغط الدم نتيجة اضطرابات التمثيل الغذائي للكوليسترول السيء في الدم، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين والأوعية الدموية في القلب، حيث يرتفع ضغط الدم عندما يضخ القلب الدم بقوة أكبر أو عندما تضيق الشرايين الرفيعة، وذلك يعني أن القلب يواجه مقاومة كبيرة ليضخ الدم إلى شرايين الجسم، مما يتسبب على المدى الطويل في فشل القلب، والذي قد يؤدي بدوره إلى الوفاة.
عادة ما يكون ضغط الدم مرتفعًا إذا كان قياسه فوق 80/120، وقد يتعرض الأشخاص في هذه الحالة إلى دوخة، وصداع، وضيق في التنفس، وعدم وضوح الرؤية، لذلك ينصح بمراجعة الطبيب، لوضع خطة تساعد في اتباع نظام غذائي صحي يعمل على خفض الدم.
3. ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم
ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم قد يؤدي إلى تكوين ترسبات داخل طبقات جدران الأوعية الشريانية، مما يجعلها أصلب وأقسى فيصعب على القلب ضخ الدم فيها، ومن الممكن أيضًا تكسر هذه الترسبات لتصبح تجلطات دموية صغيرة تسبح مع الدم إلى أن تواجه شريانًا صغيرًا فتسده، فمثلًا إذا كان شريانًا قلبيًا تحدث ذبحة صدرية، وإذا كان شريانًا دماغيًا تحدث سكتة دماغية.
لا توجد أعراض معينة تكشف عن وجود الكولسترول في الدم و لكنه غالبًا ما يصاحبه اثار جانبية تعرض الجسم لحالات مرضية خطيرة مثل انسداد الشرايين، ولتشخيص الكولسترول في الدم ينصح باللجوء لفحص البروتينات الدهنية في الدم، بحيث تنتقل البروتينات التي يصنعها الكبد عبر مجرى الدم، و تعمل على انسداد الشرايين.
كما يعمل الكوليسترول الجيد (HDL )على إذابة الكوليسترول السيء (LDL)، مما يساعد في تحقيق مرونة الشرايين وسهولة ضخ الدم فيها، فيما يأتي ملخص للمعدلات الطبيعية للكوليسترول عند البالغين وجميع القيم بوحدة ملليغرام\ديسيلتر:
الكوليسترول الكلي (Total Cholesterol): هو مجموع جميع أنواع الكوليسترول في الجسم، وبضمنها الأنواع الجيدة والضارة، إذ يوصى بالحفاظ على نسبة أقل من 200 ملليغرام /ديتسيلتر.
الكوليسترول الضار (LDL): يتراكم في جدران الأوعية الدموية وخصوصًا الشرايين التاجية ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، ونسبته التي يوصى بها هي أقل من 160 ملليغرام /ديتسيلتر.
الكوليسترول الجيد (HDL): يساعد في التخلص من الكوليسترول الزائد، ويقي من أمراض القلب التاجية، لذا يجب الحفاظ عليه مرتفعًا، ونسبته التي يوصى بها هي أكثر من 45 ملليغرام /ديتسيلتر عند الرجل وأكثر من 40 ملليغرام /ديتسيلتر عند المرأة.
5. ارتفاع السكر في الدم
عندما تتناول الأطعمة السكرية، ترتفع مستويات السكر في الدم ويطلق البنكرياس الإنسولين لتحريك السكر من دمك إلى الخلايا لاستخدامها أو تخزينها، ولكن إذا كان جسمك يتعرض باستمرار لمستويات عالية من الإنسولين، تصبح خلايا الجسم غير فعالة ومقاومة لتأثيرات الإنسولين، وهذا يترك مستويات الغلوكوز في الدم مرتفعة.
إذ يلعب الإنسولين دورًا رئيسًا في عملية الأيض، ويمكن لمستويات عالية منه أن تعزز السمنة، وتحفز الجوع، وتزيد من دهون الجسم، فعند الإصابة بالسكري، يعجز الجسم عن الاستفادة من الغلوكوز بسبب عدم قدرة هرمون الإنسولين على إدخاله في خلايا الجسم، مما يؤدي لتراكم الغلوكوز في الدم وتسببه في أعراض ومضاعفات السكري.
بذلك لا يستطيع الغلوكوز وهو الغذاء الرئيس ومصدر الطاقة لخلايا المخ والعضلات وجميع الخلايا من الانتقال من الدورة الدموية والشعيرات الدموية إلى داخل الخلايا المختلفة المحتاجة لها، وهنا يأتي دور هرمون الإنسولين، الذي تصنعه غدة البنكرياس ومنها ينتقل إلى الدورة الدموية ويجري مع الدم.
الطرق الوقائية لمتلازمة الأيض
هناك العديد من الطرق التي تعيق متلازمة الأيض وتزيد من عملية التمثيل الغذائي مثل:
1. تغيير عاداتك الغذائية
قلل من السكر والملح والدهون المشبعة والأطعمة المصنعة وتناول الكثير من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، وركز على دمج الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان، مثل الشوفان والفاصوليا في وجباتك، ويمكن للألياف غير القابلة للذوبان مثل الحبوب الكاملة أن توفر تجربة متحركة عن طريق نقل الأطعمة عبر الجهاز الهضمي مع الحفاظ على الشعور بالرضا.
املأ ما لا يقل عن نصف طبقك بالخضار والفاكهة، وابتعد عن الأغذية الغنية بالكربوهيدرات.
2. الإقلاع عن التدخين
الإقلاع عن التدخين، يمكن أن يساعدك على خفض نسبة السكر في الدم وضغط الدم، والدهون الثلاثية وكذلك زيادة الكوليسترول الجيد.
3. التمارين الرياضية
الأشخاص الذين لا يحصلون على قدر كاف من النشاط البدني يكونون أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الأيض، لذلك يجب أن تقوم بحوالي 30 دقيقة من التمرين في اليوم، على الأقل 5 أيام في الأسبوع، للمساعدة في عملية التمثيل الغذائي.
لكن لا تتوقف عند هذا الحد، وكلما استيقظت وتحركت على مدار اليوم كانت صحتك أفضل، إذ وجد أن التمارين الهوائية المعتدلة يمكن أن تحسن مستويات الكوليسترول، وتحسن حساسية غلوكوز الدم لديك وتقلل مستويات الإنسولين المرتفعة.
التمرين هو عنصر أساسي في تعزيز عملية الأيض وحرق السعرات الحرارية، وكلاهما يساعدك في الحفاظ على وزنك.
عوامل تؤثر على عملية الأيض
يتحدد تنفيذ عملية التمثيل الغذائي على مجموعة من العوامل هي:
حجم الجسم: فيزداد تنفيذ هذه العملية كلما زاد وزن الجسم وينخفض بانخفاض الوزن.
النوع: معدل تنفيذ عملية التمثيل الغذائي بالنسبة للذكور أعلى من الإناث.
العمر: كلما زاد العمر قلت هذه العملية داخل الجسم، وهذا ما يفسر أنه كلما تقدمنا بالعمر زاد وزننا.
معلومات تهمك عن عملية الأيض
التمثيل الغذائي هي عملية يحول بها الجسم الطعام والشراب إلى طاقة، وفي هذه العملية الكيميائية الحيوية المعقدة، تتحد السكريات الموجودة في الطعام والشراب مع الأكسجين لإطلاق الطاقة التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه، كذلك أثناء الراحة، يحتاج الجسم إلى الطاقة من أجل جميع الوظائف الخفية، مثل: التنفس، والدورة الدموية، وضبط مستويات الهرمونات، والنمو، وعلاج الخلايا.
الجدير بالعلم أن من أكثر المناطق التي تحدث فيها عملية الأيض بشكل كبير داخل جسم الإنسان هي العضلات، وذلك لأنها من أكبر الأجزاء الموجودة داخل الجسم ومن أكثر الأجزاء التي تحتاج إلى الطاقة، كما أن لعملية الأيض دورًا مهمًا جدًا في زيادة وزن الإنسان أو نقصانه، حيث أن الأشخاص الذين يقومون بعمل حمية غذائية، يحاولون زيادة هذه العملية داخل أجسامهم وذلك حتى يتم استهلاك الطاقة بشكل أكبر.