م من قتل أو سرقة أو نصب أو سطو مسلح أو إرهاب تطورت وسائل الكشف عنها، لهذا تعتبر علوم الأدلة الجنائية محصلة هذه الجرائم تتطور معها فى طرق الكشف عنها.
فى التقرير التالى «اليوم السابع» يلقى الضوء من خلال علوم مسرح الجريمة على مسألة الكشف عن الجريمة وهوية مرتكبيها عن طريق سلسلة حلقات عن البصمة بداية من بصمة الأصابع وبصمة العرق والشعر وبصمات الصوت وكذا بصمة الحمض النووى «DNA» وغيرها من البصمات، وذلك بعد مضى مائة عام على اعتبار بصمات الأصابع كدليل جنائى أمام المحاكم – وفقا للخبير القانونى والمحامى بالنقض ياسر سيد أحمد.
البصمة بحسب علوم مسرح الجريمة هى كل حافة من حواف الأصابع سواء الأيدى أو القدمين، وكذلك راحة القدم، وراحة اليد تحمل أثراً طبيعياً، عبارة عن صف من المسامات، متشكلة على شكل خرائط مناسبية، ذات خطوط مناسيب أو كفاف «الشكل المنحرف أو المتعرج»، هذه الخطوط والمسامات تفرز عرقاً، والعرق يترك شكل مسامات على الأجسام الأخرى، خصوصاً الملساء، عند ملامستها لها.
طبعة البصمة
وهو ما يسمى «طبعة البصمة» وتمتاز البصمات بخاصية تُعرفُ بالفردية أو التفرد إذ أن كل إنسان يحمل طبعة بصمة خاصة به، لم يُثبت حتى الآن تماثلها - أى تشابهها كلياً - مع طبعة أو بصمة غيره .
الكشف عن البصمة
تبرز أهمية البصمة من الناحية القضائية فى أنها قد تكون مفتاحاً لحل لغز كثير من القضايا والجرائم، حيث أن البصمات هى فى أغلب الأحوال تكون «بصمات مختفية» أو مستترة، إلا أنها قد تكون ظاهرة فى حالة ما إذا كانت ملوثة بالغبار أو بالشحوم أو بالدهان، ولا تقل أهمية البصمة الظاهرة عن المستترة فكلاهما قد يؤدى لنقل طبعة أصبع واضحة، تساعد فى تحديد صاحب البصمة أو هويته .
البحث عن البصمات
عملية البحث عن البصمة يجب أن تتم بطريقة منطقية وعلمية عن طريق المواقع التى يتوقع وجود صاحبها فى مسرح الحدث، كمناطق الخروج والدخول والأدراج التي تعرضت للعبث من قبل المشتبه به، ولعل من بديهيات العمل في مسرح الجريمة أن يكون الفريق الفنى مرتدياً قفازات تمنع اختلاط بصماتهم فى مسرح الجريمة أثناء العمل مع آثار المشتبه به كى لا تتأثر البصمة المطلوبة.
ولابد أن يقوم خبير البصمات بعمله فى مسرح الجريمة بالتدقيق والملاحظة والمشاهدة أولاً، وبعد انتهاء المصور الجنائى من عمله مباشرة، يمكن بعد ذلك لمس أي أثر في مسرح الجريمة، واكتشاف البصمات مسألة تعتمد على استخدام بعض التقنيات الفنية، مثل تسليط بعض أنواع الأشعة على الجدران والأسطح فتُظهرُ آثار البصمات التى يجب التعامل معها على وجه السرعة، ورفعها وفق الطرق العلمية السليمة .
وفي أحيان كثيرة يضطر الخبراء فى مسرح الجريمة إلى رفع الجسم الذى يحمل «البصمات » بكامله وإرساله للمختبر الجنائى، كالسلاح وغيرها من الأدوات والآثار مثلاُ، وذلك لأهمية البصمات فى هذه الحالة، ولتوفر ظروف عمل أفضل في المختبرات عن تلك فى مسرح الجريمة، وهنا يجب نقلها فى أوعية كرتونية خاصة تمنع احتكاك هذه الأجسام يبعضها أو بغيرها، مما يلحق ضرراً بانطباع البصمات التى تحملها.
وفي الحالات التى تكون البصمة فيها مرئية «ظاهرة» يُفضل أن يتم تصويرها بدقة، قبل المباشرة في رفعها، خاصة فى حالة ما إذا كانت مدممة، أو على شكل غبار، فان الفرشاة غالباً ما تدمرها أما البصمات المستترة فيتم رفعها بوضع مسحوق خاص برفع البصمات على الفرشاة المغناطيسية، وبمجرد ظهور مسامات انطباعات البصمات يجب تحريك الفرشاة فى اتجاه الخطوط نفسها درءاً لتدميرها، وبعد ظهور معالم الخطوط، والمسامات، وبعد تصويرها، يتم رفعها باستخدام شريط مطاطى وآخر شفـاف .
ولعل البصمات على الأسطح الملساء لا تشكل تحدياً في التعامل معها من قبل الخبراء، لكن المشكلة هي في معالجة البصمات على الألواح غير الملساء، أو الكرتونات الخشنة أو الأجسام المغمورة بالماء، ففى هذه الحالات يتطلب استخدام ما يُعرف بـ«التطوير الكيميائي للبصمة» باستخدام بعض المواد الكيميائية التى تساعد فى إبراز البصمات ورفعها وهذه مهمة باحثين اختصاصيين، وغالباً يتم هذا العمل داخل المختبرات .
عمر البصمات
ويجب التطرق إلى عمر البصمات الذي يجب معرفته، حيث أن عمر البصمات يتوقف على مكان وجودها، وطريقة حفظها، لأن العدو الأول للبصمات هو التراب والرطوبة، فالبصمات تحدث نتيجة تلوث اليدين بالأحماض الأمينية التي تفرزها الغدد العرقية من الجسم، وعند ملامسة الأسطح الملساء - وليست الخشنة - يحدث انطباع للخطوط الموجودة بالإصبع «أو القدم أو صوان الأذن أو راحة الأيدى أو الكوع أو المرفق» على السطح.
فإذا كان السطح معرضاً للهواء والتربة، أو الندى، أو الرطوبة ، و تم مسحه أو وضعت بصمة فوق بصمة، فإن البصمة الأساسية تتغير أو تشوه، أما إذا كانت البصمة داخل مكان مغلق غير مترب لم تمتد إليه يد، فإن البصمة تستمر مدداً طويلة، تصل إلى الشهرين أو الثلاثة، وربما أكثر، بل لقد وجدت بصمة مطبوعة على أحد محتويات مقبرة فرعونية وما زالت بحالتها.