مشاكل على المدى الطويل.
تنطوي المُعالجة على استخدام المضادَّات الحيويَّة والسوائل التي تُعطى عن طريق الوريد، وأحيَانًا استخدام المُنَفِّسة لدعم التنفُّس والأدوية لدعم ضغط الدَّم.
يكون الرُّضَّعُ الخُدَّج مُعرَّضين لخطرٍ أكبرَ بكثير للإصابة بإنتانٍ مُبكِّر ومتأخِّر مقارنةً بالرُّضَّع الذين يُولدون عند اكتمال فترة الحمل، وذلك نتيجةً لعدم نضج جهازهم المناعي. يفتقر حديثو الولادة الخُدَّج إلى وجود أضدَّاد مُحدَّدة لجراثيم مُعيَّنة، لأنَّ هذه الأضداد لا تعبر المشيمة من الأم إلى دم الجنين إلَّا في مرحلةٍ متأخِّرة من الحمل.
تختلف عوامل الخطر الأخرى وأسباب الإنتان بحسب توقيت حدوثه الذي قد يحدث خلال الأيَّام القليلة الأولى من الحياة (الإنتان المُبكِّر البَدء) أو بعد سبعة أيَّام أو أكثر من حدوث الولادة (الإنتان المتأخِّر البَدء).
الإنتانُ المُبكِّر البَدء
تشتمل عواملُ الخطر على ما يلي:
تمزُّق مُبكِّر طويل الأمد للأغشية المملوءة بالسائل والمُحيطة بالجنين
إصابة الأم بعدوى
وجود الجراثيم العِقديَّة من المجموعة (ب) عند الأم
يزداد خطر حدوث الإنتان إذا تمزَّقت الأغشية المملوءة بالسائل والمُحيطة بالجنين قبل أكثر من 18 ساعة من حدوث الولادة، أو إذا كانت الأمُّ مصابةً بعدوى (لاسيَّما في السبيل البولي أو بطانة الرحم).
الأنواع الأكثر شُيُوعًا من الجراثيم المُسبِّبة للإنتان عند حديثي الولادة في الوقت القريب من موعد الولادة هي الإِشريكِيَّة القولونِيَّة Escherichia coli والجراثيم العِقديَّة من المجموعة (ب) GBS، والتي تُلتَقطُ عادةً في أثناء المرور من خِلال قناة الولادة. كان الإنتان الناجم عن العدوى بالجراثيم العِقديَّة من المجموعة (ب) GBS هو السبب الرئيسي للإنتان المبكر البَدء عادةً حتى قبل عقدٍ من الزمن، إلى أن أصبح فحص جميع الأمهات اللاتي تنتظرن الولادة للتَّحرِّي عن الجراثيم العِقديَّة من المجموعة (ب) GBS جزءًا روتينيًّا من الرعاية السابقة للولادة. وإذا اكتشف الفحصُ وجود جراثيم من الجراثيم العِقديَّة من المجموعة (ب)، فيمكن عندها أن تستعمل الأمُّ مضادَّاتٍ حيويَّة في أثناء مرورها في مرحلة المخاض. ويتمُّ إعطاء المولود مضادَّاتٍ حيويَّة مباشرةً إذا كانت الولادة عن طريق المهبل.
الإنتانُ المُتأخِّر البَدء
تنطوي عواملُ الخطر المهمة على ما يلي:
الاستعمال الطويل الأمد للقثاطر في الشرايين أو الأوردة أو في كليهما
استعمال أنبوب التنفس من خلال إدخاله عبر الأنف أو الفم (الأنبوب الرغامي) والمرتبط بالمُنَفِّسة للمساعدة على دعم التَّنفُّس
الإقامة الطويلة في المستشفى
من المرجَّح أن يتمَّ التقاط عدوى الإنتان المُتأخر البَدء من الأيدي غير المغسولة أو من البيئة، وقد يكون ناجمًا عن كائناتٍ حيَّة مختلفة.
الأَعرَاضُ والتَّشخيص
يكون حديثو الولادة المصابون بالإنتان خاملين ولا يرضعون جيدًا، وغالبًا ما تكون درجة حرارة أجسامهم منخفضة. يمكن أن تشتملَ الأَعرَاض الأخرى على توقُّف التَّنفُّس (انقطاع النفس) والحُمَّى وشحوب اللون وضُعف الدَّورة الدَّمويَّة في الجلد مع برودة الأطراف وتورُّم البطن والقيء والإسهال والاختِلاجَات والعصبيَّة واليرقان. يعتمد التشخيصُ على ما تُشير إليه أعراض الوليد، ونتائج اختبار تعداد الدَّم الكامل. يُوضَع التشخيص الواضح عندما يتمُّ اكتشاف الجرثومة من خلال زراعة دم المولود.
وإحدى أكثر المُضَاعَفات الخطيرة للإنتان هي التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ (التهاب السحايا). قد يعاني حديثو الولادة المُصابون بالتهاب السحايا من بطءٍ شديدٍ (خمول) أو غيبوبة أو اختلاجات أو تبارز لبقعة رخوة بين عظام الجمجمة (اليافوخُ). يمكن للأطباء تشخيص التهاب السحايا من خلال القيام بالبزل النخاعي (البزل القطني) وفحص السَّائِل النخاعي وزرع عَيِّنَة من هذا السائل.
التَّشخيصُ والمعالجة
الإنتان هو السبب الرئيسي لحدوث الوفاة عند حديثي الولادة الخُدَّج بعد الأسبوع الأول. ينبغي ألَّا يعاني حديثو الولادة الذين يتعافون من الإنتان من مشاكل طويلة الأمد، باستثناء المُصابين بالتهاب السحايا والذين قد يكون لديهم تأخُّرٌ في النُّمو أو شلل دماغي أو اختلاجات أو نقصٍ في السَّمَع.
خلال فترة انتظار نتائج زرع الدَّم، يُوصي الأطباء باستعمال المضادات الحيويَّة الوريديَّة لحديثي الولادة الذين يُشتَبه في إصابتهم بالإنتان. وبمجرد تمييز الكائن المُسبِّب للعدوى، يمكن تعديل نوع المضاد الحيوي. بالإضافة إلى المُعالجة بالمضادَّات الحيويَّة، قد يكون من الضَّروري استعمال مُعالجَات أخرى، مثل استخدام المُنَفِّسة وتسريب السوائل عن طريق الوريد ودعم ضغط الدَّم والدَّورة الدمويَّة.