اف والعدالة والشفافية في كافة خططها التنموية وبرامجها الوطنية التطويرية ، علاوة أنه صلب كل الجهود التي تقوم بها المنظمات المعتبرة في كافة مناحي الحياة ، والتي نسعي نحن عبر الأكاديمية العربية للحوكمة والإمتياز نحو ترسيخ أبعادها ومفاهيمها علاوة على اثراء الروافد العلمية والمهنية، وتعزيز قدرات الكفاءات العربية المهتمة بمجالات عمل الحوكمة، وتنمية الفكر العلمي وتطوير الأداء المهني والعمل على تجويده وتنشيطه ومواكبة التطور العلمي المتسارع وتطبيقاته في مجال الحوكمة في كافة المجالات الإنسانية الحيوية ، والعمل سويًا نحو إيجاد مجتمع عربي يتميز بوعيه وثقافته السليمة تعضيد أوجه الحوكمة بین المجتمع ومؤسساته للوصول إلى أعلى مستوي للشفافیه والمصداقية، ، كما اننا نسعى جاهدين من خلال هذه الأكاديمية لتكون مظلة جامعه للعاملين في كافة مجالات الحوكمة وأنشطتها وبرامجها ومبادراتها.
وقال في كلمة خلال مؤتمر الحوكمة الصحية ، إن هذا العام مميّز بالنسبة إلى الاتحاد العربي للحوكمة الذي أشرف برئاسته، لأنه يشهد مراحل تأسيس الاكاديمية العربية للامتياز في الحوكمة كمؤسسة علمية بحثية وتطويرية وباعتماد دولي ، ما يبعث على تسريع وتيرة البحث والتطوير في مجالات الحوكمة وتخطي حدود العلم والمعرفة الأولية الحالية إلى الآفاق التي نرجوها، ولا تزال هذه القناعة هي محور كل ما نقوم به، وستظل تمثل محور اهتمامنا ، وقد أحرزنا تقدّماً متميزًا بهذا الصدد ، ونحن عاكفون الآن على البناء لكي نصبح قادرين على بلوغ تلك الغايات المهمة على أرض الواقع في كافة البلدان العربية بحول الله تعالى.
وخلص الدكتور المانع إلى القول ” كما نواصل عملنا في جميع أنحاء العالم بأسره مع المؤسسات العلمية لتعزيز النظم الصحية وحوكمتها ومساعدتها على إحراز التقدم صوب تعزيز الصحة العامة، وكذلك اتاحة الفرصة للملايين من الاختصاصيين لتقديم خدمات صحية بامتياز يحقق ما ترجوه منهم الشعوب والإنسانية ، ويعد اهتمامنا هذا هو في الواقع فرصة لتعزيز الصحة وجلب العافية ودرء المرض ، وللتخلص من الأمراض ومسبباتها كذلك، علاوة على تعظيم أثر الاستثمارات المُوظّفة في مجالات الصحة العامة وتقديم الرعاية الصحية على أن واقع الحال يفيد بأن أكثر من نصف سكان العالم لا تُتاح لهم خدمات صحية أساسية، مما يستوجب تخطيط وإجراء وتنفيذ المزيد من النشطة والبرامج بكل شفافية ومصداقية نحو تحقيق الصحة للجميع وبالجميع، وبهذه الطريقة سنوجد عالماً ينعم فيه الجميع بصحة أوفر وأمن أكثر وإنصاف أكبر، ويحدوني الأمل في أن تنضمّوا إليّ، فهل أنتم مستعدون لمواجهة هذه التحديات؟ وهل تنضمّون إلينا في مواجهتها؟ وهل سنحقّق ذلك معاً؟ كلي أمل كبير في تحقيق هذه الأهداف السامية”.
وفي سياق متصل ، قال الخبير الصحينائب رئيس الأكاديمية العربية للحوكمة أمين عام اتحاد المستشفيات العربية أستاذ الصحة العامة البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة ، إن الحوكمة أصبحت تستقطب اهتمام العالم أجمع ، إذ أصبح الشغل الشاغل لدى المسؤولين إزاء ما تتطلبه تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، وما يحدث من تغييرات في مفاهيم الرعاية الصحية واستراتيجياتها وأساليب تقديمها وتكاليفها المتصاعدة وإدخال النظم المختلفة للتأمين الصحي، ودعوة الهيئات الصحية والمسؤولة بإجراء الإصلاحات الصحية واستخدام التكنولوجيا الحديثة في تقديم الرعاية الصحية ، والحديث عن اللامركزية إلى غير ذلك من الأمور.
وأضاف ” استقطبت موضوعات الحوكمة وتحسينها اهتمام الجميع ، وحدث ما يشبه الثورة في هذا المجال، وتأخذ الدول هذا الموضوع مأخذ الجد وتفجر طاقاتها الكامنة وتهتم بالتدريب والبحوث وإعداد الكوادر في المجلات المعنية بالحوكمة ، وذلك اعترافًا بالدور المحوري الذي تلعبه تطبيق مفاهيم الحوكمة في رفاهية الشعوب وأهميتها التي تتمثل في تحقيق ثلاثة أهداف أساسية هي:
⁃ تحسين مستوى صحة الشعوب التي توفر لها الخدمات.
⁃ الاستجابة لتوقعات الناس.
⁃ الاستخدام الأمثل للموارد وضمان إستدامتها
واستدرك أن الضرورات الرئيسية لمواجهة التحديات في تلبية حاجة المواطنين من جهة وضبط وترشيد الإنفاق الصحي تكون عبر استراتيجيات عديدة منها:
⁃ تنظيم خدمات الرعاية الصحية الأولية ، تعزيز الشراكة مع القطاع الأهلي ، تعزيز الوقاية بكل أشكالها ، تعزيز قدرات الترصد الوبائي وإدارة الأمراض السارية وغير السارية ، تنمية القيادات الصحية ، تطبيق مفاهيم وأنظمة التغطية الصحية الشاملة ، تنفيذ التأمين الصحي التكافلي ، وأخيرًا وليس آخرًا الحوكمة.
ودعا البروفيسور خوجة في ختام حديثه بضرورة تطوير القيادات الصحية والنظم ذات العلاقة كقاعدة للتخطيط الاستراتيجي الفاعل ، ولتحسين جودة الخدمات الصحية وسلامتها ولتطوير مختلف الأنشطة والوظائف وتشجيع البحوث في هذا المجال، واستخدام الأدوات المناسبة لقياس أداء النظم الصحية بما يتلاءم مع الاحتياجات المحلية الوطنية والعربية آخذا بعين الاعتبار الأبعاد الثقافية والاجتماعية وخصوصيات كل مجتمع.