وبمشاركة خبراء يمثلون 20 جهة عربية وعالمية تحت شعار " الحوكمة الصحية" إلى ضرورة تفعيل وتعزيز مفهوم الحوكمة في منظومة الخدمات الصحية ودورها في تحسين نوعية الخدمات المقدمة.
ورحب معالي الدكتور حمد المانع بجميع المشاركين في اللقاء الهام ، مؤكدًا في كلمته أن الحوكمة هو من صميم أهداف وغايات الرؤية الوطنية ، وكذلك المحور الرئيسي لمبادرات وبرامج التنمية المستدامة لأي دولة تسعى جاهدة لتحقيق الإنصاف والعدالة والشفافية في كافة خططها التنموية وبرامجها الوطنية التطويرية ، علاوة أنه صلب كل الجهود التي تقوم بها المنظمات المعتبرة في كافة مناحي الحياة والتي نسعي نحن عبر الأكاديمية العربية للحوكمة والإمتياز نحو ترسيخ أبعادها ومفاهيمها علاوة على اثراء الروافد العلمية والمهنية، وتعزيز قدرات الكفاءات العربية المهتمة بمجالات عمل الحوكمة، وتنمية الفكر العلمي وتطوير الأداء المهني والعمل على تجويده وتنشيطه ومواكبة التطور العلمي المتسارع وتطبيقاته في مجال الحوكمة في كافة المجالات الإنسانية الحيوية ن والعمل سويا نحو إيجاد مجتمع عربي يتميز بوعيه وثقافته السليمة تعضيد أوجه الحوكمة بین المجتمع ومؤسساته للوصول الي أعلى مستوي للشفافیه والمصداقية، ، كما أننا نسعى جاهدين من خلال هذه الأكاديمية لتكون مظلة جامعه للعاملين في كافة مجالات الحوكمة وأنشطتها وبرامجها ومبادراتها.
وأضاف: إن هذا العام مميّز بالنسبة إلى الاتحاد العربي للحوكمة الذي أشرف برئاسته، لأنه يشهد مراحل تأسيس الاكاديمية العربية للامتياز في الحوكمة كمؤسسة علمية بحثية وتطويرية وباعتماد دولي ، ما يبعث على تسريع وتيرة البحث والتطوير في مجالات الحوكمة وتخطي حدود العلم والمعرفة الاولية الحالية الى الافاق التي نرجوها، ولا تزال هذه القناعة هي محور كلّ ما نقوم به، وستظلّ تمثّل محور اهتمامنا وقد أحرزنا تقدّماً متميزا بهذا الصدد. ونحن عاكفون الآن على البناء لكي نصبح قادرين على بلوغ تلك الغايات المهمة على أرض الواقع في كافة البلدان العربية بحول الله تعالى ، كما نواصل عملنا في جميع أنحاء العالم بأسره مع المؤسسات العلمية لتعزيز النظم الصحية وحوكمتها ومساعدتها على إحراز التقدم صوب تعزيز الصحة العامة، وكذلك اتاحة الفرصة للملايين من الاختصاصيين لتقديم خدمات صحية بامتياز يحقق ما ترجوه منهم الشعوب والإنسانية.
وقال المانع في ختام كلمته " اهتمامنا هذا هو في الواقع فرصة لتعزيز الصحة وجلب العافية ودر المرض وللتخلص من الأمراض ومسبباتها كذلك، بجانب تعظيم أثر الاستثمارات المُوظّفة في مجالات الصحة العامة وتقديم الرعاية الصحية على أن واقع الحال يفيد بأن أكثر من نصف سكان العالم لا تُتاح لهم خدمات صحية أساسية، مما يستوجب تخطيط وإجراء وتنفيذ المزيد من النشطة والبرامج بكل شفافية ومصداقية نحو تحقيق الصحة للجميع وبالجميع ، وبهذه الطريقة سنوجد عالماً ينعم فيه الجميع بصحة أوفر وأمن أكثر وإنصاف أكبر.
وكان اللقاء قد أنطلق بكلمة للبروفيسور توفيق بن أحمد خوجة رئيس اللجنة العليا ومشرف عام المؤتمر ، نائب رئيس الاتحاد العربي لمكافحة التزوير والتزييف ، ونائب رئيس الأكاديمية العربية للحوكمة ، رحب فيها بالمشاركين في اللقاء ، مبينًا أن الحوكمة أصبحت تستقطب اهتمام العالم أجمع وأصبح الشغل الشاغل لدى المسؤولين إزاء ما تتطلبه تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، وما يحدث من تغييرات في مفاهيم الرعاية الصحية واستراتيجياتها وأساليب تقديمها وتكاليفها المتصاعدة وإدخال النظم المختلفة للتأمين الصحي، ودعوة الهيئات الصحية والمسؤولة بإجراء الإصلاحات الصحية واستخدام التكنولوجيا الحديثة في تقديم الرعاية الصحية والحديث عن اللامركزية إلى غير ذلك من الأمور، إضافة إلى أن انعقاد هذه الفعاليات يأتي تأكيداً لقرارات منظمة الصحة العالمية والمنظمات المماثلة في تمكين مفاهيم وأنظمة وأبعاد الحوكمة في كافة الخطط والبرامج.
وأكد أن موضوعات الحوكمة وتحسينها استقطبت اهتمام الجميع وحدث ما يشبه الثورة في هذا المجال، إذ تأخذ الدول هذا الموضوع مأخذ الجد وتفجر طاقاتها الكامنة وتهتم بالتدريب والبحوث وإعداد الكوادر في المجلات المعنية بالحوكمة ، كما يأتي انعقاد هذا المؤتمر انسجاما مع التوجهات العالمية، واعترافًا بالدور المحوري الذي تلعبه تطبيق مفاهيم الحوكمة في رفاهية الشعوب وأهميتها التي تتمثل في تحقيق ثلاثة أهداف أساسية هي: تحسين مستوى صحة الشعوب التي توفر لها الخدمات ، و الاستجابة لتوقعات الناس ، والاستخدام الأمثل للموارد وضمان إستدامتها.
فيما قدم البروفيسور عماد العزازي خلال كلمته تعريفًا بالأكاديمية العربية للامتياز في الحوكمة.
وتحدث الدكتور أحمد المنظري ، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط في محاضرته عن اتجاهات الحوكمة في منظمة الصحة العالمية ، مؤكدًا أن جميع خطط التنمية المستدامة وكذلك برامج الصحة للجميع تركز على الحوكمة الصحية ، باعتبارها هدف يسعى إليه الجميع وخصوصًا في ظل وجود العديد من التحديات الصحية ، لافتًا إلى أن الحوكمة الصحية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقيادة وإدارة وتنظيم النظام الصحي بما يضمن وضع خطط السياسات والرقابة والتنظيم ، إذ أكدت تجارب الدول والخبرات على أن حوكمة النظم الصحية أصبحت عنصرًا فعالًا وأساسيًا لضمان الآداء الفعال وقدرة الاستجابة لحالات الطوارئ - مستشهدًا بظروف جائحة كورونا الحالية-.
وتطرق الدكتور المنظري في كلامه للتحديات التي تواجه حوكمة النظم الصحية في إقليم الشرق المتوسط ومنها ضعف الحوكمة الصحية ، تضارب الأدوار في مختلف مؤسسات القطاع العام ، وضعف القدرة التنظيمية والحوكمة التشاركية في عملية اتخاذ القرارات ، وأخيرًا ضعف الترتيبات التنظيمية والادارية بما يؤثر على الأنظمة الصحية.
وتطرقت البروفيسورة مها زين العابدين الرباط ، وزيرة الصحة والسكان المصرية السابقة أستاذة الطب الوقائي استاذ الصحة العامة بكلية طب القصر العيني ، في محاضرتها لجوانب معايير الحوكمة في تقييمات التكنولوجيا الصحية ومسائل الشراء المجمعة ، بينما تحدث البروفيسور نزار مهيدات مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء بالمملكة الأردنية الهاشمية عن تعزيز الحوكمة كنهج منهجي وثقافة في إدارة الغذاء والدواء الأردنية ، وتحدث البروفيسور عساف العساف عن جوانب المساءلة والشفافية في ضمان جودة الرعاية الصحية ، وتطرق البروفيسور سلمان رواف في محاضرته عن النموذج البريطاني لحوكمة النظام الصحي ، فيما تناول الدكتور
علاء حامد في محاضرته جوانب حوكمة نظام التأمين الصحي من البنك الدولي.
وتحدث الخبير الصحي البروفيسور توفيق خوجة عن الحوكمة من أجل سلامة المرضى والاستدامة.