لوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها قام بإعداد دليل صحي للتعامل مع الحالات المشتبهة وتجهيز الفحوصات المخبرية اللازمة وآلية جمع ونقل العينات إلى المختبر الوطني بالمركز، إضافةً تعليق سفر المواطنين السعوديين إلى الصين. “البلاد” وضعت الجهود المبذولة من المملكة لمواجهة كورونا الصيني ٢٠٢٠ على طاولة الخبراء، فأكدوا أن الفيروسات التنفسية تعد الأخطر من نوعها وهي تغزو الجسم وتدمر مناعته وتقود إلى الموت.وفي هذا السياق قال رئيس الجمعية السعودية للوبائيات، وأمين عام اتحاد المستشفيات العربية البروفيسور توفيق خوجة، دول الخليج بما فيها المملكة رفعت حالة الطوارئ في دول مجلس التعاون الخليجي، لمواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد، والذي انتشر مؤخراً في الصين اذ اتخذت إجراءات احترازية لمواجهته ورفع درجة الوعي لدى المواطنين، والتأكيد على جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية أن تكون مستعدة في مراقبة القادمين من الدول التي سجلت فيها الفيروس، وتعزيز التواصل المستمر مع منظمة الصحة العالمية، ومع مراكز مكافحة الأمراض العالمية.
منافذ الدخول
وشدد الدكتور خوجة على ضرورة توعية كافة شرائح المجتمع، ولا يقتصر على منافذ الدخول بالمطارات أو التجمعات السكانية، وبالتالي يجب على وزارة الصحة والتعليم وكافة الجهات ذات العلاقة بالوعي الصحي أن تقوم بدورها وتكثيف هذه الإجراءات لحماية البلاد من وفادة الفيروس عبر رفع درجة وعي المواطنين، في وقت فتحت المملكة باب السياحة والزيارة إضافة إلى الحج والعمرة وما تمثله المملكة من ثقل اقتصادي كبير.
الفيروسات التنفسية
أما أستاذ علم الأجنة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور صالح عبدالعزيز الكريم فيقول، الفيروسات “الكورونية” تفتك بالابدان وتقود الى الموت وتتكاثر بسرعة وبأعداد هائلة، وهي ترفع حرارة الجسم وتنتهك خصوصياته وتعطل وظائفه وقد تقضي على المريض ان انفردت به او كان جهازه المناعي منهكا وضعيفا ولا يعني ان فيروس كورونا 2020 الجديد فيروس صيني ويعتقد ان الفيروس انتقل الى الانسان من الثعابين في مدينة ووهان الصينية حيث تباع هناك الثعابين حية في السوق البحري الذي يعتقد ان التفشي بدأ منه وفقا لأول بحث تم نشره في مجلة Virology وكورونا تشبه فيروسات الزكام ولكن ان وصلت الى الجهاز التنفسي خاصة الحويصلات الرئوية، فإنها تدمره، لذا يجب عدم التساهل مع الفيروس، لأنه إذا لم يتم القضاء عليه يتطور وضع المريض الى التهاب رئوي حاد ويكون وقتها نذير خطر ويحتاج الى معالجة مركزة.
واشار د.الكريم الى أن مشكلة الفيروسات التنفسية تكمن في ثلاثة امور سرعة انتشارها والعدوى بها مما قد يقود الى ان تكون سببًا في الوباء والقدرة على تغير ثوبها الوراثي (التركيبة الوراثية ) فينتج عنها سلالات جديدة، كما أنها اذا تمكنت من الجسم وأهمل علاجها فإن تأثيرها حاد لأنه يصيب الرئتين في مقتل.تطبيق الحجر
وكشف الكريم أن الأمر الاول هو الأهم لدى الصحة العالمية والحل الأمثل الذي يتم تطبيقه بالتنسيق مع وزارات الصحة في كل دولة هو سرعة تطبيق الحجر الصحي ومحاصرة الفيروس وقد اتخذت الصين قرارا سريعا وهاما وهو منعها سكان مدينة ووهان الصينية التي يقدر عدد سكانها بـ ١٠ ملايين نسمة من السفر أو الخروج من مدينتهم ومن استخدام وسائل النقل العامة ان الامر عندما يتعلق بالصحة والخوف من انتشار المرض يجب ان تكون هناك قرارات صارمة للمصلحة العامة والعالم اليوم كله مع وسائل الطيران قرية واحدة وفعلًا انتقل فيروس كورونا 2020 الصيني الجديد إلى عدة دول حاليا.
وأضاف: تأكد علميا وفق مانشر من أوراق بحثية ان الفيروس المسبب لتفشي الالتهاب الرئوي الحاد هو فيروس من نوع جديد من عائلة كورونا التي منها الفيروسات السابقة سارس وميرس وجميع هذه الفيروسات في الأصل مصدرها حيواني وتنتقل من الحيوانات من خلال الاحتكاك بها وهي تنفسية وهذا ما يجعلها سريعة العدوى والانتشار.
ولمواجهة خطر مثل هذه الفيروسات القاتلة تتخذ الهيئات الصحية العالمية ووزارات الصحة في كل الدول الاحتياطات اللازمة لمحاصرة الفيروس والقضاء عليه لذلك كان مواجهة الصين لفيروس كورونا الجديد بالتنسيق مع هيئة الصحة العالمية بأول خطوة وهو العزل التام للمرضى فبنت في المدينة التي ظهر فيها المرض مستشفى خاصا كمحجر صحي تعزل فيه كل المصابين والخطوة الثانية منع سفر اي شخص من المدينة التي ظهر فيها المرض ومنع حتى تنقلهم في النقل العام لتحقيق العزل التام بل تم التنسيق مع كل دول العالم على عمل حجر صحي لكل قادم من الصين حتى يتم التأكد من عدم حمله للفيروس وبالتالي عدم نشره في البلد التي يذهب اليه، والمملكة العربية السعودية قامت بهذا الواجب خير قيام حيث نسقت مع هيئة الطيران المدني في ذلك وبتحقيق عزل المرضى والحجر الصحي يمكن محاصرة المرض ومنع انتشاره وبالتالي لايكون المرض اي كان مصدره وطبيعته مرضًا وبائيًا مميتًا لعدد كبير من البشر.
حالة الطوارئ
من جانبه يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور خالد عبيد باواكد، منذ تسجيل أول حالة كورونا في الصين وإعلان منظمة الصحة العالمية انتشار الوباء اتخذت المملكة وجميع دول العالم إجراءات وقائية شملت اعلان حالة الطوارئ وتعزيز الجهود الاحترازية.
وحول كيفية الوقاية خلص باواكد إلى القول: منظمة الصحة العالمية أوصت الأشخاص العاديين والعاملين في المجال الصحي، بالمبادئ الأساسية للحد من المخاطر العمومية لانتقال الأمراض التنفسية الحادة تجنباً للإصابة بفيروس كورونا الجديد، ودعت إلى ضرورة التقيد بالتدابير التالية: تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية حادة، تجنب الاتصالات مع حيوانات المزارع أو الحيوانات البرية من دون حماية،غسل اليدين بصورة متواترة، لاسيما بعد الاتصال المباشر مع المرضى أو بيئتهم، ينبغي للأشخاص الذين يعانون من أعراض مرض تنفسي حاد أن يتقيدوا بالآداب المتعلقة بالسعال والحفاظ على مسافة معينة، وتغطية الفم بأنسجة أو ملابس يمكن التخلص منها أثناء السعال والعطس، وغسل اليدين ، تعزيز الممارسات الموحدة المتعلقة بالوقاية من العدوى ومكافحتها داخل مرافق الرعاية الصحية.كورونا القديم والجديد
وحول الفرق بين كورونا القديم والجديد يقول طبيب الجلدية هيثم محمود شاولي :فيروس كورونا الجديد يختلف جينيًّا عن الفيروس المسجل سابقًا في المملكة، اذ نبهت وزارة البيئة والمياه والزراعة، على ان فيروس كورونا الجديد منشأه الحيوانات الفطرية بجمهورية الصين الشعبية، كما أنه مختلف جينيًّا عن الفيروس المسجل سابقًا فيها.ويجب التعامل بحذر مع الكائنات الفطرية وبخاصة “الخفافيش”.
وأضاف: فيروسات كورونا هي زمرة واسعة، منها ما يمكن أن يتسبب في مجموعة من الاعتلالات في البشر، تتراوح ما بين نزلة البرد العادية وبين المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة،
ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (السارس)، كما أن الفيروسات من هذه الزمرة تتسبب في عدد من الأمراض الحيوانية”.
وبين د.شاولي ان فيروس كورونا الجديد يظهر أعراض زكام لدى الأشخاص المصابين، وقد تصل أعراضه إلى الالتهابات التنفسية الحادة، كما تشمل أعراضه ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة التنفس والسعال.
وأكد شاولي انه لا تزال فترة حضانة فيروس كورونا الجديد ـــــ أي الوقت الذي يستغرقه الشخص المصاب بالفيروس إلى حين ظهور الأعراض ـــــ غير معروفة ، ولكن خبراء الصحة العامة يرجحون أن فترة الحضانة قد تستمر لحوالي 14 يوما.
وأكد انه لا يوجد علاج أو لقاح محدد للعدوى التي يسببها فيروس الكورونا الجديد، ولكن الرعاية الطبية التي يتلقاها المريض تخفف الأعراض وتقلل من خطر حدوث مضاعفات أو الوفاة.