الصحي فحسب بل في جميع أوجه المجالات المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وغيرها .
وفيما يلي نص الحوار:
• بداية ، كيف ترون إقبال المجتمعات العالمية بشكل عام والعربية بشكل خاص في الإقبال على أخذ تطعيمات كورونا؟
** الإقبال كبير ، ويجسد مدى الوعي الاجتماعي عند أفراد المجتمعات في مواجهة جائحة لم تشهده تاريخ البشرية من قبل ، فقد أصاب فيروس كورونا إلى الآن أكثر من 201 مليون شخص ، وأودى بحياة 4 ملايين فرد في سابقة لم تسجل في السجلات الصحية للأوبئة، ومن هنا فأن التطعيمات ضد هذا الفيروس الشرس تعد انجاز كبير لحماية البشرية ، أما الأشخاص الذين يترددون في أخذ التطعيم فأقول لهم أننا أمام جائحة خطيرة جدًا ، والتطعيم ضد فيروسه كفيل بإذن الله في حماية الفرد من الإصابة والتعرض لمضاعفاته .
• قررت السعودية العودة الآمنة لطلاب المدارس بنهاية أغسطس الحالي والذين تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، والعاملين في قطاع التعليم، بالإضافة إلى طلبة الجامعات والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، بعد تلقي الجرعتين ، كيف ترون هذا القرار؟
** القرار حكيم وإيجابي يشجع ويعزز مكانة التعليم الحضوري، ويدعم المنظومة التعليمية في استمرار مسيرتها التربوية ، ولله الحمد هناك تجاوب كبير جدًا من الأطفال في أخذ اللقاح ، ما يؤكد الوعي المجتمعي في أهمية التحصين ، كما نرى الآن أن هناك قرارات إيجابية ترتبت على أهمية وضرورة أخذ التطعيم ومنها عدم دخول المنشآت والمولات والمراكز التجارية لغير المحصنين ، وهذا يؤكد أهمية التطعيم في حماية المجتمع.
• يقلل البعض من شأن الجرعة الثانية بعد أخذ الأولى ، فهل يعني ذلك أن جرعة واحدة كافية ؟
** الدراسات الطبية شددت على ضرورة الحرص على أخذ جرعتي ضد فيروس كورونا، وذلك لسببين هما، للحماية من الإصابة بالمتحورات، كما أن الأشخاص الذين أصيبوا قد لا يكونون محصنين من الإصابة بالمتحورات، ثانيًا لرفع نسبة المناعة والوقاية من الإصابة والمضاعفات الخطيرة، فتلقي جرعتين من اللقاح يزيد معدل الحماية ضد الإصابة بالمتحورات ، حيث إن فعالية الجرعة الواحدة ضعيفة ضد المتحورات.
• هل بعد الإنتهاء من الجرعتين ، من المهم ارتداء الكمامة؟
** نعم بعد أخذ الجرعتين ، يجب عدم تجاهل التدابير الاحترازية لكورونا، ومنها الحرص على ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي والحرص على تعقيم وغسل اليدين بشكل دائم، إذ إن الوضع إلى الآن ما زال يتطلب الاحتراز رغم أخذ التطعيم وذلك من باب الحماية الشخصية والمجتمع بأكمله ، فخطورة الفيروس ما زالت قائمة لكونه يتمتع بخواص شرسة ، والتطعيم يسهم بإذن الله في عدم دخول الفرد في مضاعفات خطيرة في حال – لا سمح الله – أن أصيب بعد أخذ اللقاح.
• أخيرًا.. هل تتوقعون انتهاء الجائحة قريبًا ؟
** الأمر بيد الله سبحانه وتعالى ، وبإذنه الواحد والأحد ستعود الحياة بأفضل إشراقة في أقرب وقت ، فكل ما يهمنا في الأوساط الصحية هو حرص المجتمع على التحصين وتطبيق التدابير الاحترازية لمنع أي ثغرات للفيروس الشرس ، وقريبًا بإذن الله سيبقى كورونا من حديث الذكريات ، كما لا يفوتني أن اؤكد أن الدروس المستفادة من جائحة كورونا كثيرة ولم تقتصر على المجال الصحي فحسب بل في جميع أوجه المجالات المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وغيرها.