تاريخ النشر 5 يونيو 2021     بواسطة البروفيسور توفيق احمد خوجة     المشاهدات 1

استشاريون: فشل "التوعية" شماعة لتبرير ارتفاع

السكري 2 بين الأطفال رأى استشاريون أن تعليل زيادة إصابات السكري من النوع الثاني بين الأطفال بفشل التوعية يعد شماعة لتبرير ذلك، لافتين إلى أن هذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلًا، إذ إن الجهات الصحية سواء العامة أو الخاصة تبذل جهودًا كبيرة لمنع زحف انتشار السكري 2 بين الأطفال. وأرجعوا سبب الز
يادة إلى نمط الحياة الخمولية التي يعيشها بعض الأطفال، وتؤدي بهم مع مرور الوقت إلى السمنة الممهدة لداء السكري المكتسب.

وحذر أستاذ الغدد الصماء والسكري بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الآغا، من تهديد داء السكري من النمط الثاني الذي يصيب البالغين، من أطفال المملكة بسبب حالات السمنة المفرطة لدى الأطفال، مشدداً على ضرورة تغيير نمط حياة المجتمع لمواجهة هذا الخطر، وبين أنه خلال السنوات الأخيرة انتشرت السمنة بشكل كبير بين فئات الأطفال والبالغين والمراهقين والشباب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المجتمع السعودي، ما أدى لزيادة ظهور السكر من النمط الثاني لدى هذه الفئات العمرية، وهذا النمط لم يكن معروفا في العقود السابقة إلا في البالغين وكبار السن، ويرجع السبب الأساس لذلك لانتشار السمنة.

وأشار الأغا إلى أن البرامج التوعوية الصحية الموجهة للأطفال موجودة وتبذل بشكل كبير، ولكن -للأسف- هناك حلقة مفقودة وهي غياب دور الوالدين في حث أبنائهم باتباع النمط الصحي، وهو ما أدى إلى زيادة حالات السمنة بين الأطفال ومع مرور الزمن إمكانية تعرضهم لداء السكري المكتسب، لافتاً إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي للإصابة بالسمنة منها: عوامل جينية، عوامل بيئية تشمل: (أساليب ونمط الحياة غير الصحية، عدم ممارسة الرياضة بشكل دوري، الجلوس أمام الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية).

ودعا الآغا إلى ضرورة العودة إلى النصائح النبوية الشريفة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ أبن آدم وعاءً شراً من بطن"، تغيير نمط الحياة ممارسة الرياضة بمعدل ساعة يومياً (3-5 أيام أسبوعياً)، تجنب الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، التأكيد على أهمية شرب الحليب والماء، تقنين وقت الجلوس أمام الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل، الحد من تناول الوجبات غير الصحية، زيادة وعي المجتمع بما يخص الآثار المترتبة على السمنة، زيادة برامج التوعية الخاصة بذلك في وسائل الإعلام.

وفي السياق، حذر أستاذ واستشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق خوجة، الأطفال من زيادة تناول الوجبات السريعة وعدم الحركة، موضحاً أن الوجبات السريعة هي الأطعمة التي يتم تحضيرها في وقت قصير جداً أقل من الوقت الذي يستغرقه طهي الوجبات العادية التي تحضر في المنزل، مثل البرغر والبيتزا وأنواع أخرى من الساندويتشات، وتكون غنية بالدهون والمواد الحافظة والسعرات الحرارية التي ينتج عنها العديد من الأضرار.

ولفت خوجة إلى أن الوجبات السريعة تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون والسعرات الحرارية، وتمهد تدريجياً لزيادة الوزن، وبالتالي الإصابة بالسمنة، مما قد يعرض الأشخاص لمخاطر الإصابة بمختلف المضاعفات المترتبة، إذ إنه كلما زاد استهلاك الوجبات السريعة قل احتمال الحصول على العناصر الغذائية الأساسية التي يعتمد عليها الجسم، مما قد يضر بالصحة، حيث يمكن للوجبات السريعة أن تنطوي على عدد من التأثيرات السلبية، ومنها إمكانية الإصابة بالسكري النوع الثاني.

وشدد البروفيسور خوجة على ضرورة الحد من تناول الأطعمة السريعة بين الأطفال، والاقتناع التام بأن الإكثار منها ضار جداً ويسبب الكثير من الآثار السلبية على الجسم، وحثهم على ممارسة الرياضة ، مؤكداً الحرص على تناول الفواكه والخضراوات والعصائر الطازجة وشرب الماء لإعطاء الجسم القدر الكافي لتعزيز عمل الجهاز الهضمي وخلايا الجسم.

واعتبر استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور خالد باواكد، السمنة بين الأطفال إحدى أهم المشاكل التي يترتب عليها أمراض مصاحبة أخرى تهدد صحة الطفل، إذ تشكل السمنة أبرز التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات، بجانب الانعكاسات النفسية والاجتماعية والبدنية والاقتصادية المترتبة على ذلك.

ولفت باواكد إلى أن هناك عوامل عديدة وراء انتشار السمنة بين الأطفال أبرزها النمط الغذائي، قلة النشاط والحركة، العوامل النفسية والبيئية، اختلال في الغدد الصماء، الوراثة إضافة إلى جينات السمنة.

وحذر من زحف انتشار السمنة بين الأطفال أكثر من المعدلات الموجودة حالياً في ظل غياب الوعي الصحي رغم الجهود الكبيرة التي تبذل من خلال الحملات الوطنية والمحاضرات والندوات التي تنادي وتحذر من توسع دائرة السمنة، لذا يبقى دور الأسرة مهماً في تجنب كل ما يضر ويهدد صحته.


أخبار مرتبطة