تاريخ النشر 1 يونيو 2021     بواسطة البروفيسور سراج عمر ولي     المشاهدات 1

لماذا عليك النوم في العيد؟ أسرار عن الجوع والنوم

كشف مختصان في طب النوم، أن عدم الحصول على ساعات النوم الكافية خلال أيام العيد المرتقبة أو غيره من الأيام، يعطي إشارات للجسم بأنه يمر بظروف غير طبيعية أو تهديد ما، يتطلب إبطاء عملية التمثيل الغذائي؛ ما يتسبّب في دفع الجسم إلى تناول مزيدٍ من الطعام للحصول على طاقة أكبر، تعينه على التعامل مع ظروفه
 المتوقعة.

السهر لساعات ممتدة
ودعا كل من استشاري أمراض الصدر وطب النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، والدكتور إبراهيم زكريا الباحث في طب النوم، إلى ضرورة ضبط ساعات النوم والاستيقاظ خلال أيام العيد، وعدم حرمان الجسد من النوم عبر السهر لساعات ممتدة، إذ يعد النوم بمنزلة الغذاء الذي يحتاج إليه الدماغ والجسد، فالسهر وسوء النوم يدفعان الجسد على أن يتفاعل (عن طريق هرموناته) بشكل غير مستقر وغير متوقع؛ كاضطراب إفراز الأنسولين في الجسم الذي يؤدي بدوره إلى اضطراب طريقة الجسم في التعامل مع السكر أو حرقه ليمد الجسم بالطاقة، وبالتالي يتم تخزينه في الجسم على شكل دهون.
خمول الفص الجبهي

وبيّن الاستشاريان، أن قلة النوم تتسبّب أيضاً في تحفيز العقل على اتخاذ عديد من القرارات الخاطئة، إذ يحدث خمول في الفص الجبهي المسؤول عن اتخاذ القرارات، مما يُفقد الجسم السيطرة على انفعالاته، وهذا يزيد من إقبال الشخص على تناول الطعام، إذ كشفت دراسات علمية مختلفة أن قلة النوم من شأنها أن تترك الفرد جائعاً طوال الوقت، فنقصان النوم يرتبط بزيادة الجوع، وتحفيز الرغبة الشديدة لتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، والكربوهيدرات، وبالتالي زيادة الوزن.

وتابعا: النوم يؤثر في هرمونين رئيسين مرتبطين بالشهية، وهما على النحو الآتي: هرمون جريلين، وهو هرمون الجوع الذي يعد بمكانة إشارة الدماغ لطلب الطعام والإحساس بالجوع وعندما يقل عدد ساعات النوم قد يزداد إفرازه في الجسم ما يعطيك إحساساً بالجوع ويؤدي بك إلى تناول كثير من الطعام وبالتالي زيادة الوزن، أما الهرمون الآخر فهو هرمون اللبتين، وهو هرمون الشبع ويعمل على العكس تماماً من سابقه؛ فهو إشارة الدماغ للإحساس بالامتلاء والشبع، وعند عدم الاكتفاء من النوم يقل معدل إفرازه مما يزيد إحساس الفرد بالحاجة إلى مزيد ومزيد من الطعام، فالأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، لا يعانون زيادة الوزن فحسب، بل يعانون أيضاً من زيادة في مستوى السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وتخزين الدهون.

وأشارا إلى أنه تبيّن من الدراسة، التي قام بها باحثون في جامعة ليدز البريطانية، إلى أن “النوم الأقل قد يعني أكثر بدانة، لا سيما بالنسبة إلى أولئك الذين لديهم نظام غذائي غير صحي، كما تبين أن الذين ينامون ساعات أقل لديهم مستويات أقل من الدهون المسماة (HDL) وهو النوع الجيد من الدهون الذي يساعد على إزالة الدهون السيئة من الدورة الدموية ويحمي – بإذن الله – من أمراض القلب والشرايين.

دوامة اليأس والإحباط
وأوضحا أنه قد بات من الثابت أن مَن يعانون نقصاً واضحاً في ساعات نومهم لا يفقدون الوزن بسهولة، بل إن بعضهم قد يكون من ممارسي الرياضة بانتظام، ويلتزم بنظام غذائي قليل السعرات، إلا أنه لا يفقد وزنه؛ ما يشعره بعدم جدوى ما يفعله، فيدخل في دوامة اليأس والإحباط، ويزهد في الرياضة، ويتوقف عن الالتزام بنظام غذائي، فيزيد وزنه ثم يزيد أكثر، ويفقد الأمل في الوصول إلى وزن مناسب، ويصل إلى نقطة اللاعودة فقط بسبب قلة النوم، لذا فإن خير نصيحة هي إعطاء الجسد كفايته من النوم والراحة في أيام العيد، خاصة أو غيره عامة؛ تفادياً لمشكلات زيادة الوزن.


أخبار مرتبطة