مما يؤدي لخروج السوائل والبروتينات. وتكون العملية كنتيجة لإفراز مواد كالهيستامين (Histamine) ومواد أخرى من الخلايا الخاصة، المسماة خلايا بدينة (Mast cells).
يتم تعريف الحالة بالشرى المزمن، عند استمرارها مدة تزيد عن الـ 6 أسابيع.
أعراض مرض الشرى
تتطور الإصابات خلال دقائق معدودة، وتكون مصحوبة بحكة، وتختفي بعد ساعات دون ترك أثر على تواجدها. تنتقل الإصابات من مكان لآخر. في 50% من الحالات ترافق الإصابات وذمات وعائية (Angioedema) تظهر في الأساس في الجفون أو الشفتين.
قد يتورط جهاز التنفس، في الحالات الخطرة والنادرة، مع انسداد مجرى التنفس وانخفاض ضغط الدم، وصولا لخطر على الحياة (Anaphylaxis – تأق).
أسباب وعوامل خطر مرض الشرى
عوامل عديدة قد تكون من اسباب الشرى:
تلوثات: يمكن أن تكون التلوثات سبب الشَّرى؛ فمن الممكن أن يؤدي تلوث اللوزتين، تجويفات الأنف، كيس المرارة، المثانة، الكلى وتلوثات نسائية (gynecologic)، لنوبات حادة ومزمنة. يصاب الأطفال بنوبات حادة على خلفية تلوث بجرثومة عقديّة (Streptococcus).
جراثيم: يمكن أن تسبب الجراثيم، مثل جرثومة التهاب الكبد طويل الحضانة (Hepatitis B)، التهاب الكبد الشبيه بالذئبة (Hepatitis C)، أو فيروس ابشتاين بارEBV لتطور الشَّرى. يجب التأكد من عدم وجود تلوثات طفيلية، بالأساس تواجد دود في الجهاز الهضمي.
كذلك، يمكن أن تسبب مواد معينة مستنشقة في الهواء (Inhalants)، مثل المُقْتَضِمَةُ المُنْتَسَّة (Dermatophagoides pteronyssinus)، الريش وإلخ، إصابة مرضى معينين بالنوبات .
لقد أعلن عن عدة حالات قامت خلالها جرثومة الملوية البوابية (Helicobacter pylori) الموجودة في جهاز الهضم بعلاج الشَّرى.
أورام: تؤدي اللمفومة وابيضاض الدم، في الأساس، للإصابة بشَرى مزمن لدى البالغين، غير أن الأمر نادر جدًّا
كحول: تكون الكحول هي الأخرى، في حالات متباعدة، مسببًا للشَّرى.
تتواجد أضداد ذاتية (موجهة نحو مركبات الجسم) في دم ثلث المرضى المصابين بالحالة المزمنة، ترتبط هذه الأضداد بالمستقبِلات الموجودة على سطح الخلايا البدينة، مسببة تنشيطها وإفراز الهيستامين، مما يؤدي للشَّرى.
كانت في 14% من حالات الشَّرى المزمن، علاقة لأضداد ذاتية إضافية ضد مركبات الغُدَّة الدرقية.
تحفيزات فيزيائية: تتسبب بما يقارب الـ 20% من مجموع حالات الشَّرى. وتشمل هذه التحفيزات: كتوبية الجلد (Dermatographism)، جهدًا بدنيًّا، ضغطًا نفسيًّا وارتفاعًا بدرجة حرارة البيئة، التعرض للبرد، التعرض للماء، التعرض للشمس، ارتعاش (vibration - اهتزاز) سطح الجلد أو تشغيل ضغط ميكانيكي.
يمكن أن تظهر الوذمة الوعائية كمرافقة للشَّرى أو كحالة بحد ذاتها. تكون الوذمات الوعائية وراثية أو مكتسبة، تحمل أحيانًا خللاً في جزء من الجملة المُتَمِّمَة (Complemen system)، وهي جزء مهم من جهاز المناعة. يؤدي هذا النقص لإطلاق مواد تؤدي لنشوء وذمات صعبة. تتعلق الوذمة الوعائية أحيانًا بأورام عقد اللِّمفا أو سرطان الدم.
إن أسباب الشرى الرئيسية (رد فعل شديد وفوري للحساسية (تأق – Anaphylaxis)) هي أدوية (بالأساس بنسلين - Penicillin)، لسعات النحل وأغذية معينة.
تعتبر الأدوية المسبب الأكثر انتشارا للمرض، ويشكل البنسلين الدواء الأكثر شهرة وانتشارا بينها؛ ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن كل الأدوية قادرة على التسبب برد فعل كهذا، مثال على ذلك، الأدوية المختلفة المستعملة لعلاج فرط ضغط الدم، كذلك الأدوية المضادة للألم، والتي كثيرًا ما تؤخذ بدون وصفة طبيب.
غذاء: إن الغذاء هو المسبب الثاني من ناحية انتشاره. إن الشوكولاطة، المحار، البندق، الفستق، الطماطم، التوت، الشمام، الثوم، البصل، الجبن،لحم الخنزير، البهارات والمضافات الغذائية (Food additive)، كلها قادرة على التسبب بنوبات حادة ومتكررة. يتم، لتشخيص المسبب، اتباع نظام غذائي يعتمد على إضافة تدريجية لمركبات الطعام، إضافة مركب واحد فقط كل مرة, لحين اكتشاف المسبب للمشكلة.
تشخيص مرض الشرى
يشمل التشخيص فحص كل العوامل التي ذكرت سابقا، بواسطة:
السيرة المرضية المتعلقة بالأدوية وعادات التغذية، فحص جسدي شامل، فحوص دم وإفرازات، تصوير مقطعي عند الحاجة. توجد حاجة، في الشَّرى المزمن، لفحص تواجد أضداد في الدم ضد الغدة الدرقية، خصوصًا عند عدم تواجد تجاوب جيد للعلاج. يتم تشخيص الشَّرى الناجم عن ضغط فيزيائي، بواسطة القيام بالتحفيز الملائم وتفحص الطفح الجلدي. يتم تشخيص الوذمة الوعائية الوراثية عن طريق فحوصات لدرجة الجملة المتممة ومركباتها.
تزداد الحاجة للقيام بفحوصات شاملة، كلما طالت مدة الشَّرى دون اكتشاف المسبب له، وذلك لنفي وجود عوامل نادرة مسببة له.
تبقى الإصابات في مرض الشَّرى حتى الـ 24 ساعة. وبعد اختفائها تظهر إصابات بمناطق أخرى في الجسم. يجب القيام بفحوصات أخرى، عند بقاء الإصابات ثابتة في نفس الموضع مدة طويلة، والأخذ بعين الاعتبار القيام باختزاع (biopsy) من مكان الإصابة.
علاج مرض الشرى
إن علاج الشرى الأفضل، إذا عرف المسبب المحدد للمرض، يكون عن طريق الامتناع عن التعرض لهذا المسبب.
إذا لم يكن المسبب معروفًا، خصوصًا في الحالة المزمنة، يمكن أن نعالج المرض بمساعدة أدوية مضادة للهيستامين وقت النوبة، أو لفترة مستمرة أكثر.
في الحالات الصعبة، خصوصا الوذمة الوعائية، تتم إضافة علاج ستيرويدي (steroid). يتم علاج المريض، في حالة التأق، بواسطة حقن الأدرينالين تحت الجلد، وبعد ذلك إبقاؤه في المستشفى لتلقي علاج داعم يناسب حالته.