تاريخ النشر 8 مايو 2021     بواسطة الدكتور سعود علي آل سليس     المشاهدات 1

الفيروس المخلوي التنفسي.

الـفيروس المخلوي التنفسي (RSV - Respiratory Syncytial Virus) هو فيروس يسبب تلوث مجاري التنفس العلوية والرئتين. هو شائع جدا ويصيب معظم الأطفال قبل بلوغ السنتين من العمر. أما لدى الأطفال الكبار والبالغين فهو يؤدي للإصابة بنزلة برد خفيفة فقط ولا توجد حاجة لعلاج خاص بهذا المرض. قد يكون التلوث با
لـ RSV خطيرا في قسم من الحالات، وخاصة لدى الخدّج، الأطفال الرضع المصابين بالأمراض الخلفية أو البالغين الذين يعانون من مرض في جهاز التنفس أو القلب.

أعراض الفيروس المخلوي التنفسي
تظهر أعراض الإصابة بالفيروس بعد ما يقارب الـ 4-6 أيام من التعرض للفيروس.
أعراض إصابة البالغين
لدى البالغين والأطفال الكبار تشبه هذه الأعراض، أعراض نزلة البرد الخفيفة، وهي تشمل:
احتقان في الأنف ونزلة البرد (Catarrh)
سعال جاف
ارتفاع بسيط بحرارة الجسم
ألم في الحنجرة
آلام رأس
وشعور عام بالمرض، مصحوب بضعف وتململ (Restlessness).
في حالات الإصابة الجدية، قد يؤدي فيروس الـ RSV لتلوث مجاري التنفس السفلية والتسبب بالتهاب رئوي أو التهاب القصيبات الهوائية (Bronchiolitis).

في مثل هذه الحالات يكون ظهور الأعراض أكثر حدّة  ويشمل:
حرارة مرتفعة
سعال شديد
أصوات صفير خلال التنفس، وخاصة عند إخراج هواء الزفير (أزيز –Wheezing).
التنفس بسرعة، وصعوبة في التنفس، مما يؤدي لتفضيل المريض لحالة الجلوس على الاستلقاء
مظهر مزرورق للجلد بسبب قلة الأوكسجين في الدم – زُراق (Cyanosis)
أعراض إصابة الأطفال
يتأثر الأطفال الرضع بشكل خاص من الـ RSV ويمكن ملاحظة الجهد الكبير الذي يبذلونه من أجل التنفس خلال الإصابة بالمرض – يدخل الجلد الواقع بين الأضلاع إلى الداخل (يُشفط)، يصبح التنفس سريعا، سطحيا ومصحوبا  بالسعال.
بالنسبة للرضع الأكبر سنا، لا نلاحظ وجود أعراض تنفسية، لكن  تكون هناك صعوبة بإطعامهم، كما يتسمون باللا مبالاة والعصبية.

في معظم الحالات يكون الشفاء تلقائيا خلال أسبوع إلى أسبوعين، ولا يحتاج للمكوث في المستشفى. من الممكن أن تشكّل حالات الإصابة شديدة الخطورة على حياة المصاب، وتستلزم المكوث في المستشفى من أجل إعطاء العلاج والمراقبة الطبية.

أسباب وعوامل خطر الفيروس المخلوي التنفسي
يتسلل الفيروس للجسم عن طريق الأنف، الفم، أو العينين.

كيف ينتقل الفيروس؟
هو ينتقل بسهولة عند انتقال الإفرازات الملوثة بالفيروس مثل سائل المخاط أو اللعاب، وذلك عن طريق الاستنشاق أو اللمس المباشر، مثلا عند المصافحة باليد.

يستطيع الفيروس الصمود والبقاء على قيد الحياة لعدة ساعات فوق الأسطح أو الأغراض. وعند ملامسة الغرض الملوث وبعدها لمس العينين أو الفم، من الممكن أن تصيبنا العدوى.
في الأيام الأولى بعد ظهور المرض، يكون الشخص في المرحلة الأكثر احتمالا لنقل العدوى للآخرين، لكنه يكون قادرا على نقلها أيضا حتى بعد عدة أسابيع.

الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس
كما ذكرنا، حتى جيل سنتين، تصاب الأغلبية المطلقة من الأطفال بالـ RSV. يعتبر الأطفال الموجودون في مراكز الرعاية اليومية، رياض الأطفال، أو الذين يذهب إخوانهم للمدرسة، أكثر عرضة للإصابة بالفيروس. كذلك الأطفال الرضـّع المنكشفون على تلوث الهواء أو دخان السجائر، فإنهم في دائرة الخطر الشديد. يزداد وجود هذا  الفيروس بشكل خاص خلال فصلي الخريف والشتاء.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض خطير:
الأطفال الرضع دون سن الستة  أشهر.
الأطفال الرضع تحت جيل السنة، الذين ولدوا قبل موعدهم، أو الذين يعانون منذ الولادة من أمراض القلب أو الرئة.
الأطفال ذوي  جهاز المناعة الضعيف بسبب الإصابة بأمراض مختلفة أو بسبب العلاجات الكيميائية.
المسنون
البالغون الذين يعانون من قصور القلب أو الداء الرئوي المسد المزمن.
البالغون من ذوي جهاز المناعة الضعيف بسبب الإصابة بمرض، أو بعد زرع الأعضاء أو العلاجات الكيميائية.
مضاعفات الفيروس المخلوي التنفسي
الاستشفاء (المكوث في المستشفى): هناك حاجة للمكوث في المستشفى عند الإصابة بالمرض بشكل حاد، وذلك من أجل الخضوع للإشراف الطبي، ومن أجل تسهيل عملية تنفس المريض وإعطائه سوائل عن طريق الوريد عند الحاجة.
الالتهاب الرئوي أو التهاب القصيبات: من الممكن أن ينتقل الفيروس من جهاز التنفس العلوي إلى السفلي، ويسبب مرضا خطيرا في تلك المنطقة.
التهاب الأذن الوسطى (Otitismedia): من الممكن أن يؤدي انتقال الفيروس إلى منطقة ما بعد الطبلة في الأذن لحصول التهاب فيها.
تشخيص الفيروس المخلوي التنفسي
يعتمد تشخيص الفيروس المخلوي التنفسي بشكل عام على الحالة السريرية (المرضية) للمريض، مع الإصغاء لصوت الرئتين، قياس إشباع الدم بالأوكسجين، إجراء فحوص الدم التي قد تشير لوجود تلوث فيروسي، تصوير إشعاعي للصدر، وعند الحاجة  إجراء فحص لعينة مأخوذة من داخل الأنف.

علاج الفيروس المخلوي التنفسي
تعتبر المضادات الحيوية غير مفيدة في هذه الحالة، وذلك لأن التلوث هو تلوث فيروسي وليس جرثوميا (بكتيري).
يتم استخدام المضادات الحيوية فقط عند حصول تلوث جرثومي موضعي بسبب الـ RSV.
العلاج الدوائي الموصى به هو أدوية خفض الحرارة وتسكين الآلام التي تباع دون وصفة طبية، مثل الأدوية المعتمدة على مادة الباراسيتامول (Paracetamole) أو الإيبوبروفين (Ibuprofen).

من المفضل بالإضافة لذلك أن يتم ترطيب الهواء بمساعدة جهاز بخار، والمحافظة على وضعية الانتصاب التي تسهل عملية التنفس، التشديد على شرب السوائل، رش قطرات مِلحية (Saline) بمساعدة بخاخ للأنف لتسهيل التنفس، والامتناع عن تدخين السجائر.
في الحالات الصعبة التي تستدعي المكوث في المستشفى، يتم إعطاء المريض دعما تنفسيا من خلال استنشاق البخار، وحتى التنفس الاصطناعي عن طريق جهاز خاص.
هنالك خلاف حول استخدام استنشاق المواد التي تحتوى على عناصر مـُوسّعة للشُعب الهوائية وأدوية مضادة للفيروسات. لكن هذا الأسلوب يُستخدم في عدد من المستشفيات كجزء من العملية العلاجية.

الوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي
اليوم، ليس هنالك تطعيم للوقاية من الإصابة بالفيروس، لكن بإمكان بعض الخطوات البسيطة أن تساعد على منع انتشار فيروس الـ RSV:

غسل اليدين بوتيرة مرتفعة: يجب التشديد على هذا الأمر، خصوصا قبل ملامسة الأطفال الرضع في البيت، بالإضافة لتعليم الأطفال الآخرين في البيت أهمية غسل اليدين.
الامتناع عن التعرض للفيروس: يجب الامتناع عن تعريض الرضّع دون جيل الشهرين أو الخدّج لأي شخص مصاب بارتفاع حرارة الجسم أو الزكام.
الاهتمام بالحفاظ على النظافة: التشديد على النظافة العامة في المنزل، خصوصا أدوات الطعام، المطبخ، غرف الحمّام والمراحيض. عند إصابة أحد الأطفال بالبرد، يجب الاهتمام برمي المناديل الورقية المستعملة فورا في سلة المهملات.
عدم الاشتراك بالشراب أو الكوب مع الآخرين: الاهتمام بأن يكون لكل فرد في العائلة كوبا خاصا به، يشرب منه هو فقط.
الامتناع عن التدخين: يزيد دخان السجائر من مخاطر الإصابة، وحتى التعرض لمرض أكثر خطورة. لذلك، يمنع التدخين على مقربة من الأطفال الرضع.
تنظيف الألعاب: الاهتمام والتشديد على تنظيف الألعاب كجزء من الروتين اليومي.
هنالك علاج بمادة الـ Palivizumab، وهو مخصص للأطفال المعرضين بنسبة عالية لمخاطر الإصابة بفيروس الـ RSV المعقد.

يتم إعطاؤه من خلال حقنة مرة بالشهر، على مدار موسم الذروة لانتشار الفيروس. ثبت أن هذا العلاج يقلل من احتمالات الإصابة، كما أنه يختصر مدة المرض وأيام العلاج والمكوث في المستشفى اللازمة في أعقاب هذه الإصابة.


أخبار مرتبطة