في بريطانيا ونشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences فقد درس الباحثون 26 متطوعاً حرموا من النوم الجيد لمدة أسبوع وسُمح لهم بالنوم نوماً طبيعياً في الأسبوع الآخر، وجمع الباحثون عينات الدم بعد كل تجربة وقاموا بتحليلها لمعرفة نشاط الجينات المختلفة. وجد الباحثون في عينة الدراسة أن النوم لأقل من 6 ساعات أثر على نشاط أكثر من 700 جين. كما أن الجينات تتبع من خلال الساعة البيولوجية إيقاعاً يومياً يزيد من ظهورها ونشاطها خلال أوقات معينة في اليوم (24 ساعة). وجد الباحثون أن عدد الجينات التي يزيد نشاطها تبعاً للإيقاع اليومي نقص من 1885 إلى 1481 جيناً في الأسبوع الذي نقص فيه عدد ساعات النوم. نتائج هذه الدراسة تفتح آفاقاً علمية واسعة لفهم علاقة نقص النوم بالكثير من الأمراض العضوية وتساعد على فهم وظائف الجينات المختلفة في الجسم.
ويزيد من احتمالات الإصابة بنزلات البرد
المثبت علميًا أن نقص ساعات النوم يضعف مناعة الجسم ضد الالتهابات والعدوى. ويعتقد المختصون أن نقص النوم يزيد من احتمالات الإصابة بنزلات البرد. وقد أثبتت ذلك عدة دراسات سابقة. من أحدها، بحث درس فيه الباحثون عدد ساعات نوم 153 متطوعًا لمدة أسبوعين متتاليين. بعد ذلك تم عزل المتطوعين في غرف خاصة وتم تعريضهم لفيروس الزكام (Rhinovirus)عن طريق وضع نقط في الأنف. وخلال الأيام الخمسة التالية راقب الباحثون ظهور أعراض الزكام عند المتطوعين، وكذلك قياس الأجسام المضادة ضد الفيروس في الدم وزراعة إفرازات الأنف. النتائج أتت مثيرة جدًا؛ حيث وجد الباحثون أن النوم لساعات أقل يزيد احتمال الإصابة بالزكام. وأظهرت النتائج أن الإصابة بالزكام كانت أعلى بثلاث مرات عند الذين ناموا أقل من سبع ساعات مقارنة بالذين ناموا ثماني ساعات أو أكثر. يمكن تفسير هذه النتائج بأهمية النوم وتأثيره في الجهاز المناعي في الجسم حيث تختل وظائف الخلايا المناعية وكذلك إفراز المواد المؤثرة في الالتهابات. ما سبق يُظهر سببًا آخر لأهمية الحصول على نوم كافٍ وخاصة عند الأطفال الذين هم أكثر عرضة لنزلات البرد وخاصة في الأجواء الباردة.
بقلم أ. د. أحمد سالم باهمام