أميركا وماليزيا دراسات أجريت حول عدد من الثمار الطبيعية التي ثبتت فعاليتها في رفع المناعة عند الإنسان إلى جانب تأثيرات أخرى ترفع من جودة الحياة عند المرضى.
وشارك في الندوة الإنترنتية عدد من العلماء والباحثين من جامعة الملك عبد العزيز بجدة وجامعة أم القرى بمكة المكرمة وكلية ألباني للصيدلة والعلوم الطبية بأميركا وجامعة سينز بماليزيا، كما تفاعل معها تسجيلا، ومتابعة، حوالي ألفي مشارك من أساتذة الجامعات والعاملين الصحيين وأفراد المجتمع. وقد كانت الندوة معتمدة بساعات تعليمية من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
التمور
تحدثت الأستاذة الدكتورة سعاد خليل الجاعوني استشارية أمراض دم وأمراض دم وأورام أطفال المشرفة ورئيسة كرسي ومركز التميز البحثي للطب النبوي التطبيقي ورئيسة اللجنة الاستشارية العليا للندوة - عن حقائق مبهرة عن جهاز المناعة. وأشارت إلى أن جهاز المناعة يتأثر سلبا بالضغوط النفسية كالحزن والقلق والخوف، والنوم المضطرب، والكسل وقلة الحركة، والإرهاق، واستعمال بعض الأدوية والتدخين والمخدرات. كما تطرقت إلى مجموعة من الأغذية التي ترفع المناعة، وأهمها التمور التي كانت الغذاء الوحيد لكثير من الدول عبر التاريخ، فهي غذاء مثالي ذو جودة عالية.
التمور تحتوي على عدد كبير من المعادن المهمة مثل الحديد، النحاس، الكبريت، المنجنيز، السيليكون، كلورين، نياسين، صوديوم، كالسيوم، ومغنيسيوم إضافة إلى كميات عالية من الألياف. ووفقا لدراسة حديثة نشرت العام الماضي 2019 في مجلة (Current drug Discovery Technologies، 2019. 16. 2 10)، فالعجوة، وبشكل خاص «عجوة العالية»، غذاء متكامل وتعتبر مضادة للسرطان وللأكسدة وللسموم وتزيد الخصوبة. ووفقا لدراسة أخرى نشرت في مجلة (African Journal of Biotechnology vol 11. no 2)، فبالإضافة إلى أن التمور مضادة للأكسدة فقد ثبت أنها أيضا تقلل من الالتهابات الجرثومية، وأن عجوة المدينة تقضي على التهاب السودوموناس وهو عادة غير قابل للعلاج بالمضادات الحيوية.
وفي دراسة إكلينيكية استمرت أكثر من 12 سنة، نشرت نتائجها أخيرا في مجلة علمية موثقة (Integrative Cancer Therapies، 2019)، أجريت في وحدة أورام الأطفال بكلية الطب جامعة الملك عبد العزيز. ظهر انخفاض في نسبة دخول المستشفى للمرضى الذين يعانون من نقص المناعة والالتهابات وارتفاع الحرارة لدى المجموعة التي أخذت العجوة (5 مرات في السنة) مقارنة بالمجموعة التي لم تأخذ العجوة (17 مرة في السنة)، وأن نسبة الالتهابات لدى المجموعة الأولى قلت (1.1 في المائة) عن المجموعة الثانية (5.1 في المائة)، وأيضا انخفضت نسبة الوفيات بين مستخدمي العجوة عن غيرهم، خلال اثنتي عشرة سنة من الدراسة، مع انخفاض التعرض لمضاعفات العلاج وارتفاع جودة الحياة وزيادة نسبة الشفاء.
وفي الرطب تصل نسبة الماء إلى 52 في المائة، والكربوهيدرات إلى 27 في المائة، وتقل نسبة السعرات الحرارية وترتفع نسبة الألياف وحمض الفوليك. وبذلك يعوض الرطب الجسم بالسوائل أكثر ويجنب العطش عند تناوله في وجبتي الإفطار والسحور، على عكس التمر الذي تقل فيه نسبة الماء إلى 12 في المائة وترتفع نسبة الكربوهيدرات إلى 57 في المائة وكذلك السعرات الحرارية بينما تنخفض نسبة الألياف وحمض الفوليك.
العسل والمناعة
لماذا يُعتبر العسل مقويا مناعيا جيدا؟ أوضحت البروفسورة نور حياتي عثمان رئيسة الأكاديمية الدولية لعلم الأمراض جامعة سينز ماليزيا، والحاصلة على جائزة الشيخ زايد للطب النبوي لعام 2019 – أن العسل معزز مناعي قوي خصوصاً الآن في جائحة كورونا لأنه غذاء يحتوي على عناصر غذائية أساسية غنية بالماء، السكر (فركتوز، غلوكوز، سكروز)، بروتينات وأحماض أمينية، فيتامينات ومعادن. ومن الفيتامينات المهمة ثيامين، رايبوفلافين، نياسين، حمض البانتوثينيك، بايريدوكسين (بي6) وحمض أسكوربيك (سي). ومن أهم المعادن الكالسيوم النحاس، الحديد، مغنيسيوم، منغنيز، فوسفور، صوديوم وزنك. ويعتبر العسل من أقوى مضادات الأكسدة فهو عالي النشاط لاحتوائه على الفينول، فلافونول، أنثوسيانيدينسون آيسوفلافون، بينوسيمبرين، كريسين، جالانجين، لوتولين، كيرسيتين، كيمفرول وأبيجينين.
ومن حيث تناول العسل كل يوم، تشير إلى دراسة نُشرت في مجلة (الغذاء الطبي 6: 135 - 40)، خضع فيها عشرة أشخاص لحمية غذائية بشكل منظم بالإضافة إلى 1.2 غرام من العسل - لكل كلغم من وزن الجسم يومياً لمدة أسبوعين. ومن ثم أظهرت عينات الدم المأخوذة منهم ما يلي: زيادة فيتامين سي بنسبة 47 في المائة، زيادة بيتا كاروتين بنسبة 3 في المائة، زيادة حمض اليوريك بنسبة 12 في المائة، ارتفاع مصل النحاس بنسبة 33 في المائة، زيادة مصل الحديد بنسبة 20 في المائة، انخفاض الفيريتين بنسبة 11 في المائة، زيادة الخلايا الوحيدة بنسبة 50 في المائة، انخفاض الغلوبولين المناعي في المصل بنسبة 34 في المائة.
كيف يعزز العسل المناعة؟ تجيب البروفسورة نور حياتي بأن الدليل العلمي يتضح ويزداد انتشاره يوما بعد يوم مؤكدا أن العسل مقوٍ مناعي طبيعي، وعامل مضاد للالتهابات طبيعي، ومضاد حيوي للميكروبات طبيعي، إذا تم تناوله بمقدار 20 غراما [ملعقة كبيرة مرتين يومياً].
> أولا: العسل مقوٍ طبيعي للمناعة إن الدلائل العلمية العديدة تثبت أن العسل معزز مناعي طبيعي:
- يحفز إنتاج الأجسام المضادة خلال الاستجابات المناعية الأولية والثانوية ضد المستضدات المعتمدة على الغدة الصعترية والمستقلة عن الغدة الصعترية في الفئران المحقونة بخلايا الدم الحمراء من الأغنام ومضاد إي - كولي.
- أظهر استهلاك 80 غراماً يومياً من العسل الطبيعي لمدة 21 يوماً أن مستوى البروستاغلاندين مقارنة بالأشخاص العاديين كان مرتفعاً في مرضى الإيدز.
- تناول العسل يساعد في زيادة إنتاج الأجسام المضادة في الاستجابات المناعية الأولية والثانوية.
- يحفز العسل إنتاج السيتوكين الالتهابي من الخلايا الوحيدة، سايتوكين.
- يزيد عسل «مانوكا» وعسل والمراعي والشجيرات الهلامية زيادة كبيرة في إطلاق خلايا مناعية عند مقارنتها بالخلايا غير المعالجة والمعالجة بالعسل الاصطناعي (P ـ 0.001).
- يحفز مكون 5.8 (كي دي أي) من عسل مانوكا إنتاج السيتوكين من الخلايا المناعية.
> ثانيا: العسل عامل طبيعي مضاد للالتهابات:
- تحسن الرضع الذين يعانون من التهاب الجلد الناتج عن الحفاظات بشكل ملحوظ بعد الاستخدام الموضعي لخليط يحتوي على العسل وزيت الزيتون وشمع النحل بعد 7 أيام.
- يوفر العسل راحة كبيرة من أعراض السعال عند الأطفال المصابين بعدوى الجهاز التنفسي العلوي.
- أثبت العسل فعاليته في إدارة التهاب الجلد والصدفية المكملة
- التطبيق الموضعي للعسل الطبيعي هو علاج بسيط وفعال من حيث التكلفة في علاج سرطان الغشاء المخاطي للإشعاع.
- أظهر 8 من كل 10 مرضى بالتهاب الجلد وخمسة من ثمانية مرضى بالصدفية تحسنا كبيرا بعد أسبوعين على مرهم العسل المكمل.
- تقرير حالة لمريض كان يعاني من انحلال البشرة المزمن التصحيحي الفقاعي لمدة 20 عاماً شُفي بضماد العسل المشرب في 15 أسبوعاً بعد فشل الضمادات والكريمات التقليدية.
- قلل الاستخدام المحلي للعسل الخام على الجروح المصابة علامات الالتهاب الحاد.
- عسل توالانغ يحمي الخلايا الكيراتينية من الالتهابات التي تسببها الأشعة فوق البنفسجية وتلف الحمض النووي.
> ثالثا: العسل مضادات ميكروبات طبيعي. تعمل آلية الجراثيم من خلال الاضطراب في آلات انقسام الخلايا. وقد ظهر أن:
- العسل فعال أيضاً ضد المكورات العنقودية المخثرة سلبية المفعول.
- النشاط المضاد للميكروبات للعسل أقوى في الوسط الحمضي منه في الوسط المحايد أو القلوي.
- عند استخدام العسل مع المضادات الحيوية، جنتامايسين، يعزز نشاط مكافحة المكورات العنقودية الذهبية بنسبة 22٪.
- عندما يضاف العسل إلى مستنبت البكتيريا، يتأخر ظهور النمو الميكروبي على ألواح الاستزراع.
- لا تنمو الفطريات في أوساط استزراع تحتوي على 10٪ و20٪ من العسل.
- العسل فعال في قتل البكتيريا الصلبة مثل العدوى الزائفة الزنجارية.
كما تبين أن العسل له خصائص مضادة للفيروسات:
- تبين أن العسل أفضل من العلاج بالأسيكلوفير على المرضى الذين يعانون من الهيربس المتكرر. وحالتين من الهيربس الشفوية وحالة واحدة من التناسلية تم علاجها تماماً باستخدام العسل بينما لم ينجع العلاج بالأسيكلوفير، كما أعطى تطبيق العسل الموضعي للعسل نتائج أفضل بنسبة 30 - 40 ٪ من الأسيكلوفير لعلاج آفات الهيربس البسيط المتكرر.
- باستخدام مزارع خلايا كلى القرود المصابة بفيروس الحصبة الألمانية، كان للعسل نشاط جيد ضد الحصبة الألمانية.
- العسل للسعال الحاد عند الأطفال.
- النشاط المضاد لفيروس العوز المناعي البشري، من ثمانية أنواع من العسل الإيراني المنتج من نوع واحد من الزهور.
الحبة السوداء... براءات اختراع وفوائد جمة
> تحدث البروفسور شاكر موسى، زميل الكلية الأميركية لأمراض القلب وزميل الأكاديمية الوطنية للكيمياء الحيوية السريرية أستاذ علوم الصيدلة ورئيس معهد البحوث الصيدلانية في كلية ألباني للصيدلة والعلوم الصحية أميركا– عن مفعول الحبة السوداء أو حبة البركة (الثيموكينون Thymoquinone) في المناعة والالتهابات والأمراض المعدية والتأثير على إدارة كوفيد - 19. حيث تعمل حبة البركة على تعزيز المناعة، الوقاية العصبية، مضاد للالتهابات، مسكن للألم، الوقاية من أمراض الرئة والكبد والأعصاب والجهاز الهضمي وخفض الضغط ومضاد للأكسدة والسرطان والسكر. ويكمن تأثير حبة البركة المحتمل على كوفيد - 19 من خلال عملها كمضاد للالتهابات ومعزز للمناعة.
وهناك عدد من براءات الاختراع الأميركية في حبة البركة:
- بابيش وآخرون. تركيبات من حبة البركة، مضاد للالتهابات، براءات الاختراع الأميركية (إيثاكا، نيويورك). [مستخلصات ثاني أكسيد الكربون من مسحوق الحبة السوداء، إنتاج مواد من حبة البركة في السمنة وفقدان الوزن والسكري ومضادات الأكسدة]
- غرين وآخرون. التركيب المضاد للميكروبات وطرق استخدامه، براءة اختراع أميركية 7.258.878؛ 2007، شركة نينها وكمبرلي - كلارك العالمية، [للخميرة والعدوى الفطرية].
- مادهافامينون وآخرون. تكوين بذور حبة البركة لعلاج اضطرابات القلق والتوتر والنوم مع خصائص تحسين الذاكرة الرئيسة وعملية إنتاجها. براءة الاختراع الأميركية 10.485، 837؛ 2019. شركة المواد العطرية والنكهات المحدودة (كيرالا، إن). مستخلص الكمون الأسود سي أو زيت أو مسحوق لاضطرابات الجهاز العصبي المركزي].
- شاهين وآخرون (2019)، إمكانات مضادة للسرطان مستهدفة ضد خلايا الورم الدبقي من الثيموكينون التي يتم طرحها عن طريق تكوينات نانوية من قشور السيليكا الأساسية مع إطلاق يعتمد على الأس الهيدروجيني.
- عطا وآخرون (2018)، مركب ثايموكينون في حبة البركة يخفف من اعتلال عضلة القلب في الجرذان المصابة بداء السكري.
- الفار وآخرون (2018)، الأدوار الوقائية لتكوينات الثيموكينون النانوية: المغذيات النانوية المحتملة في الأمراض البشرية.
- عطا وآخرون (2017)، مركب ثايموكينون في حبة البركة يهزم الضرر الخصوي الناجم عن مرض السكري في الفئران التي تستهدف مضادات الأكسدة والأروماتيز والالتهابات.
- موراليدهاران شاري وآخرون (2016)، ينظم مركب ثايموكينون في حبة البركة تخثر الدم في أنابيب المختبر من خلال تأثيره على التهابات ومسارات التخثر.