لكن قد تكون اللوكيميا عند الأطفال على حساب الكريات الحمراء أو الصفيحات، حيث يبدأ الابيضاض من نقي العظم ثم ينتشر إلى الدم ومن هناك يذهب إلى العقد اللمفاوية والطحال والكبد والجملة العصبية المركزية والخصيتين وباقي الأعضاء الأخرى.
أنواع اللوكيميا عند الأطفال
تنقسم اللوكيميا عند الأطفال إلى الابيضاض الحاد والابيضاض المزمن ويعتبر الابيضاض المزمن نادر الحدوث جدًا عند الأطفال، أما الابيضاض الحاد فيقسم إلى الابيضاض اللمفاوي الحاد (ALL) والابيضاض النقوي الحاد (AML).
عادةً ما يتم تصنيف الابيضاض حسب مظهر الخلايا تحت المجهر، حيث تؤخذ الخلايا من نخاع العظم ويتم تلوينها بملونات خاصة ليتمكن الطبيب من مشاهدتها ومن ثم تحديد نوع الابيضاض، وهذا الأمر هام جدًا لأن كل صنف له معالجة وإنذار مختلفان عن غيره:
1. ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد
هو سرطان ناجم عن حدوث خلل في الخلايا المكونة للمفاويات وهي إحدى أنواع كريات الدم البيضاء، حيث يشكل ما يقارب 75% من حالات اللوكيميا عند الأطفال ويعتبر أكثر أنواع السرطانات انتشارًا في الطفولة المبكرة، كما أن ذروة حدوثه بعمر 2-3 سنوات وتكون إصابة الذكور أكثر من الإناث.
2. ابيضاض الدم النقوي الحاد
هو سرطان الدم الذي ينجم عن وجود خلل ما في كل من: الخلايا المكونة لكريات الدم الحمراء، أو الخلايا المكونة للصفيحات، أو الخلايا المكونة للوحيدات، أو الخلايا المكونة للمحببات (الوحيدات والمحببات من أنواع كريات الدم البيضاء)، وهو يشكل 25% تقريبًا من سرطان الدم عند الأطفال، ويعتبر من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا خلال أول سنتين من العمر ويقل حدوثه عند الأطفال الأكبر وتكون إصابة الذكور والإناث متساوية.
أعراض اللوكيميا عند الأطفال
من أهم أعراض وعلامات اللوكيميا عند الأطفال:
التعب والشحوب حيث يشكو الطفل من التعب الشديد ويبدو شاحبًا بسبب فقر الدم.
الحمى مع الالتهاب الفيروسي أو الجرثومي بسبب نقص كريات الدم البيضاء، وحتى لو كان عدد كريات الدم البيضاء مرتفعًا فإنها كريات غير سليمة وغير قادرة على القيام بوظيفتها الدفاعية.
بقع حمراء على الجسم تشبه رأس الدبوس، والكدمات، وسهولة النزف بسبب نقص الصفيحات.
الآلام العظمية التي تتطور عند ثلث الأطفال المصابين بالابيضاض.
تضخم الكبد والطحال مما يؤدي إلى بروز البطن.
تضخم العقد اللمفاوية في الرقبة وتحت الإبط وفي المنطقة المغبنية وأحيانًا داخل الصدر (تكشف بصورة الصدر الشعاعية).
تضخم الغدة الزعترية (Thymus gland) وهي موجودة في الصدر وقد تضغط على الرغامى مسببة حدوث السعال وضيق التنفس وأحيانًا الاختناق.
الصداع والتقيؤ والاختلاج، وذلك في حالات انتشار الابيضاض إلى الجملة العصبية المركزية.
تضخم اللثة مع الألم والنزف منها في حالة الابيضاض النقوي الحاد، وقد يؤدي انتشار خلايا الابيضاض على الجلد لظهور بقع داكنة تشبه الطفح.
عوامل خطر الإصابة باللوكيميا عند الأطفال
يقصد بعوامل الخطر الأمور التي تزيد فرصة الطفل للإصابة بسرطان الدم وأهم عوامل خطر اللوكيميا عند الأطفال:
الإصابة ببعض المتلازمات الوراثية، مثل: متلازمة داون، ومتلازمة بلوم، ومتلازمة كلاينفلتر، وداء الأورام الليفية العصبية.
العوامل البيئية، مثل: التعرض للإشعاع حيث لوحظ أن تعرض الجنين خلال أشهر الحمل الأولى لكميات كبيرة من الإشعاع تزيد فرصة إصابته بابيضاض الدم بمقدار 5 أضعاف.
المعالجة الكيميائية أو الإشعاعية حيث أن معالجة الأطفال من سرطان آخر بواسطة العلاج الكيميائي أو الإشعاعي يزيد احتمال الإصابة بالابيضاض.
حالات العوز المناعي مثل نقص غلوبولين الدم الخلقي (Hypogammaglobulinemia).
الأخ أو الأخت التوأم للطفل المصاب بالابيضاض تزيد فرصة إصابته بمقدار 2-4 أضعاف النسبة الطبيعية.
تشخيص اللوكيميا عند الأطفال
يتم التشخيص اعتمادًا على الفحص السريري إضافة إلى الفحوص المخبرية، حيث أن عدد وأنماط الخلايا ومظهرها تحت المجهر يجعل الطبيب يتوقع وجود الابيضاض.
يلاحظ عادة ارتفاع شديد في كريات الدم البيضاء (وقد تكون كريات الدم البيضاء ناقصة أحيانًا) ونقص كريات الدم الحمراء ونقص الصفيحات، ويكون العديد من كريات الدم البيضاء على شكل أرومات (وهو نمط من الخلايا يوجد في الحالة الطبيعية في نخاع العظم فقط) ورغم ذلك فإن هذه المظاهر كلها تقترح وجود الابيضاض.
لا يتم تأكيد التشخيص إلا بإجراء بزل نقي العظم أو خزعة العظم، ويظهر بزل نقي العظم (الذي يؤخذ من عظم الورك) وجود تكاثر شديد في الأرومات (الخلايا المكونة للكريات البيضاء) ويتم من خلاله إثبات التشخيص وتحديد نوع الابيضاض.
هناك عدة فحوص مخبرية أخرى تجرى أحيانًا، ومنها:
فحص وظائف الكبد والكلية وذلك استعدادًا لمعالجة الابيضاض.
البزل القطني حيث تؤخذ عينة من السائل الدماغي الشوكي لتحديد إن كانت الخلايا السرطانية قد وصلت إلى الدماغ والحبل الشوكي أم لا.
خزعة العقد اللمفاوية.
الفحوص الكيماوية الخلوية المناعية التي تجرى لتصنيف الابيضاض.
الدراسات التصويرية، مثل: صورة الصدر، والتصوير المقطعي (CT-scan)، والرنين المغناطيسي (MRI)، وتصوير العظم وتجرى في حالات خاصة يحددها الطبيب.
التصوير المقطعي (CT scan) لتحديد مدى امتداد المرض وإصابة الجهاز العصبي المركزي.
علاج اللوكيمياعند الأطفال
عادةً ما يتم علاج اللوكيميا عند الأطفال من خلال اتباع كل من الآتي:
المعالجة الهجومية التي تعطى بعد تشخيص المرض مباشرة والهدف منها القضاء على الخلايا الابيضاضية في النقي، وتستخدم لهذا الغرض بعض الأدوية الكيميائية.
المعالجة الوقائية للجملة العصبية المركزية لمنع نكس المرض فيها.
المعالجة الداعمة (المستمرة) وهي الاستمرار في إعطاء الأدوية الكيماوية لمنع نكس المرض.
المعالجة الإشعاعية وتستخدم أحيانًا للقضاء على خلايا الابيضاض في السحايا والخصية وفي حالات نادرة عند انضغاط الرغامى.
معالجات أخرى مساعدة، مثل: نقل الصفيحات الدموية، ونقل الدم أو إعطاء المضادات الحيوية، وتحسين الحالة العامة.
إن الأدوية الكيماوية قادرة على قتل الخلايا السرطانية لكنها تقتل معها بعض الخلايا السليمة لهذا قد تحدث تأثيرات جانبية غير مرغوبة قد تكون شديدة أحيانًا وأهم هذه التأثيرات الجانبية:
الغثيان والتقيؤ.
تساقط الشعر.
ضعف المقاومة للالتهاب بسبب نقص الكريات البيضاء.
متلازمة انحلال الورم وهي من المضاعفات الهامة للمعالجة حيث تتلف الخلايا السرطانية بسرعة عند بدء المعالجة الكيماوية وتؤدي إلى ارتفاع شديد في حمض اليوريك وقد تسبب الفشل الكلوي إن لم يتم تدبيرها بسرعة.
تقرحات الفم واعتلال الأعصاب وقرحات مخاطية.
تثبيط النقي وهذا يسبب فقر الدم والنزف وكثرة الإصابة بالالتهابات مثل ذات الرئة.
هل يحدث نكس للمرض؟
هل من الممكن أن يحدث نكس لمرض اللوكيميا عند الأطفال؟
نعم يمكن أن ينكس الابيضاض، ويحدث النكس في أي منطقة من الجسم، ولكن نقي العظام هو أكثر الأماكن التي يحدث النكس فيها لذلك يتم فحصه دوريًا للتأكد من عدم النكس، كذلك قد يحدث النكس في الجملة العصبية المركزية ويؤدي ذلك إلى: الصداع، والتقيؤ، والوسن، والاختلاج، وارتفاع الضغط داخل القحف، وقد يحدث النكس أيضًا في الخصية ويتجلى ذلك على شكل كتلة في الخصية غير مؤلمة.
ما هو إنذار المرض؟
يقدر معدل الشفاء الكلي في ابيضاض الدم اللمفاوي الحاد حوالي 85%، أما في ابيضاض الدم النقوي الحاد فيقدر معدل الشفاء بحدود 50%، وهناك عوامل عديدة تؤثر على الإنذار منها:
نوع الابيضاض.
عمر الطفل عند التشخيص.
تعداد الكريات البيضاء.
وجود شذوذات صبغية مرافقة.