تاريخ النشر 29 ابريل 2021     بواسطة الدكتورة ناهد علي شربيني     المشاهدات 1

استرواح الصدر: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

يمكن أن يكون استرواح الصدر، والمعروف بانكماش الرئتين، مؤلمًا وخطيرًا. في الجسم الطبيعي، تلامس الرئتان جدار الصدر، ويحدث استرواح الصدر عند دخول الهواء المسافة بين جدار الصدر والرئة، والتي تسمى المسافة الجنبية. يؤدي ضغط هذا الهواء إلى انكماش كامل الرئة، أو جزء منها فقط، وقد يضغط هذا الانكماش على
القلب، ما يسبب المزيد من الأعراض.

أسباب استرواح الصدر
يتم تصنيف أسباب استرواح الصدر إلى عفوي أولي أو عفوي ثانوي أو رضحي.

استرواح الصّدر العفوي الأولي PSP
يحدث استرواح الصّدر العفوي الأولي PSP إثر دخول الهواء بين الرئة وجدار الصدر، بالتالي انكماش الرئة تلقائيًا، دون وجود أي مرض رئوي لدى المصاب.

السبب المباشر لل PSP غير معروف، وتشمل عوامل الخطر:
التدخين.
طوال القامة.
الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 34 عامًا.
 الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للالتهاب الرئوي.
أهم عامل خطر للإصابة ب PSP هو التدخين، إذ تزيد نسبة إصابة الذكور المدخنين 22 مرة عن غير المدخنين، أما عند الإناث المدخنات فتزيد نسبة الإصابة 9 مرات عن غير المدخنات.
لا يعد PSP قاتلاً، إذا عولج على الفور.

استرواح الصدر العفوي الثانوي SSP
تكون أعراض SSP أكثر خطورة من PSP، وغالبًا يسبب الوفاة، ويحدث نتيجة عدة أمراض رئوية قد تزيد من خطر الإصابة به، وتشمل:
 داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
 التليف الكيسي.
 الربو الحاد.
 التهابات الرئة مثل السل.
 الساركويد.
 بطانة الرحم المهاجرة في الصدر (الانتباذ البطاني الرحمي في الرئتين).
 التليف الرئوي.
 سرطان وساركوما الرئتين.
قد تسبب بعض أمراض النسيج الضام الـ SSP، وتشمل:

 التهاب المفاصل الروماتويدي.
 التهاب العضلات.
 التهاب الجلد.
 التهاب الفقار اللاصق.
 التصلب اللويحي.
 متلازمة إهلرز دانلوس.
 متلازمة مارفان.
يكون الأطفال أيضًا عرضة لخطر الإصابة، وتشمل الأسباب:
التشوهات الخلقية.
استنشاق جسم أجنبي.
الحصبة.
داء المشوكات.
 تاريخ عائلي للإصابة بـ SSP.

استرواح الصدر الرضحي
يحدث استرواح الصّدر الرضحي بسبب أذية أو إصابة جدار الصدر والمسافة الجنبية، ويمكن حدوثها دون وجود جرح ملحوظ، وذلك في الإصابات أثناء الغوص، إذ يتعرض الغواصون أثناء التنفس من خزان الهواء المضغوط لمستويات مختلفة من ضغط الماء والهواء يمكن أن تسبب تلف الرئتين وحدوث استرواح الصدر، وكذلك الإصابات الناجمة عن حدوث انفجار.

السبب الأكثر شيوعًا لحدوثه هو كسر أحد الأضلاع وثقبها جدار الصدر وبالتالي حدوث تلف النسيج الرئوي.
وتشمل الأسباب الأخرى: الإصابات الرياضية وحوادث السيارات والجروح أو الطعنات.
قد تسببه بعض الإجراءات الطبية أيضًا، مثل قثطرة إحدى أوردة الصدر، أو أثناء أخذ عينة من أنسجة الرئة ( خزعة الرئة).

استرواح الصّدر التوتري
يمكن أن يتحول أي نوع من أنواع استرواح الصّدر إلى استرواح الصّدر التوتري، ويحدث بسبب تسرب الهواء إلى المسافة الجنبية بشكل صمام أحادي الاتجاه يبقي الهواء محاصرًا، ولا يمكن إطلاقه أثناء الزفير، ما يؤدي إلى زيادة ضغط الهواء في المسافة الجنبية، وبالتالي يهدد الحياة ويحتاج إلى علاج فوري.

أعراض استرواح الصدر
قد لا تلاحظ أعراض استرواح الصدر في البداية، وتتراوح من خفيفة إلى مهددة للحياة وتشمل:
ضيق التنفس.
ألمًا في الصدر، والذي قد يكون أشد في جانب واحد فقط.
ألمًا حادًا أثناء الاستنشاق.
ضغطًا مترقيًا في الصدر.
زرقة الجلد أو الشفاه.
زيادة معدل ضربات القلب.
التنفس السريع.
الدوخة.
فقدان الوعي أو الغيبوبة.

التشخيص
يمكن أن يكون تشخيص استرواح الصدر معقدًا بسبب تنوع الأعراض والأسباب.
في الحالات غير الطارئة، يجري الطبيب فحصًا سريريًا يشمل قرع الصدر والإصغاء له للبحث عن علامات الاضطراب أو الأصوات المرضية.

يستخدم الطبيب عادةً الأشعة السينية للبحث عن علامات انخماص الرئة، بالإضافة إلى السؤال عن التاريخ المرضي والعائلي والعادات، مثل التدخين.
تؤخذ صورة الأشعة السينية أثناء الشهيق، ويقدر حجم استرواح الصّدر عادةً بالمسافة بين جدار الرئة والصدر، وبالتالي تُحدد كيفية علاجه.
تستخدم الأشعة المقطعية للحصول على صورة أفضل للرئة، وتستخدم غالبًا في حالات الصدمة عند الحاجة لصورة دقيقة للحالة.
كما تستخدم صورة الموجات فوق الصوتية في بعض الحالات، إذ توفر طريقة سريعة لعرض حجم وشدة استرواح الصدر، وقد تكون أكثر حساسية من الأشعة السينية لفحص الصدمة الحادة.

العلاج
تتطلب معظم أشكال استرواح الصّدر عناية طبية تختلف حسب شدة الاسترواح.
يتضمن العلاج عادةً إدخال أنبوب صغير بين الأضلاع أو أسفل الترقوة لتحرير الغاز المتراكم، وذلك لتخفيف الضغط على الرئتين.

قد يصف الأطباء أدويةً مسكنة للألم ومضادات حيوية، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى الإمداد بالأوكسجين إذا كانت سعة الرئة لديهم ناقصة.
قد يكون العلاج الجراحي ضروريًا في بعض الحالات، لا سيما عند تكرار حدوث الاسترواح.
قد يزول استرواح الصدر قليل الكمية تلقائيًا دون أي علاج.


أخبار مرتبطة