نين مكتمل النمو وخالياً من العيوب الخلقية، ولكن وفي بعض الأحيان وعندما لا تتمازج هذه الأنسجة سوية، يظهر ما يشبه الشق أو الفراغ بين الأنسجة.
وفي حالة الشفة الأرنبية، يظهر هذا الشق واضحاً في منطقة الشفة العليا، وقد يظهر في أحد جانبي الشفة أو في كلا الجانبين.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، تعتبر حالة الشفة الأرنبية إحدى العيوب الخلقية ال 15 الأكثر شيوعاً بين الأجنة من ضمن العيوب التي تصيب الوجه والفم.
وقد تكون الحالة كلية (أي يصل فيها الشق حتى الأنف)، أو جزئية في حدود الشفة فقط. وتعتبر حالة الشفة الأرنبية أكثر بين الذكور عموماً.
أسباب الإصابة بالشفة الأرنبية
أثناء نمو الجنين في الرحم، خاصة خلال أول 12 أسبوعاً من الحمل، تكون جمجمة الجنين قيد التكوين والتشكل، فتتكون هنا صفيحتين من العظام والأنسجة، تتمازجان سوية وبشكل تدريجي وتتحركان باتجاه بعضهما ليبدأ الاندماج من مناطق الفم والأنف، كي تتكون الجمجمة الكاملة في النهاية.
ولكن إذا لم يتم هذا الاندماج بين الصفائح بالشكل الكامل والصحيح، سوف تنتج الشفة الأرنبية أو شق في الحنك، ليولد الطفل مصاباً بهذا النوع من العيوب الخلقية.
عوامل الخطر وفرص الإصابة
قد تلعب الوراثة والجينات دوراً في إصابة الجنين بالشفة الأرنبية، ومع أن الأب المصاب بالشفة الأرنبية قد لا ينقلها لأطفاله، إلا أن وجود صلة قرابة قوية بين الأم والأب قد يزيد من فرص الإصابة بالشفة الأرنبية.
كما تزداد فرص الإصابة إذا:
كانت الأم تدخن أو تشرب الكحوليات خلال فترة الحمل.
إذا كانت الأم لا تحصل على كفايتها من حمض الفوليك أثناء الحمل.
إذا كانت الأم مصابة بالسمنة.
تناول الحامل لأدوية مرض الصرع.
علاج الشفة الأرنبية
هناك العديد من الحلول الطبية المتوافرة لعلاج حالة الشفة الأرنبية، ومن الممكن أن يقوم طبيب تقويم الأسنان بالتدخل لتقريب الصفائح في الجمجمة والفم والشفاه خلال الأسبوع الأول بعد الولادة، في علاج يعتبر تمهيداً وتحضيراً للمولود ليخضع لعملية جراحية مناسبة في المستقبل القريب.
وفي العادة يتم إخضاع الطفل الرضيع للجراحة اللازمة في عمر 3-6 أشهر، وغالباً ما يحتاج الطفل لجراحات متكررة في مراحل عمرية مختلفة لتصحيح الشفة الأرنبية.
ولا تتسبب هذه العمليات الجراحية إلا بالقليل فقط من الندوب، والتي من الممكن الخضوع لجراحات أخرى لتحسين مظهرها بشكل كبير في مرحلة لاحقة من حياة المصاب.
تأثير الشفة الأرنبية على حياة المصاب
لهذا النوع من التشوهات الخلقية تأثير كبير على حياة المصاب وصحته، خاصة إذا لم يحصل على الدعم المعنوي المناسب أو العلاج المناسب، مثل:
مشاكل في النطق والحديث، حيث أن الشخص بحاجة لعمل الشفاه والفك واللسان وسقف الحلق سوية وبتناسق حتى تخرج الحروف بالشكل الصحيح.
مشاكل في الفم والأسنان، وزيادة فرص الإصابة بتسوسات الأسنان والحاجة للحصول على تقويم للأسنان.
التهابات في الأذن قد تسبب فقدان السمع وبشكل دائم.
صعوبات واضحة عند محاولة تناول الطعام.
انخفاض في الثقة بالنفس.
هل هناك إجراءات لمنع الإصابة بالشفة الأرنبية تماماً؟
ما من إجراءات تمنع حدوث الإصابة بالكامل، ولكن يستطيع الوالدين اتباع الإجراءات التالية لتقليل فرص الإصابة:
تجنب الأم التبغ والكحوليات تماماً خلال الحمل.
عدم تناول الأم لأي دواء أثناء الحمل إلا بعد استشارة الطبيب.
التحدث مع أخصائي جينات لفهم فرص ولادة طفل بشفة أرنبية وبشكل أكثر وضوحاً.
يشكل الدعم المعنوي للطفل أمراً شديد الأهمية في حالة الشفة الأرنبية، إذ أن الطفل قد يتعرض للعديد من المضايقات من زملائه في المدرسة بسبب حالته الخاصة، لذا حاول أن تدعم الطفل دوماً وحاول أن توفر إجابات لأسئلته ليجيب زملاءه عندما يسألون عن حالته ودون إحراج.
أما إذا تسببت حالة الشفة الأرنبية للطفل ببعض المشاكل في النطق والسمع، فعلى الوالدين إعلام مدرسة الطفل بذلك كي يقوم أساتذة الطفل بتوفير الرعاية والدعم المناسبين للطفل.