ن بالحالات الصحية النفسية، والذين يعانون من عزلة إجتماعية أكثر من ذي قبل.
وعلى مدى الأشهر الماضية، ومنذ بداية العام، يعيش الناس في أرجاء المعمورة، ظروفا قاسية بفعل استطالة أزمة كورونا، من فرض لإجراءات الإغلاق، والحجر المنزلي في العديد من مدن العالم، إلى خسارة الملايين لوظائفهم، وكذلك تفاقم الأزمة أيضا لدى الأطفال، الذين باتوا يعانون وفق مختصين، من أعراض نفسية وجسدية مرتبطة بالأزمة، باعتبار أنهم مرآة للظروف التي تمر بها عائلاتهم، وفقا ما يرى المختصون، الذين يرصدون تزايدا في أعراض نفسية وجسمية للأطفال بفعل الأزمة، تتراوح بين حالات الوسواس القهري والزيادة في الوزن.
وكما يشير العديد من الأطباء النفسيين في تقارير منشورة، فإن استطالة أمد الأزمة، بما يرافقها من تداعيات الحجر المنزلي، وعدم القدرة على السفر والحركة، وكذلك عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بطبيعة التعامل مع الجائحة، أدى بصورة كبيرة إلى تراجع الصحة النفسية لدى الناس، ومن ثم أدى إلى زيادة في معدلات البطالة، والطلاق والعنف المنزلي والاكتئاب والانتحار.
وتشير عدة أبحاث علمية، إلى أن استمرارالضغوط الناجمة عن استطالة الأزمة، أصاب كثيرين بأعراض نفسية جديدة، يتركز جلها في تنامي حالات الوسواس القهري، في حين زادت المعاناة النفسية، لدى من كانوا يعانون بالفعل من حالات القلق والتوتر، والاكتئاب والخوف والصدمة، إذ أدت الأزمة إلى تضاعف مستويات الخوف والتوتر والكآبه لديهم عن الآخرين.
ويفاقم حظر السفر جوا، وعدم قدرة الناس على القيام برحلات سياحة ترفيهية، لكسر جمود الحياة في مزيد من الضغوط النفسية، إذ أن بدء تفشي وباء كورونا، كان قد حل، بينما كان الناس على أبواب موسم الإجازات السنوية، وحيث كان معظمهم في أنحاء العالم، يتطلع إلى قضاء إجازات تعيد إليه الحيوية، بعد شهور من العمل وهو ما لم يحدث، وعوضا عن ذلك وجدوا أنفسهم، أسيري منازلهم ومدنهم شهرا بعد شهر بعد شهر وحتى الآن.
نصائح
وفي ظل زيادة ساعات البقاء في المنزل، والروتين اليومي الممل، وكلها تداعيات لأزمة كورونا، ينصح الأطباء النفسيون بالقيام بعدة أنشطة، لتخفيف الضغط النفسي المتزايد، لحين انتهاء الأزمة، من بينها تقليل متابعة الأخبار، التي تثير القلق والتوتر، وتقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية، هذا بجانب تعزيز التواصل مع الأصدقاء والمقربين، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي، في متابعة أخبار كل ما هو إيجابي، ومحاولة كتابة اليوميات والمذكرات، التي قد تؤدي إلى إخراج مايعتلج داخل النفس، وفيما يتعلق بالأطفال ينصح الأطباء النفسيون، بضرورة مساعدتهم في التعبير عن أنفسهم، عبر أنشطة فنية مثل الرسم والموسيقى.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الصحة النفسية تعد من القطاعات المهملة، في الوضع الطبيعي في العديد من البلدان، وتشير المنظمة إلى أن هناك مليار شخص تقريبا في العالم، يعانون الاضطرابات النفسية، في حين تزيد نسبة الذين يعانون من تلك الاضطرابات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، دون الحصول على أي علاج على 75 في المائة.
ويشير مسح أجرته المنظمة أيضا إلى أن جائحة كوفيد-19 عطلت خدمات الصحة النفسية الضرورية جدا، أو أوقفتها في 93% من البلدان حول العالم، في وقت يتزايد فيه الطلب على تلك الخدمات.