التركيز، وهو ما من شأنه أن يؤثر على حياة الإنسان اليومية ومدى تكيفه معها، كما يضعف اتصاله بالآخرين مما يؤثر على حالته النفسية.
كذلك فإن كثيراً من كبار السن يفقدون قدرتهم على العيش باستقلالية والاعتماد على الذات بسبب الأمراض المزمنة أو حتى الضعف العام، كما يتأثر نمط حياتهم الاقتصادي بسبب التقاعد وقلة العائد المادي، علاوةً على بعض التغيرات الاجتماعية التي تنتج عن زواج الأبناء أو هجرتهم، كل هذه العوامل بوسعها أن تؤدي لظهور بعض المشاعر السلبية والضيق لدى كبار السن والذي يمكن أن يتطور مسبباً أمراضاً نفسية.
ليس هذا فحسب، بل إن إهمال الصحة النفسية لكبار السن ربما ينعكس على أمراضهم البدنية، ومدى تحكمهم فيها واستجابتها للعلاج، فوُجد على سبيل المثال أن عدم معالجة الاكتئاب في مرضى القلب المزمن يمكن أن يؤثر سلباً على حالته الجسدية.
أهم الأمراض النفسية التي يعانيها كبار السن
تتمثل بعض المشاكل النفسية التي يُعاني منها كبار السن في: –
الاكتئاب:
وهو مرض نفسي معروف يتميز بالشعور المستمر بالحزن وانخفاض المزاج، وقلة الطاقة وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.
ويتم تشخيص وعلاج الاكتئاب في كبار السن بالطرق المعروفة وهي العلاج الدوائي أو العلاج النفسي، ولكن ينبغي هنا التأكيد على مدى أهمية دور أفراد الأسرة في علاج اكتئاب كبار السن، فهؤلاء ليسوا فقط أقرب الناس إليهم، ولكنهم غالباً ما يكونون الوحيدين الذين يعرفونهم من الناس وما زالوا على قيد الحياة.
كذلك ففي كثير من الأحيان، يكون أحد أسباب حدوث الاكتئاب في كبار السن هو الشعور بعدم الاهتمام من قبل أفراد الأسرة، بسبب استقلال الأبناء وزواجهم وتكوين أسرهم الخاصة والانشغال بهمومهم، عندها يبدأ شعور قلة تقدير الذات وعدم الجدوى في الظهور.
ولذلك فإذا بقي أفراد العائلة على صلة بهم، وأشركوهم في حياتهم، واستعانوا بهم، عندها فإن الشعور بالأهمية الذاتية يزداد وتبدأ المشاكل النفسية في الانحسار.
الخرف:
هو اضطراب يحدث في الذاكرة والتفكير والقدرة على الاضطلاع بالأنشطة اليومية وتقدير الأمور، مما يؤثر بشكل واضح على نمط الحياة الخاص بكبار السن.
يعد مرض الزهايمر أكثر أسباب الخرف شيوعاً.
يستلزم الخرف رعايةً وافية ومستمرة من أجل تحسين حياة المرضى بقدر المستطاع.
الفصام:
هو اضطراب نفسي يتسم بالتصور الخاطئ للواقع ” أو الانفصام عنه”، يتمثل في الهلاوس بأنواعها المختلفة والضلالات والمعتقدات الغير صحيحة، وكذلك ببعض الأعراض التي يطلق عليها “الأعراض السلبية” كانعدام الإرادة وانعدام اللذة.