مفاوية ومدى أهميتها وأماكن تواجدها في الجسم، حيث تقوم الغدد الليمفاوية بإنتاج خلايا الدم البيضاء أو الخلايا الليمفاوية، التي تعمل على قتل البكتيريا والفيروسات التي تدخل الجسم.
يقول الدكتور طارق المواردى، أستاذ جراحة الغدد، إن الغدد الليمفاوية هي أهم غدد في جسم الإنسان، لأنها المسؤول الأول عن الدفاع وأحد مكونات جهاز المناعة، التي تعمل على تنقية الدم من الفيروسات والبكتيريا، حيث يوجد الآلاف من الغدد الليمفاوية التي تنتشر في الجسم، ففى الوجه يوجد 300 غدة ليمفاوية منتشرة في جميع أنحاء الرأس، ابتداء من الشفاه حتى الحنجرة والرئتين، بما فيها خلف الأذن وخارجها والرقبة والإبطين والأيدى وخلف الكوع، وحول القناة الهضمية وأسفل الحوض في الفخذ وخلف الركبة. وأضاف المواردى أن مهمة الغدد الليمفاوية هي امتصاص الدهون والفيتامينات من الأمعاء، لأن هذا النظام يعمل عمل الإسفنجة بجسم الإنسان حيث يمتص السوائل من الأنسجة والدم، ويسمح لها بالعودة مرة أخرى للدورة الدموية، لذلك تكون وظيفة النظام الليمفاوى مثل وظيفة الدورة الدموية حيث ينقل النظام الليمفاوى السوائل التي تكون موجودة ببلازما الدم والخلايا الحمراء والبيضاء والسوائل المتسربة من الأمعاء التي تحتوى على الدهون والبروتينات، فيساعد النظام الليمفاوى الدورة الدموية على نقل المغذيات إلى الخلايا والأنسجة وينقل الفضلات بعيدا عنها، كما تحتوى السوائل الليمفاوية على خلايا مناعية كالموجودة بنخاع العظام.
وأشار أستاذ جرحة الغدد، إلى أن هناك العديد من الأعراض التي تنذر بوجود مشكلة في الغدد الليمفاوية، وهى فقدان الرغبة في الأكل مما ينتج عنه فقدان الوزن بشكل لافت للنظر، والتهاب أو احمرار في الجلد، وحدوث بعض أعراض نزلة البرد العادية مثل ارتفاع درجة الحرارة وسيلان في الانف والكحة والعطس، وتصل أحيانا إلى رعشة في الجسم وأحيانا عرق شديد، وحدوث تضخم وتورم واضح في الغدة، وعند ظهور أي من هذه الأعراض يجب سرعة التوجه إلى الطبيب. وأكد الدكتور طارق المواردى، أن العلاج من المرض يتم عن طريق المضادات الحيوية التي تهاجم الفيروسات والبكتيريا ومساعدة جهاز المناعة في استعادة قوته، أما إذا كان السبب في تضخم الغدد هو مرض نقص المناعة المكتسبة، فلابد من تلقى علاج خاص مختلف، فإذا لم يتحسن المريض خلال شهر من العلاج وتعود لحجمها الطبيعى لابد من إجراء فحوصات من خلال أشعة «دوبلر» ثم الفحص الإكلينيكى بحقنة لسحب أنسجة من الغدة وتحليلها في أحد المعامل وعمل أشعة مقطعية لتحديد سبب التورم والالتهاب، موضحا أنه يمكن أن يكون هذا نتيجة تناول بعض الأدوية التي يكون من أعراضها تضخم الغدة وعدوى فيروسية أو بكتيريا، أو إذا كانت بعض الأورام السرطانية، حيث يقوم بعض الأطباء بالفحص عن طريق العين فقط خصوصا في التهاب اللوز أو اللحمية ويقوم بإجرائها دون داع بسبب خطأ في التشخيص، وبعد فترة تكتشف آلام التورم والالتهاب في هذه المنطقة مرة أخرى، وقتها يعرف أن ما حدث التهاب في الغدد الليمفاوية وليس التهابا في اللوز أو اللحمية.
وشدد المواردى، على ضرورة علاج الغدد الليمفاوية بشكل سريع في حالة ظهور أي تورم أو التهاب بها، أما إذا اوضحت الفحوصات أن سبب التضخم أورام سرطانية، فلابد من الخضوع للعلاج بشكل مباشر حيث تختلف طريقة علاج الأورام السرطانية باختلاف أنواعها، فيمكن استخدام عدة طرق منها الجراحة والعلاج الإشعاعى والعلاج الكيميائى، لافتًا إلى أن الغدد الليمفاوية من أهم الأجهزة في جسم الإنسان التي يجب علاجها بطريقة صحيحة ويجب الحفاظ عليها وعلاجها بشكل متخصص وصحيح.