على تحريك عضلات ومفاصل الجسم. وتكون النتيجة الحتمية هي ما نشاهده، في العقد الأخير من الزمن، بين أفراد تلك المجتمعات من معاناة زيادة الوزن والسمنة والإصابة بالأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع سكر الدم وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم والانتهاء بالنوبة أو السكتة القلبية أو الدماغية وإصابة الشرايين التاجية بالجلطة.
إن هذه الأمراض هي ما نطلق عليها أمراض العصر الحديث الأكثر شيوعا، التي تصيب هذه الفئة من المجتمع ويكمن وراء الإصابة بها أنماط حياة خاطئة، والإجهاد المفرط، والتدخين، وشرب المواد الكحولية في بعض المجتمعات، واتباع أنظمة غذائية خاطئة غنية بالسعرات الحرارية كالاعتماد على الوجبات السريعة المشبعة بالدهون.
إن معظم الدراسات الطبية توصي بمزاولة التمارين الرياضية اليومية بشكل منتظم وأبسطها المشي النشط لمدة 30 دقيقة في كل يوم، بل إن من الدراسات الحديثة ما أظهرت أن المشي هو من أفضل أشكال التدريب للناس في جميع الأعمار، وخاصة لمن هم فوق سن الأربعين. فبالنسبة للكولسترول المرتفع، وُجد أن المشي المنتظم يمكن أن يزيد مستويات الكولسترول الجيد. وبالنسبة للذين يعانون ارتفاع ضغط الدم، فإن المشي المنتظم يزيد من كفاءة عمل القلب ويزيد من كمية الأكسجين الذي يصل إلى الأنسجة من خلال الدم المدفوع في الأوعية الدموية. وبالنسبة للمدخنين، فهو يساعد أيضا على ترك التدخين بطريقة أبسط وأسرع من الذين لا يمارسون هذه الرياضة.
كما أظهرت عدة دراسات، أجريت في الولايات المتحدة، دور المشي في التخفيف من حدة التوتر والقلق والإجهاد. فوجدوا أن المشي المنتظم والسريع يساعد في هبوط مستويات القلق بدرجة متوسطة في 14 في المائة وعلى تحمل إجهاد الحياة بشكل أفضل. وأخيرا، فإن المشي السريع المنتظم في الهواء الطلق، عادة إيجابية تحافظ على قدر كبير من اللياقة الصحية.