أمراض، في الوقت الذي يتوق فيه كل حاج إلى أداء فريضته بسهولة ويُسر، الامر الذي استوجب التقيّد بعدد من الممارسات الوقائية والصحية لضمان عدم التعرُّض للمشكلات الصحية التي ترتبط بالازدحام والإجهاد والوجود في أماكن مكتظة.
الغذاء الصحي أولا...
أكدت، في حديثها "لصحتك" الدكتورة/ جميلة محمد هاشمي/ الاستاذ المساعد بجامعة الملك عبد العزيز واستشارية التغذية العلاجية وتغذية الانسان أن التغذية الجيدة مهمة لكل حاج وأن الغذاء الصحي يجب أن يكون متنوعًا وموفرًا للاحتياجات من السعرات الحرارية والبروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن والسوائل. وحتى يكون غذاؤه صحياً متوازنا، يمكن للحاج أن يتبع الآتي:
• تناول الفواكه والخضروات الطازجة بعد غسلها جيداً، فهي مصدر جيد للفيتامينات والاملاح المعدنية والألياف الغذائية والطاقة.
• تناول الخبز الأسمر بقدر الإمكان.
• تناول التمور مع منتجات الألبان (لبن، حليب، زبادي، أجبان).
• تناول السوائل (مياه، عصائر) بصورة مستمرة لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل.
• عدم الإفراط في شرب المياه الغازية.
ضربات الشمس والإنهاك الحراري
تواصل د. جميلة هاشمي حديثها بأنّ التعرُّض لأشعة الشمس لوقت طويل والتعرُّق وعدم شرب كميات كافية من الماء ربّما يؤدي إلى إجهاد حراري، وإلى ضربة الشمس، التي تُعتَبَر حالة مَرَضيّة حرجة، لذلك يجب الاحتياط بعدم التعرُّض لأشعة الشمس المباشرة وقتاً طويلاً، كما يُنصح بشرب كميات كافية من الماء والعصير، خصوصاً عصائر الحمضيات لاحتوائها على الأملاح.
يحدُث الإنهاك الحراري في حالة نقص الماء والملح في الجسم، أو نقص أحدهما نتيجة الإجهاد الشديد، يُصاحبه عادة إحساس بالإرهاق والعطش، مع غثيان وتشنجات نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، خصوصاً في عضلات البطن والساقين، ويتم علاج الإنهاك الحراري بإعطاء محلول ملحي، مع تدليك العضلة المتشنجة برفق ونقل المصاب إلى مكان ظليل وتبريد جسمه برشه بالماء.
أما ضربات الشمس، فإنّ أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بها، هم القاطنون في المناطق الباردة، وكبار السن، ومرضى السكري، والفشل الكلوي، والإسهال. وأعراض ضربة الشمس، هي إغماء وتشنجات نتيجة ارتفاع حرارة الجسم، وعلاجها يكون بالحفاظ على تنفّس المصاب، والتأكد من أن لا شيء يعوق مجرى التنفس عنده، لأنّه عادة يكون فاقداً للوعي، مع عدم إعطائه أي سوائل عن طريق الفم لمنع وصولها إلى الرئتين، وينبغي نقله إلى أقرب مركز لعلاج ضربات الشمس.
كما تُعتَبَر الحروق الجلدية الناتجة عن تعرُّض الجلد لأشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة من المشكلات الشائعة في الحج، حيث تبدأ البشرة بالاحمرار، ثمّ تظهر عليها فقاقيع مائية يصاحبها ألم شديد، وعلاجها يتم بنقل المصاب إلى مكان ظليل، مع استخدام الكمادات الباردة ووضع مرهم للحروق مثل سلفات الفضة وتغطيتها بشاش طبي مُعقّم جاف، إلى حين مراجعة الطبيب.
الحج ودور الأمانة العامه في إتمام مناسك الحج بالطريقه السليمه
لقد شرف الله سبحانه وتعالى هذه البلاد وأهلها بخدمة حجاج بيته الحرام والعمل على سلامتهم وراحتهم وأمنهم وتقديم أفضل الخدمات لهم طيلة فترة إقامتهم .
وبتوجيهات سامية من خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين وصاحب السمو الملكي وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا تولي كافة أجهزة الدولة اهتمامها بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة لتوفير كافة الامكانات وبذل أقصى الطاقات لأمن وسلامة وراحة حجاج بيت الله الحرام وتمكينهم من أداء نسكهم بيسر وسهولة .
وتتضمن خطة وبرنامج عمل أمانة العاصمة المقدسة تحديد المسئوليات والواجبات والمهام لكل قطاع في الأمانة ويعمل الجميع وفق خطة محكمة منذ وصول الحجيج إلى هذه الديار المقدسة وتأديتهم لمناسكهم وشعائر الحج حتى عودتهم بسلامة الله إلى بلادهم .
الحج والأضاحي
التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي من أفضل الأعمال المقربة إلى الله وقد قرن الله النحر له بالصلاة له فقال تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾الأضحية خصت بنوع معين من البهائم وهي الإبل والبقر والغنم وقيدت بشروط معينة كبلوغ السن والسلامة من العيوب وكونها في أيام النحر ويفضل عند الذبح أن تتم هذه العملية في المسالخ لضمان عدم تعرض الذبائح للفساد السريع بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتعرض للملوثات الخارجية كالأتربة ودخان وعوادم السيارات.وأيضا" لضمان مايلي:
• الكشف البيطري قبل وبعد الذبح
• البيئة النظيفة والآمنة للذبح.
• عدم التعامل مع القصابين الجائلين غير المرخصين لهذه المهنة والذين لا تتوفر فيهم الكفاءة المهنية والأهلية الصحية .
• التعامل السليم مع مخلفات الذبح ( الدماء ، الجلود ، الأعضاء غير المأكولة ).
• ضمان عدم تكاثر الذباب والحشرات والقوارض نتيجة للتخلص غير الآمن لخلفات الذبح.
• ضمان إتمام عناصر الذبح الشرعي (استقبال القبلة، التكبير،القطع الصحيح لإدماء الذبيحة).
• القيام بالذبح وعدم التأكد من خلوهم من الأمراض التي تشكل خطرا حقيقيا كالسل و الإيدز و الكبد الوبائي.
• السيطرة على الأمراض المنقولة بواسطة اللحوم (كالديدان الشريطية) والعديد من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.
• الاستنزاف الكامل للذبيحة والكشف عن سوء الإدماء أو الإدماء غير الكامل الذي ينتج من الحمى ويؤثر مباشرة على صلاحية اللحم .
السكّري والحج :
يحدُث أن يُصاب الحاج بالإغماء، خصوصاً إذا كان مريضاً بالسكري، ويجب هنا التفريق بين الإغماء الناتج عن زيادة نسبة السكر في الدم، وبين الإغماء الناتج عن النقص الشديد في مستوى السكر، إثر تناول جرعة كبيرة نسبياً من الأنسولين. ففي الحالة الأولى يجب نقل المريض بسرعة إلى أقرب مركز صحي.
أما في الحالة الثانية، فيُعاني المريض تشنجات واضحة ورعشات في الجسم، مصحوبة بعرق غزير، ويمكن هنا ترطيب حلق المريض بمصدر سريع للسكر، مثل عسل النحل قبل إعطائه جلوكوزاً عن طريق الوريد. وإذا كان المريض في حالة إدراك، فيجب إعطاؤه ما يعادل 15 ملج من المواد النشوية سريعة الامتصاص، مثل نصف كوب من عصير الفواكه، أو كوب من الحليب أو 5 قطع من السكاكر.
إرشادات عامة أثناء الحج:
هناك مجموعة من النصائح المهمة والبسيطة في آن واحد، يضمن تطبيقها تحقق نسبة مرتفعة من الوقاية من كثير من المشكلات الصحية الشائعة في الحج، من أهم تلك النصائح أخذ قسط وافر من الراحة قبل وبعد أداء كل شعيرة من شعائر الحج، بهدف إعادة الحيوية إلى الجسم مع الإكثار من شرب السوائل، كالماء والعصير واللبن وغيرها، ويُفضِّل تجنُّب الطّواف والسعي وقت الظهيرة، مع استخدام المظلَّة الواقية من الشمس.
كما يُنصح باتباع إرشادات النظافة والصحة العامة، خصوصاً في ما يتعلق بالأطعمة، حيث يُفضَّل تناول الأغذية المغلّفة أو المحفوظة، مع التأكد من تاريخ صلاحيتها، وتجنُّب تناول الفواكه والخضار الطازجة إذا لم يتم التأكد من أنها مغسولة بشكل جيِّد جدّاً. كما يُنصح بتناول الطعام في اليوم نفسه، والتخلُّص من أي أطعمة لم يتم استهلاكها، إذا لم يتوافر وضعها في الثلاجة، يُفضَّل تناول الأطعمة الخفيفة المفيدة للجسم، وغير المهيّجة للأمعاء، والتوجُّه إلى أقرب مركز صحي في حالة الشعور بأي أعراض غير طبيعية.
كمامات الأنف:
ينتشر بين الحاج استخدام كمامات الأنف والفم للوقاية من التقاط العدوى بالأمراض أثناء الحج، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه النوعية من الكمامات لم تُعد لمثل هذا الاستخدام الشديد، بل على العكس فقد تجمع تلك الكمامات كميات من الأتربة والغبار أثناء استخدامها لفترات طويلة، من دون وجود ما يُثبت علمياً أنّها تقي من الجراثيم والغبار، لذلك إذا كان لابدّ من استخدامها فينصح بتغييرها بصفة مستمرة.
الحج لذوي الحالات الخاصة من كبار السن والأطفال
يجب التأكد من استكمال الأطفال لكل التطعيمات الأساسية ضد أمراض الطفولة المعدية، إضافة إلى التطعيمات الخاصة بالحج.
أمّا الشق الثاني من الاستعدادات الصحية للحج، فيشمل مجموعة من النصائح العامة التي يجدر الاهتمام بها أثناء التحضير للحج، خصوصاً كبار السن، الذين يعانون أمراضاً مزمنة، حيث يبدأ التحضير للحج بمراجعة الطبيب، للتأكد من استقرار الحالة الصحية والقدرة على الحج. وينصح هؤلاء الحجاج بحمل بطاقة خاصة، يُفضّل أن تكون سواراً حلول المعصم، تُبيِّن تشخيص المرض ونوع العلاج والجرعة لتسهيل عملية إسعاف المريض في حال الحاجة إلى ذلك، كما يُفضِّل أيضاً اصطحاب تقرير طبي يُوضّح التشخيص والعلاج والجرعات، مع تأكيد أهمية أخذ كمية كافية من الأدوية التي يستخدمها أي مريض، لاحتمال عدم توافرها بسهولة في أماكن أداء مشاعر الحج.
وفي الختام، نقول لكل حاج: غذاؤك مهم... فلا تغفل عنه... اختره بعناية... مراعياً حالتك الصحية...