تاريخ النشر 10 فبراير 2021     بواسطة الدكتور مؤيد سليمان السالم     المشاهدات 1

العلاج النفسي لمرضى السرطان ضروري جداً لإدارة

وتنظيم عواطفهم غالبًا ما تكون الإصابة بالسرطان إحدى أكثر التجارب إرهاقًا في حياة الشخص. حيث تمر مريضة السرطان بسلسة من الأمراض النفسية منذ أن يتم تشخيصها بالإصابة بالورم، وأولى المراحل المعاناة من الحزن، ثم مرحلة الإنكار وعدم التصديق، ثم الغضب مع استمرار الحزن حتى الوصول إلى مرحلة التقبل وا
لتعايش. وتنفق المريضة وعائلتها جلّ اهتمامهم على تلقي العديد من العلاجات مثل العلاجات الجراحية والكيميائية وحتى الغذائية ويهملون أو يجهلون الرعاية النفسية أو التدخل العلاجي النفسي للمريضة وأهميته؛ علماً أنَّ الأمراض النفسية التي تعاني منها مريضة السرطان تفوق الأمراض العضوية.
 
الرعاية الملطّفة
أوضحت مها الراجحي اختصاصي أول ومعالجة نفسية، أنّ العديد من المرضى يشتكون من أن الجميع ينظر إليهم على أنهم مرضى سرطان متجاهلين شعورهم بالضيق والوحدة، ورغم وجود الرعاية الملطّفة والتي تهتم بالآثار الجانبية للمرض متضمنة الجانب النفسي والاجتماعي، إلا أن هؤلاء المرضى بحاجة لدعم أكبر يتضمن أموراً عديدة، تبدأ من تأهيل الأطباء وتثقيفهم بالتعامل مع المريض ككل وليس كمريض سرطان فقط، ومراعاة الجانب النفسي والاجتماعي للمريض، وتنتهي بالخدمات النفسية والتأهيلية.
وإدراك أنّ الرعاية النفسية لمرضى السرطان جزء من العلاج ككل وليست تكميلية أو ثانوية؛ فهناك ارتباط وثيق بين مرضى السرطان والإصابة بالقلق والاكتئاب، لذا فمرضى السرطان بحاجة لتوفير خدمات نفسية وتشجيع المرضى لطلب المساعدة والعلاج النفسي، للتخفيف من آلامهم النفسية إلى جانب اكتساب العديد من المهارات المعرفية والسلوكية ليتمكن المصاب من مواجهة المعاناة النفسية المرتبطة بمرضه.

العلاج الجماعي من أفضل العلاجات النفسية
وكشفت الراجحي أن أسلوب العلاج الجماعي من الأساليب الفعّالة والمفيدة لمساعدة مرضى السرطان؛ فالدراسات الحديثة تشير إلى أنّ التدخلات النفسية الفعّالة والمناسبة مكونًا ضروريًا للرعاية الشاملة لمرضى السرطان وليس علاجًا ثانويًا. فهذا الأسلوب له دور فعّال في الحدّ من المعاناة النفسية المرتبطة بالمرض وتعزيز التأقلم.
ومن خلال العلاج الجماعي يجد المريض نفسه في مكان آمن وسط مجموعة لا يزيد عددهم عن عشرة أشخاص مصابين بالسرطان، في حين يدير الجلسة معالج نفسي خبير بهذا الأسلوب العلاجي، ويسمح لهم مشاركة معاناتهم النفسية والاجتماعية وتجاربهم الشخصية، التي قد تكون مماثلة لمواجهة مخاوفهم والقلق النفسي، إلى جانب تعلّم واكتساب مهارات حياتية جديدة كالتكيف وإدارة وتنظيم العواطف والتخفيف من حدة الضغوط النفسية التي يواجهونها أثناء فترة العلاج. ومع الوسائل المتقدمة والحديثة يمكن الآن استخدام العلاج الجماعي الافتراضي (أونلاين)؛ فهذا الأسلوب يسمح للجميع بالمشاركة في هذا النوع من العلاج بمختلف مواقعهم، وتلقي الدعم والرعاية النفسية اللازمة.


أخبار مرتبطة