تاريخ النشر 4 فبراير 2021     بواسطة الدكتور اسعد حسن تونسي     المشاهدات 1

جهود حثيثة لوزارة الصحة السعودية في مكافحة الحمى

المخية الشوكية إعاقات المرض خطيرة ونسبة وفياته تصل إلى 10 ـ 15% جدة: «الشرق الأوسط» تبذل وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية جهودا مضنية لمكافحة مرض الحمى المخية الشوكية Meningitis، ومنع تسربه الى البلاد، خاصة خلال مواسم الحج والعمرة، وذلك بإلزام جميع الحجاج القادمين من خارج المملكة، وك
ذلك حجاج الداخل، بإحضار ما يثبت تلقيهم للقاح الرباعي حديثا، (أي خلال فترة لا تزيد عن 3 سنوات). كما عملت على توفير اللقاح مجانا لحجاج الداخل في المراكز الصحية وعلى منافذ دخول الحجاج لمن لم يسبق له التطعيم بهذا اللقاح. ومن الجهود أيضا حملات التطعيم التي تشمل طلبة المدارس والأحياء السكنية بمكة والعاملين في القطاع الصحي، يضاف إلى ذلك توفير العلاجات التي تعطى للمخالطين للتخلص من حمل الميكروب وغيرها من الجهود التي نجحت في الحد من انتشار هذا المرض، حيث كان موسم حج عام 1424 هـ خاليا من أي حالة حمى شوكية من نوع المكورات السحائية.

* التهاب السحايا - تحدث استشاري الأمراض المعدية وطب الأطفال، د. أسعد حسن علوي تونسي، الى «الشرق الأوسط»، وعرف المرض بأنه يعرف أيضا بالتهاب السحايا (وهي الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي)، وله عدة أسباب منها العدوى بالجراثيم كالبكتيريا والفيروسات والفطريات وكذلك الطفيليات، وقد ينتج كمضاعفات للأورام أو بعض العلاجات. ومن أهم هذه الأسباب العدوى ببكتيريا مكورات نيسيريا ( Neis .(seria Meningitides والعدوى بهذا الميكروب منتشرة في كثير من دول العالم على شكل حالات متفرقة على مدار العام وقد تظهر بصفة وبائية، كما هو الحال في منطقة الحزام الأفريقي، جنوب الصحراء الكبرى، والذي يمتد غربا من السنغال إلى إثيوبيا في أقصى الشرق، ففي عام 1995 ـ 1996، أصاب المرض 250 ألف شخص على شكل وباء توفي منهم حوالي 25 ألف شخص، مما يدل على خطورة هذا المرض. كما ظهرت عدة حالات في بعض مواسم الحج السابقة.

ويعد هذا النوع من أخطر أنواع الحمى الشوكية، حيث تبلغ نسبة الوفيات من الأشخاص المصابين 10 - 15%، كما قد ينتج عن المرض بعض الإعاقات مثل شلل الأطراف والصمم.

وينتقل المرض من الشخص المصاب مباشرة، أو من شخص يكون قد خالط المريض فحمل الجرثومة إلى شخص آخر لم يخالط المريض ويتم ذلك عن طريق الرذاذ المحمل بالميكروب أثناء العطس أو السعال أو التقبيل. كما يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق استخدام متعلقات المريض الشخصية مثل الفوط التي قد تكون محملة بالميكروب، وأكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالعدوى هم المخالطون مباشرة للمريض، أي الذين يسكنون معه، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد أو التهاب الحنجرة حيث تضعف مقاومة الأغشية المخاطية للجهاز التنفسي، مما يسهل دخول البكتيريا إلى الدم ومن ثم حدوث المرض.

* أعراض المرض - تتراوح فترة الحضانة لهذا المرض، وهي الفترة ما بين دخول البكتيريا إلى الجسم وبداية ظهور الأعراض، من يومين إلى 10 أيام، بمتوسط 4 أيام تقريبا. وتتلخص أعراض المرض في ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة مصحوبا بآلام في الرأس والرقبة، الشعور بالإعياء، قيء متكرر، انزعاج من الضوء، وقد يظهر طفح جلدي على شكل بثور حمراء صغيرة أو بقع نزفية، وفي الحالات المتقدمة قد يفقد المريض وعيه وقد تحدث له تشنجات.

وعن العلاج من مرض الحمى الشوكية، يقول د. تونسي: «نظرا لخطورة المرض ومضاعفاته، فإنه يعد من الحالات الاسعافية التي يجب علاجها بشكل سريع، حيث يعطى المصاب المضاد الحيوي المناسب عن طريق الوريد من دون تأخير وتجرى له الفحوصات اللازمة بما في ذلك أخذ عينة من سائل النخاع الشوكي عن طريق خزع النخاع الشوكي بإبرة في أسفل الظهر، حيث يتلقى المريض علاجه داخل المستشفى لفترة تتراوح من أسبوع إلى عشرة أيام إذا لم تحدث مضاعفات».

كما يتم التعرف على جميع المخالطين للمريض، وخاصة أولئك الذين يشتركون معه في المسكن، ويعطون العلاج الوقائي المناسب (ويتمثل في جرعة واحدة من عقارciprofloxacin أوceftriaxone للكبار أو rifampin لمدة يومين للأطفال)، في أسرع وقت وذلك للقضاء على الجرثومة التي ربما تكون قد انتقلت إلى الجهاز التنفسي للمخالطين، كما يتم تسجيل أسمائهم ومتابعتهم لمدة أسبوع لمعالجة أي حالة جديدة تظهر في المخالطين.

وعن طرق الوقاية من هذا المرض، يقول د. تونسي بأنه توجد حوالي 12 فصيلة من هذه البكتيريا، ومن أشهرهاA, B, C, Y ,W135 وتوجد عدة لقاحات للوقاية من هذا المرض حسب الفصيلة، فهناك اللقاح الثنائي A/C، وهناك اللقاح الرباعي A/C/Y/W135، وهناك اللقاح من نوعC ، وهذا النوع الأخير تم دمجه مع لقاحات أخرى ليعطي مناعة أفضل ولفترة أطول، ويقتصر استعماله على بعض دول أوروبا حيث تكثر العدوى بهذه الفصيلة. وتعد هذه اللقاحات آمنة حيث لا ينتج عنها سوى ألم موضعي(مؤقت) عند بعض الأشخاص. وتتراوح فعالية اللقاح في منع المرض من 85 ـ 100%. غير أن من عيوبه أن أي لقاح لا يقي إلا من الفصائل المشمولة في ذلك اللقاح، كما أن مفعول اللقاح لا يكاد يتجاوز الثلاث سنوات، يضاف إلى ذلك عدم فعاليته لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين (عدا اللقاح المدمج من نوع .( C وأخيرا لا يعرف علميا وبصفة قاطعة، ما إذا كان تكرار إعطاء اللقاح كل 3 سنوات مفيدا، بل قد تكون نتائجه عكسية حسب بعض الدراسات على اللقاح من نوع C، والتي لا يمكن تعميمها على باقي اللقاحات.


أخبار مرتبطة