تاريخ النشر 11 يناير 2021     بواسطة الدكتورة ايمان احمد حاجي     المشاهدات 1

الحقيبة المدرسية عبء يثقل كاهل التلميذ والأسرة

أكدت الدكتورة إيمان أحمد حاجي، رئيسة قسم الصحة المدرسية بإدارة الصحة العامة في وزارة الصحة بالبحرين، أنه وبالرغم من ضرورة اختيار الحقيبة التي تكون محببة لذوق الطفل من حيث اللون والشكل، إلا أنه من المهم والضروري في الآن ذاته أن تكون الحقيبة المدرسية ذات مواصفات صحية مثالية لتقي أبناءنا من آلام ا
لظهر والرقبة وانحناءات العمود الفقري التي قد تصاحبه طوال حياته، خاصة إذا لم تراع في حملها الطرق الصحيحة.

وأشارت الدكتورة حاجي إلى عدد من المواصفات التي يجب توافرها عند اختيار الحقيبة المدرسية المثالية المتمثلة في أن تكون خفيفة الوزن، ولا تزيد في محتواها عن 10 أو 15 بالمئة عن وزن الطفل، وأن تتضمن حزامين للحمل محشوين وسندا مناسبا وقويا للظهر حتى يتم توزيع الوزن بشكل متواز على عضلات الظهر، وألا يزيد طولها عن أكثر من 10 سم من طول الخصر، وأن يكون السطح الذي يواجه الظهر مبطنا لضمان راحة عضلات الظهر. كما يجب عدم حمل الحقيبة لفترة طويلة على الظهر خاصة عند الانتظار لأكثر من 5 دقائق، حيث يجب إنزالها مع مراعاة عدم حملها على كتف واحد.

وأوضحت أن الحقائب ذات العجلات قد تكون مفيدة جدا لتقليل العبء على الظهر، إلا أنه يجب أن يراعى فيها تناسب طولها مع طول الطفل حتى لا يضطر للانحناء، كما أنه يجب أن يراعى فيها الحيطة والحذر خاصة عند الصعود والنزول من السلالم، ويفضل أن تكون من النوع الذي يستطيع الطفل حمله على ظهره.

من ناحية ثانية يجب على أولياء الأمور مراقبة محتويات الحقيبة باستمرار واستبدال ما يمكن من حاجيات إلى أوزان أقل أو أصغر أو عدم وضع حاجيات أخرى كحمل ملابس الرياضة في الحقيبة حتى لا يزيد وزنها عن الوزن المناسب، مشيرة إلى أن للمعلم والمعلمات دورا في توجيه الطلبة نحو اختيار الكتب التي عليهم حملها مع ضرورة توفير خزائن حافظة الكتب في المدرسة.

اختيار الطالبات للحقيبة الخطأ سببه عدم القدرة على اختيار الحقيبة المثالية أو إتباع الموضة والتشبه بزميلاتهن
وقالت الخبيرة إن الالتزام بالشروط الصحية لاختيار الحقيبة المدرسية وطريقة استخدامها من الأمور الضرورية، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن حمل الحقيبة بشكل خاطئ أو أوزان ثقيلة يجعل الطلبة عرضة للانحناء وتقوس العمود الفقري ولآلام الظهر التي قد تدوم مدى الحياة. وفي هذا السياق، حذرت الهيئة الألمانية لمراقبة الجودة من أن الحقيبة المدرسية غير المناسبة، تهدد الطفل بآلام في الظهر وتشوهات في وضعية الجسد.

من جهتها قامت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية بحملة توعوية وجهتها لأولياء أمور الطلبة والطالبات وضعت خلالها مواصفات آمنة للحقيبة المدرسية. وجاء ضمن أبرز المواصفات التي حددتها وزارة التعليم في حملتها التوعوية، أن يكون ارتفاع الحقيبة لطلبة المرحلة الابتدائية 40 سنتيمترا وعرضها 28 سنتيمترا وعمقها 12 سنتيمترا، أما لطلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية فيجب أن يكون ارتفاعها 45 سنتمترا، وعرضها 30 سنتيمترا وعمقها 12 سنتمترا، وأن يكون حجم الحقيبة مناسبا لعمر الطالب بحيث لا يتجاوز وزنها 15 بالمئة من وزن الطالب كحد أقصى.

وأكدت دراسة سعودية سابقة أن التغييرات التي حدثت في توازن الطالبات أثناء حمل الحقيبة المدرسية سببها أن الحقيبة المتدلية تساعد في حدوث هذه التغيرات لأنها تتحرك بسرعة وتتأرجح أثناء قيامهن بالحركات، مما يدل على أن الحقيبة المدرسية تحدث اختلالا في التوازن قد يتسبب في سقوطهن والإجهاد أيضا أثناء حمل الحقيبة. وكشفت الدراسة أن نسبة كبيرة من الطالبات يعانين من آلام في الكتف والرقبة وأسفل الظهر. ويرجع ذلك إلى حمل حقيبة ثقيلة أو اختيار الحقيبة الخطأ وحملها بطريقة خاطئة، والسبب في اختيارهن هذا النوع من الحقائب هو عدم القدرة على اختيار الحقيبة المثالية أو إتباع الموضة والتشبه بزميلاتهن في المدرسة.

الدراسات العلمية أثبتت أن حمل الحقيبة بشكل خاطئ أو بأوزان ثقيلة، يجعل الطلبة عرضة لتقوس العمود الفقري
كما أن ثقل الحقيبة المدرسية يرجع إلى عدة أسباب منها عدد الكتب المدرسية، وحمل الطالبات أشياء غير ضرورية، وعدم مراقبة الأهل والمعلمات للطالبات، وماذا يحملن في حقائبهن وعدم الالتزام بجدول دراسي ثابت.

ونصح المختصون باختيار الحقيبة المثالية وهي الحقيبة التي تحمل على الكتفين خلف الظهر، كما شددوا على ضرورة استخدام الطريقة الصحيحة لحملها وهي استخدام الحزامين للحقيبة وتوسيطها في منتصف الظهر. واختيار حقيبة مبطنة ذات أحزمة عريضة ومبطنة أيضا، والأهم هو مساعدة الأهل للأبناء بمراقبة ماذا يحملون في حقائبهم وكيفية حملهم للحقائب.

وبينت دراسة أنجزت في إيطاليا أن متوسط وزن الحقيبة التي يحملها الطالب تبلغ نحو 13 كيلوغراما، وفي بحث قدمته الأكاديمية الأميركية للطب البدني وإعادة التأهيل الصحي اكتشفت الطالب الذي يحمل حقيبته تحتوي على أوزان تشكل 25 بالمئة من وزنه تظهر عليه مشكلات أثناء أداء أعماله العادية والطبيعية مثل صعود السلالم أو حتى فتح الباب، وهو ما يضاعف احتمالات ترنحه وسقوطه على الأرض، وعلى العكس فإن الأطفال الذين يحملون أوزانا تشكل 15 بالمئة من وزنهم يحافظون على توازنهم ويؤدون أعمالهم الطبيعية باعتدال. كما لفتت دراسة أسبانية وبريطانية مشتركة، إلى أن الفتيات أكثر عرضة من الذكور للإصابة بالانحناء في العمود الفقري.


أخبار مرتبطة