تاريخ النشر 6 يناير 2021     بواسطة الدكتورة عبير محمد مقداد     المشاهدات 1

عملية نادرة وعالية الخطورة في مستشفى قوى الأمن

تنقذ حياة جنين نجح فريق طبي بمستشفى قوى الأمن بالرياض الأسبوع الماضي في إنقاذ حياة جنين يعاني من تشوه خلقي في المجرى التنفسي أدّى إلى انسداد مجرى التنفس بشكل كامل، وذلك في عملية نادرة وعالية الخطورة تجرى لأول مرة بالمستشفى. وأكّد الدكتور هيثم بدر رئيس قسم طب النساء والولادة، أن الأم البا
لغة من العمر 19 عاماً كانت قد راجعت عيادات متابعة الحمل بالمستشفى وتبين أثناء الفحص الإشعاعي وجود تشوه خلقي في المجرى التنفسي للجنين.

وقال: تم عرض الحالة على طاقم من الأطباء المختصين في عيادة الحمل عالي الخطورة بقيادة نوف العجاجي وإلهام المرداوي استشاريات طب النساء والولادة، إذ تم وضع الخطة العلاجية الملائمة للأم والجنين وتحديد موعد الجراحة القيصرية بناءً على عمر الجنين. وذلك بالتعاون مع محمد الحصيني استشاري طب الأنف والأذن والحنجرة للأطفال وعبير مقداد استشارية العناية المركزة للأطفال، وعدد من المختصين.

وأضاف: شعرت المريضة بآلام الولادة وحضرت لقسم الطوارئ منتصف الليل في حالة وضع مبكر قبل الموعد المقرر لها بأسبوعين، وتم على الفور استدعاء استشاري طب النساء والولادة المناوب د. عبدالله الشهري الذي أجرى بعض الفحوصات السريرية والمخبرية والإشاعات اللازمة، والتي تبين معها أن الأم في حالة وضع والرحم مفتوح بمقدار 4سم، والجنين في حاله توجه مقعدي، وعلى ضوء ذلك قام الدكتور بشكل عاجل باستدعاء الفريق الطبي والمكّون من 19 مختص وتوجيه الجنين قبل الجراحة وهو داخل الرحم للاتجاه الرأسي، لكي يتسنى المحافظة على حياته، ثم تم إجراء الجراحة القيصرية وإخراج الجنين بشكل غير كامل من الرحم مع إبقائه متصلاً بالمشيمة والدورة الدموية للأم، وتركيب أجهزة التنفس الصناعي للجنين وشق فتحة للتنفس في العنق في عملية سريعة أُجريت خلال فترة وجيزة لم تتعدّ الـ 20 دقيقة، ومن ثم إتمام العملية القيصرية للأم.

وأوضح هيثم أنه وبفضل من الله تعالى ثم بجهود الاستشاريين والطاقم الطبي السعودي بالكامل، تم إنقاذ حياة الجنين ونقله في حالة مستقرة للعناية المرّكزة، كما غادرت الأم المستشفى وهي في صحة جيدة.

من جانبه، كشف محمد الحصيني استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة للأطفال ورئيس القسم أن هذه الحالة تعد من الحالات النادرة عالميًا، إذ تبلغ نسبة الإصابة بها جنين واحد ما بين كل 50 ألف جنين، مؤكدًا بأنها تحتاج إلى فريق طبي متكامل يتمتع بكفاءة عالية وخبرة كبيرة حتى يستطيع المحافظة على حياة الجنين خلال وقت قصير جداً من خلال فتح مجرى التنفس أو عمل فتحة تنفس في عنق المولود.

وعبّر ذوو الطفلة عن شكرهم للمولى عز وجل على نجاح العملية وسلامة ابنتهم ووالدتها، ثم للمسؤولين بوزارة الداخلية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، الذين وفروا لهذا الصرح الطبي كافة الإمكانيات اللازمة لتقديم خدمات طبية تضاهي ما يقدم في الدول المتقدمة.

كما عبّروا عن امتنانهم لإدارة المستشفى، ولجميع الطاقم الطبي لما بذلوه من جهد في سبيل الحفاظ على حياة ابنتهم. وقال والد الطفلة: ” نشعر بالفخر والاعتزاز لما يضمه هذا الصرح الطبي من كفاءات طبية كان لهم بعد الله الفضل في اكتشاف هذا التشوه الخلقي مبكراً”.


أخبار مرتبطة