ستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن النصف الأخير من السيجارة المشتعلة يحوي مواداً ضارة أكثر من نصفها الأول وأنه لايمكن للطب أن يدرأ سرطان الرئة أو يعالجه لان أربعة أخماس المرضى بهذا الداء لا يشفون بسبب أن تشخيص المرض، عادةً، لا يكون إلا بعد أن ينتشر السرطان خارج الرئة. كما توصلت الدراسة إلى أن المدخنين معرضون لطوارئ العمل أكثر من غيرهم وأن إهمال أعقاب السجاير يسبب حرائق كثيرة في البيوت والمعامل.
&وتضاعفت أعداد المدخنين في السعودية خلال السنوات الماضية ودخلت الفتيات والنساء على الخط "التدخيني" فيما كشف مختصون لـ " إيلاف " أن السعودية هي الدولة الرابعة على مستوى العالم في استيراد واستهلاك التدخين وينفق نحو 6 ملايين مواطن ومقيم نحو مليار ريال سنوياً على شراء واستهلاك التبغ.
وأشارت إحصاءات ميدانية في إحدى المناطق السعودية نشرت مؤخراً أن معدل التدخين لدى الطالبات في المرحلة المتوسطة يصل إلى 27% بينما بلغ في أوساط طالبات المراحل الثانوية إلى 35% وأن هناك نحو 50% من المعلمات السعوديات يتعاطين التدخين.
وقالت الدكتورة شادية متبولي، التي أعدت الدراسة الحديثة، أن سعادة الإنسان لا تكون في الركض وراء أوهام خادعة وتغييب العقل وحجبه عن أن يكون قوة فاعلة يهديه إلى سواء السبيل وإنما في تحاشي الأخطار ومجابهة التحديات وتنبيه القوى الخيرة في الإنسان وفي الإرادة الصلبة والحفاظ على الصحة وعلى القوة العقلية والبدنية لإبقائها صالحة لمواجهة الملمات عوضاً عن هدرها وتبديدها بآفة التدخين.
وأوضحت الدراسة أن مرضى الربو والحساسية يتأثرون بدخان التبغ بطريقتين إحداهما أن الدخان له تأثير ملهب للجهاز التنفسي بصورة عامة وثانيها أن له تأثير منبه لإفراز نوع خاص من مضادات الأجسام هو (آي. جي. إي) وأن التعرض لناتج حرق التبغ يسبب إلتهاب الملتحمة.
وبينت الدراسة أن تأثير التبغ على الأطفال أكبر من تأثيره على البالغين فالمولود الصغير والطفل لديهم حساسية جداً لدخان التبغ وبذلك تظهر الأضرار علهم بصورة جلية ومبكرة جداً وان المواليد الذين تمارس أمهاتهم عادة التدخين أكثر مراجعة للمستشفى بشكوى الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية من أولئك الذين لا تمارس أمهاتهم هذه العادة.
وكشفت الدراسة أن فرص التعرض للالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية تكون الضعف إذا كان كلا الوالدين من المدخنين كما أن أعراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال تتناسب طردياً مع كمية دخان التبغ الموجود في بيئة الطفل و يصاب الأطفال المعرضون لدخان التبغ بزيادة في سرعة دقات القلب وارتفاع في ضغط الدم.
وأبرزت الدارسة أن احتراق التبغ ينتج عنه أول أكسيد الكربون الذي يتحد مع الأكسجين ونتيجة لذلك فان قلب ورئة المتعرض لدخان السجائر سوف يعمل بصعوبة فائقة للتخلص من تكون (كربو كسيهيمو غلوبين) الذي يكون له تأثير كبير على المريض بالذبحة الصدرية ويساعد ذلك على زيادة معدل التنفس وسرعة القلب لمقاومة ذلك التأثير مما يجهد المريض ويزيد علته سوءً.
وحذرت الدراسة مستخدمي العدسات اللاصقة من خطورة التدخين لأنهم بمجرد تعرضهم لدخان التبغ يصابون بحرقان شديد وإفراز للدموع وهو ما ثبت طبياً.
وأشارت الدراسة إلى الدوافع والأسباب التي تحمل الشباب المراهقين على التدخين ومنها تساهل الوالدين وانغماسهم في هذه العادة مما يجعل الطفل ينظر إلى القضية على أنها غير خطيرة والرغبة في المغامرة وتعلم الأشياء الجديدة والاقتناع بواسطة الأصدقاء وتوفر السجائر.
وخلصت الدراسة إلى أن للتدخين حقائق علمية فهو يسبب أنواعاً عديدة من السرطان والتي من أهمها سرطان الرئة كما يسبب أمراض الرئة المزمنة وغير السرطانية وتغييرات في القصبات الهوائية والسعال المتكرر الذي يتطور إلى ضيق التنفس والنزلات الصدرية المتكررة مما يصعب على المريض القيام بأي جهد جسدي إلى جانب تسببه في تقلص شرايين القلب الذي يسبب الذبحة القلبية ويعرض النساء الحوامل بنسبة عالية للولادة قبل الأوان والإجهاض وولادة الجنين ميتاً أو ولادته مشوها كما يساعد التدخين على انتشار الصلع فضلاً عن تأثيراته في تساقط الشعر.
ويهدد التدخين حياة نحو 1.1 مليار شخص في العالم معظمهم في الدول النامية حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية والتي أعلنت أن ما بين 4 و 5 ملايين شخص يموتون سنويا نتيجة أمراض متعلقة بالتدخين وان هذا العدد سيرتفع إلى ما بين 10 و11 مليون نسمة بحلول عام 2030.