تاريخ النشر 4 أكتوبر 2020     بواسطة الدكتور هيثم طلال جمجوم     المشاهدات 1

الصحه : 60 % من عمليات التجميل غير الضرورية

تفوّق عدد عمليات التجميل التي أجريت في مستشفيات وزارة الصحة، على عمليات المستشفيات الخاصة، وذلك بحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة، حيث بلغ 17 ألفاً و113 عملية في العام الواحد، فيما يبلغ عدد العمليات التي أجريت في مستشفيات القطاع الخاص 14 ألفاً و412 عملية في العام. في حين يبلغ عدد الأسرّة التي خصصتها
 الوزارة لقسمي الحروق والتجميل في المستشفيات 288 سريراً، وبلغ عدد أطباء التجميل ما بين مقيم واختصاصي واستشاري 147 طبيباً.

دور “الواسطة”
وكشف مسؤول سابق في لجنة الاعتراف بالمستشفيات في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية (تحتفظ “الشرق” باسمه) أن “الواسطة” تلعب دوراً كبيراً في إجراء بعض عمليات التجميل “غير الضرورية” في مستشفيات وزارة الصحة بنسبة %60، في الوقت الذي يجب أن تكون الأولولية فيه لعمليات الترميم الناتجة عن التشوهات الخلقية، أو الحروق والحوداث وبعض الأمراض، ويقول “يتوجب أن تكون %75 من عمليات التجميل ترميمية، و%25 منها لعمليات التجميل غير الضرورية”، لافتاً إلى عدم وجود تعليمات محددة من وزارة الصحة بهذا الشأن، فكل مستشفى له سياسته في هذا المجال.

حاجة المريض
فيما بيّن استشاري جراحة التجميل والترميم الأستاذ المساعد في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور وائل داغستاني، أن جميع عمليات التجميل تُجرى في مستشفيات وزارة الصحة بعد أن يقرر الطبيب المعالج حاجة المريض لها نفسياً أو جسدياً أو علاجياً. وأضاف “تُجرى عمليات تصغير الثدي للنساء مثلاً لما لها من تأثير سلبي على ظهر المريضة، كما تُجرى عملية تكبير الثدي مجاناً لمن تم استئصال ثديها بسبب السرطان مثلاً، وكذلك شد جسم المريضة في حال كان مترهلاً نتيجة خفض وزنها الكبير، ولا يمكن اعتبار أن جميع العمليات تُجرى من أجل ترف المريض، فما يعدّ ترفاً لدى شخص يكون ضرورة لدى آخر بحسب حالته الصحية ووضعه النفسي، وبالتالي فهو أمر نسبي”، وأشار إلى أن الأولوية تكون لمن هو أكثر حاجة للعملية، وأضاف “لا يسمح النظام أن يتم تأخير عملية ترميم سرطاني على سبيل المثال، مقابل عملية تجميل أنف أو شد بطن، فهي عمليات اختيارية وغير مُلحة، وقد تنتظر من تريد تجميل الأنف عاماً ونصف العام لإجراء العملية، فيما تُجرى العمليات الضرورية في غضون الأسبوع تقريباً”.

وسائل الإعلام
إلى هنا، أوضح استشاري جراحة التجميل والترميم في مستشفى الحرس الوطني في جدة الدكتور هيثم جمجوم، أن “وسائل الإعلام” سبب لزيادة هوس النساء بعيادات التجميل، حيث تعطيهن انطباعاً إيجابياً غير واقعي لنتائج العمليات، فما إن تنتهي السيدة من إجراء أي عملية تجميلية، وتجد أن النتائج خلاف ما توقعته، حتى توقع الطبيب في المشكلات وتتهمه بأنه غير كفء.
وأشار د. جمجوم إلى أن مجال التجميل في تقدم مستمر، خاصة في تقنيات “الليزر”، فضلاً عن ظهور تقنية “الخلايا الجذعية”، الأمر الذي يزيد من إقبال النساء ويفتح مداركهن، مشيراً إلى أن عمليات التجميل باتت مُرضية إلى حد ما للسيدات، مبيناً أن من أسوأ المضاعفات المصاحبة لبعض عمليات التجميل هو موت الأنسجة، التي قد تحتاج إلى ترميم وتصحيح، وذلك نتيجة سوء اختيار العملية المناسبة للمريض من قِبل الطبيب.


أخبار مرتبطة