وكيماوية، إضافة إلى التغيرات وعدم الاستقرار في سلوك الأفراد من الرجال والنساء عند ممارستهم للحياة اليومية وقلة الرياضة والظروف المناخية وكذلك الحالة النفسية التي تقلل من نسبة الخصوبة.
وأضاف الدكتور الصفيان أن الحاجة للبحث العلمي في الوقت الراهن أصبحت أشد من أي وقت مضى لدراسة المسببات غير المفسرة لحالات العقم للوقوف على مسبباتها المؤثرة في حدوث هذه الحالات التي تزايدت لدى المجتمع الخليجي، مشيرا إلى أن الغذاء الصحي ونمط التغذية السليمة منذ الصغر أمر ضروري، إضافة إلى أهمية اتباع السلوكيات الطبيعية لممارسة الحياة الطبيعية وتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ وممارسة الرياضة بشكل عام تلعب دورا مهما في خصوبة الإنسان من الجنسين مستقبلا.
وقال إن أي تأثير بيئي، أياً كان مصدره، من شأنه أن يتسبب في انخفاض الخصوبة لدى الجنسين، مما يتسبب في حدوث انقطاع التبويض عند المرأة وإصابتها بسن اليأس المبكر، أو انخفاض أعداد الحيوانات المنوية المطلوبة لإنجاح عملية الإخصاب عند الرجل أو حدوث تشوهات في النطف، مضيفا أن جانب التوعية أمر مهم في إرشاد الناس لتناول الأغذية الصحية منذ الصغر، وأنه على الجهات المختصة في وزارة التربية والتعليم أن تهتم بجانب التغذية المدرسية وأهمية تقديم الأطعمة المفيدة لصحة الأطفال والابتعاد عن المأكولات غير الصحية التي يكون ضررها أكثر من نفعها عليهم مستقبلا. وأهاب الدكتور حمد بكافة الجهات المختصة أن تلزم المدارس بتقديم أغذية صحية خالية من المواد الحافظة والمركبات الصناعية التي تفيد في نمو الأطفال بشكل سليم، فضلا عن دور الأسرة السعودية والأهل فى اختيار الغذاء الصحي الخالي من المواد الحافظة.
ولفت استشاري أمراض النساء والولادة والعقم وأطفال الأنابيب إلى أن حالات العقم غير المفسرة يكون فيها الزوجان سليمين من جميع النواحي ولكن مسببات منع الحمل تكون غير معروفة وواضحة بالطبع، وبالتالي فإن حدوث الحمل أو عدمه أولا وأخيرا بيد الله سبحانه وتعالى، فهو الواهب، لكن العمل بالأسباب أمر واجب. ونسأل الله التوفيق والنجاح للزوجين في رزقهما بالذرية.
وأشار إلى أن الأسباب المعروفة لعدم حدوث الحمل لا تتعدى 6 أسباب في الغالب، يمكن علاجها بإذن الله، وهي ضعف المبايض ويكون على درجات، أو ضعف أنابيب الرحم بسبب الانسداد، أو الالتواء وهي همزة الوصل بين المبيض والحيوانات المنوية، أو بسبب مانع في الرحم يعيق غرس الأجنة بسبب وجود أجسام مضادة ترفض التصاق الجنين، أو بسبب ألياف أو أورام حميدة أو التهابات. وهناك أسباب أخرى مثل قلة الحيوانات في السائل المنوي، أو بطء حركتها أو كثرة تشوهها بشكل كبير، أو وجود أسباب أخرى في العلاقة الزوجية، مثل قدرة الرجل على القذف من عدمها، والسبب الخامس يكون مشتركا بين الزوجين.
واستشهد الدكتور الصفيان بقصة واقعية حدثت في المملكة المتحدة، وتحديداً في مقاطعة ويلز، لوحظ أن حالات العقم الأولي والثانوي عند النساء يفوق نسبته في الدول التابعة لها كإنجلترا وأيرلندا وأسكتلندا، مما دفع الحكومة البريطانية للبحث عن مسببات تلك الظاهرة، فوجدوا أن السبب يعود إلى تناول معظم السكان للسمك الذي يعيش في النهر، وأن النهر ملوث بمادة رصاصية تأتي من مصنع بعيد، ولكن أحد أنابيب ذلك المصنع كان فيه خلل وتسربت منه تلك المادة الملوثة وأخذت طريقها إلى النهر، وبعد إيقاف المصنع وعلاج النهر من التلوث قلت حالات العقم بشكل ملحوظ وعادت إلى مستواها الطبيعي. والحكمة من القصة التأكيد على أن الوقاية أنفع وخير من العلاج.