لجامعي لطب وأبحاث النوم بجامعة الملك سعود، الدكتور أحمد سالم باهمام، لـ«الوطن»: «على مدى العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية، لوحظ أن متوسط عدد الساعات الإجمالي للنوم التي يتم الحصول عليها في الليلة من قبل الأفراد العاديين قد انخفضت، وبالتوازي مع ذلك، فإن الأبحاث العالمية تشير إلى أن عدم كفاية النوم مرتبط بآثار صحية واجتماعية وخيمة وخطيرة، علاوة على ذلك، فقد تم ربط النوم غير الكافي بسبعة من الأسباب الـ15 الرئيسة للوفاة، كما تشير الأدلة العلمية الحالية إلى أن النوم يلعب دورا مهما في تحديد الأداء المعرفي والإنتاجية في مكان العمل، لذلك هناك حاجة ماسة لإجراء تحليل منهجي للأثر الاقتصادي المترتب على عدم كفاية النوم، لا سيما أن الأدلة الحالية تشير إلى تزايد ظاهرة السهر في جميع أنحاء العالم».
انطباق الشروط
أكد باهمام من خلال بحثه العلمي على أن جميع شروط «الأمراض غير المعدية الرئيسة» التي حددتها المنظمة العالمية تنطبق على السهر والحرمان من النوم، لذا اقترح على منظمة الصحة العالمية والجهات الصحية الأخرى تضمين السهر والحرمان من النوم ضمن «الأمراض غير المعدية الرئيسة» بسبب خطورتها الكبيرة على الصحة، حسب ما أثبتت الأبحاث العلمية الرصينة، ولأنها تجمع كل العناصر التي تميز «الأمراض غير المعدية الرئيسة» تحت اسم «متلازمة النوم غير الكافي».
وهذه المتلازمة معروفة ولها شروطها التشخيصية المحددة، والتي نص عليها في التصنيف العالمي للأمراض، والتصنيف العالمي لاضطرابات النوم، كما أوضح أن «متلازمة النوم غير الكافي» هي اضطراب مزمن له علاقة وثيقة بالعوامل البيئية والسلوكية، ويمكن أيضا أن يتأثر بالعوامل الوراثية، لأن البيانات الأخيرة تظهر أن بعض الناس أكثر عرضة لنتائج الحرمان من النوم، إضافة إلى ذلك، فإن «متلازمة النوم غير الكافي» لها تأثير كبير على الصحة، لذلك فإن جميع شروط «الأمراض غير المعدية الرئيسة» تنطبق على «متلازمة النوم غير الكافي».
متلازمة النوم غير الكافي
أبان باهمام أن منظمة الصحة العالمية تصنف بعض الأمراض غير المعدية المهمة تحت اسم «الأمراض غير المعدية الرئيسة»، وتضم هذه المجموعة أربعة أمراض رئيسية: «أمراض القلب والأوعية الدموية (مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية)، والسرطانات، والأمراض التنفسية المزمنة (مثل مرض الرئة الانسدادي المزمن والربو)، والسكري.
وتتسبب هذه الأمراض في حوالي 70 % من مجموع الوفيات سنوياً، وتميل هذه الأمراض إلى أن تكون طويلة الأمد، وتكون نتيجة لمزيج من العوامل الوراثية والفيسيولوجية والبيئية والسلوكية».
الحد الأدنى للنوم
ذكر باهمام أن عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الإنسان الطبيعي تتفاوت من شخص إلى آخر، ولكن المؤكد أن عدد الساعات التي يحتاج إليها نفس الشخص تكون ثابتة دائما، فرغم أن الإنسان قد ينام في إحدى الليالي أكثر من ليلة أخرى، إلا أن عدد الساعات التي ينامها الشخص خلال أسبوع أو شهر تكون عادة ثابتة، وقال: «يعتقد كثير من الناس أن عدد ساعات النوم اللازمة يوميا هو ثماني ساعات، وإذا أردنا الدقة أكثر فإن أغلب الأشخاص ينامون من 7 إلى 7.5 ساعات يومياً، وهذا الرقم هو متوسط عدد الساعات لدى أغلب الناس، ولكنه لا يعني بالضرورة أن كل إنسان يحتاج إلى ذلك العدد من الساعات، فنوم الإنسان يتراوح ما بين أقل من 3 ساعات لدى البعض إلى أكثر من 10 ساعات لدى البعض الآخر».
وفي دراسة للمركز الوطني للإحصاءات الصحية بالولايات المتحدة الأمريكية، وجد أن اثنين من كل عشرة أشخاص ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة، وواحد من كل عشرة ينام 9 ساعات أو أكثر في الليلة. ويدعى الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات بأصحاب النوم القصير، والذين ينامون أكثر من 9 ساعات بأصحاب النوم الطويل، ولكنهم طبيعيون بمعنى أن عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الإنسان إذا كان طبيعيا ولا يعاني من أحد أمراض النوم لا تؤثر في إنتاجيته وإبداعه.
توصيات مهمة
أوصت الورقة العلمية السلطات الصحة العامة في جميع أنحاء العالم بضرورة زيادة الوعي العام بفوائد النوم، وكذلك تشجيع أرباب الأعمال التي تتطلب العمل بنظام المناوبات على الاهتمام بقضايا النوم. كما يجب أن يكون هناك تركيز قوي على تعليم الصحة العامة للنوم، وأهمية إدراج النوم كعنصر أساسي للحياة الصحية من خلال سياسات التثقيف الصحي، لأن هذا سوف يحمي من الأمراض والوفيات الناتجة عن عدم كفاية النوم.
العواقب الصحية الناتجة عن نقص النوم
- ارتباط نقص النوم بسرطان القولون
- ارتباط نقص النوم بالقولون التقرحي
- ارتباط نقص النوم بجلطات القلب
- ارتباط نقص النوم بالسمنة والسكري ومتلازمة الأيض
- ارتباط نقص النوم بمناعة الجسم