خلايا لعمل الإنسولين، أو نتيجة عدم توفر كميات كافية من الإنسولين في الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ هرمون الإنسولين يلعب دوراً مهماً في تنظيم عملية دخول سكر الجلوكوز للخلايا، وبالتالي الحفاظ على مستوى السكر ضمن المعدلات الطبيعية في الدم، ويُعرف مرض السكري من النوع الثاني عادةً، بالسكري غير المعتمد على الإنسولين، أو السكري الذي يصيب البالغين.
أسباب الإصابة بالسكري من النوع الثاني
في بداية المرض ينتج البنكرياس هرمون الإنسولين بشكل كبير، إلى أن يفقد القدرة على إنتاج كميّات تكفي لبقاء السكر ضمن معدّلاته الطبيعيّة، فيرتفع مستواه في الدم، ومن أهم الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالسكري من النوع الثاني ما يأتي:
- الجينات: إذ تؤثر بعض الجينات الوراثيّة في كيفية إنتاج الإنسولين في الجسم.
- الوزن الزائد: إذ تساهم الإصابة بالوزن الزائد، لا سيّما الدهون المتراكمة في محيط الخصر، في مقاومة الخلايا للإنسولين.
- متلازمة الأيض: (بالإنجليزيّة: Metabolic syndrome) في هذه الحالة يعاني بعض الأفراد المصابين بمقاومة الإنسولين، من مشاكل أخرى، تتضمن ارتفاع سكر الدم، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكُولِسترول، وارتفاع الدهون الثلاثية، وتراكم الدهون في محيط الخصر.
- زيادة تصنيع السكر: إذ يصنّع الكبد السّكر في حال كانت كمياته أقلّ من المعدل الطبيعيّ، ويتوقف عن ذلك بعد تناول الطعام، ودخول السّكر إلى الدم، ولكن قد يستمر الكبد في تصنيع السّكر عند بعض الأشخاص بالرغم من توافره في الدم.
- التواصل السيء بين الخلايا: حيث إنّ نقل الإشارات بين الخلايا المسؤولة عن إنتاج واستهلاك الجلوكوز أو الإنسولين يحدث بطريقة خاطئة، ممّا يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم.
- تلف خلايا بيتا: يتمثل بوجود خللٍ في هذه الخلايا يؤثّر في إنتاج الإنسولين، وفي وقت خروجه من البنكرياس، كما أنّ هذه الخلايا قد تتأذى بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم.
أعراض الإصابة بالسكريّ من النوع الثاني
تظهر أعراض الإصابة بالسكريّ من النوع الثاني بشكل بطيء نسبياً، وتتضمن الأعراض التالية:
- العطش الشديد: يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى سحب الماء من الأنسجة، وبالتالي الشعور بالحاجة إلى شرب الماء.
- كثرة التبّول: تزداد الحاجة للتبول نتيجة الزيادة في شرب الماء.
- الجوع الشديد: يؤدي عدم دخول السكر إلى الخلايا والعضلات والأعضاء المختلفة، إلى فقدان الطاقة، وبالتالي الشعور بالجوع.
- فقدان الوزن: يقلّ الوزن نتيجة عدم قدرة الجسم على استهلاك السكر الموجود في الدم، فيلجأ إلى استهلاك الطاقة المخزنة في العضلات والدهون، فيخسر بذلك السعرات الحراريّة والوزن، ويتخلص الجسم من السكر الزائد مع البول.
- التعب: يؤدي عدم حصول الخلايا على حاجتها من السكر، إلى التعب وسرعة الانفعال.
- عدم وضوع الرؤية: إذ تُسحب السوائل من عدسة العين بسبب تراكم السكر في الدم.
- صعوبة التئام القروح: تقل مقاومة مريض السكري للعدوى، كما يؤثر المرض في سرعة التئام الجروح والقروح.
- تغير لون الجلد: تظهر بقع داكنة في بعض طيّات وثنيات الجلد، مثل الإبطين، والرقبة وتدلّ هذه البقع على وجود مقاومة للإنسولين.
عوامل الإصابة بالسكريّ من النوع الثاني
هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ومن أهمّها:
- زيادة الوزن والسمنة.
- تراكم الدهون في البطن.
- قلّة النشاط البدنيّ.
- التدخين.
- الإجهاد والتوتر.
- قلّة النوم أو كثرته.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
- التقدم في العمر.
- الإصابة بسكري الحمل.
- الإصابة بتكيس المبايض.
تشخيص الإصابة بالسكري من النوع الثاني
يجري الطبيب فحصاً لمستوى السكر في الدم، ويتم تشخيص المرض في حال كانت نتيجة الفحص مرتفعةً جداً، أو ترافقت نتيجة الفحص المرتفعة، مع العديد من العلامات والأعراض الظاهرة على المريض، ويُمكن أن يطلب الطبيب تكرار هذا الفحص لتأكيد تشخيص المرض، ومن أهم الفحوصات المخبريّة المستخدمة في تشخيص مرض السكري من النوع الثاني:
- اختبار السكر التراكميّ: يهدف اختبار السكر التراكميّ إلى معرفة معدّل السكر في الدم خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر السابقة، ويُعرف هذا الفحص اختصاراً بفحص A1C.
- اختبار الجلوكوز الصومي: يهدف اختبار الجلوكوز الصومي (بالإنجليزيّة: Fasting plasma glucose) إلى قياس مستوى السكر في الدم، بعد الامتناع عن تناول الطعام والشراب، باستثناء الماء، لمدّة ثماني ساعات.
- اختبار تحمّل الجلوكوز: يهدف اختبار تحمّل الجلوكوز (بالإنجليزيّة: Oral glucose tolerance test) إلى معرفة كيفيّة تعامل الجسم مع السكر، وذلك من خلال فحص مستوى السكر قبل وبعد تناول شراب محلّى مخصّصٍ للفحص.
علاج الإصابة بالسكري من النوع الثاني
يبدأ علاج الإصابة بالسكري من النوع الثاني، بتغيير نمط الحياة المُتبع إلى النمط الصحي، وفي حال لم تجدي هذه التغييرات الفائدة المرجوة منها، يلجأ الأطباء إلى استخدام الأدوية.
العلاح بتغيير نمط الحياة
يمكن الحفاظ على المستويات الطبيعية لسكر الدم من خلال الإجراءات الوقائية العلاجية التالية:
- تناول الغذاء الصحيّ: يُنصح المريض بتناول الغذاء الصحيّ والمتوازن الغنيّ بالألياف الغذائية، والفواكه، والخضار، وقليل الدهون.
- خسارة الوزن الزائد: يُنصح المريض بالتخلص من الوزن الزائد قدر الإمكان، لتقليل مستوى السكر في الدم، وضمان صحة الجسم بشكل عام.
- ممارسة التمارين الرياضيّة: تساعد ممارسة الرياضة بانتظام على التقليل من مستوى السكر في الدم، كما تساعد على التقليل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، ومثال ذلك من التمارين: المشي السريع، والسباحة، وركوب الدراجة، والرقص، وذلك لمدة 30 دقيقة يومياً، بمعدل خمسة أيامٍ في الأسبوع، ويمكن تجزئة التمارين على مدار اليوم.
العلاج بالأدوية
قد لا يكتفي مريض السكري من النوع الثاني بالتغييرات في أسلوب الحياة لضبط مستوى السكر في الدم، ويحتاج إلى استخدام الأدوية العلاجية للحفاظ على السكر ضمن المعدل الطبيعي، ولتفادي الإصابة بمضاعفات مرض السكري، وتعتبر الحبوب أكثر الأشكال الصيدلانية المستخدمة في علاج مرض السكري من النوع الثاني، ولعلّ الميتفورمين (بالإنجليزيّة: Metformin) من أبرز الأمثلة على العلاجات الفموية، وتمثل الحقن الشكل الصيدلاني الآخر المتوفر لعلاج مرض السكري، ومن أهم الأمثلة على الحقن العلاجية لمرضى السكري حقن الإنسولين