ن الدراسات العالمية التي تبحث عن انتشار السكري بالعالم ومن ضمنها المملكة عادة تأتي من الاتحاد الفدرالي العالمي للسكري، وهذا الاتحاد ينشر أطلساً سنوياً يحدد فيه مستوى انتشار السكري في كل دولة، والمملكة في آخر استطلاع للاتحاد الفدرالي نشر في ٢٠١٥م حيث يحدد ١٤ نوفمبر الذي يتزامن واليوم العالمي للسكري يظهر أطلس يحدد هذه المعدلات في مختلف دول العالم. وأضاف الدكتور الجاسر: كان معدل انتشار المرض في المملكة العام الماضي في الفئة العمرية أكثر من ٢٣ سنة حوالي ٢٣٫٤٪ وهذا المعدل عال ويضع المملكة ضمن الدول العشر الأولى في العالم في معدل انتشار المرض، حيث نحتل المرتبة السابعة في معدل انتشار المرض لكن عند استعراض الدول الست الأولى تجد ثلاث دول منها صغيرة، وإحدى الدول في المحيط الهادي سبب الارتفاع لديهم عامل وراثي وتعداد سكانها بالآلاف وهي صغيرة مقارنة بالدول الأخرى لكن معدل الانتشار عالٍ ، من الدول العربية وبالذات الخليجية الإمارات والبحرين والكويت وتأتي بالمرتبة السابعة. ويعتبر انتشار السكري في دول الخليج متقاربة، حيث تشكل ٢٣٪ و٢٤٪ تقريباً نسب الانتشار في الفئة العمرية من الفئه العمرية من 20 إلي 79 . هذا بالنسبة للاتحاد العالمي، أما بالنسبة للدراسات المحلية التي تتناول نسب انتشار المرض في المملكة هناك عدد من الدراسات التي نشرتها وزارة الصحة لكنها كانت شاملة للعديد من الأمراض المزمنة مثل السمنة، الكلسترول وغيرها، حيث أخذت فئات عمرية تختلف عن التي أخذها الاتحاد العالمي للسكري، وأخذت الفئة أقل من ١٤ سنة وأقل من ٢٠ سنة ومن ٢٠ إلى ٣٠سنة وهكذا، ونسبة انتشار المرض من ١٣٪ إلى ١٤٪ وهي نسبة تتناسب مع عدد السكان وتشمل النوع الأول والنوع الثاني من السكري.
د. جماح: محلات العطارة تساهم في انتـشار السـكري
أما فيما يتعلق بالسمنة ودورها في الاصابة أبان الدكتور الجاسر أن هناك نسبة طردية بين كتلة الجسم ومعدل الاصابة وانتشار مرض السكري. فالإنسان ذو الوزن الطبيعي كتلة جسمه أقل من ٢٥، ومن ٢٥ إلى ٣٠ يعتبر لديه زيادة في الوزن وأكثر من ٣٠ لديه سمنة كلما زادت نسبة (BMi)وكلما زادت كتلة الجسم نسبة احتمال اصابة الإنسان بالسكري، واذا قلت تحسن وتلك من الأشياء التي استفادوا منها في علاج السمنة بالعمليات الجراحية حيث وجد أن من يعانون من سمنة مفرطة وأجريت لهم عمليات جراحية للسمنة ونزل معدل الكتلة إلى المعدل الطبيعي ضمن ٨٠٪ إلى ٩٠٪ اختفى مرض السكري لديهم وهذا ما يؤكد العلاقة الطردية بينهم . ويذكر استشاري الغدد الصماء والسكري أن من التحديات التي تواجه العاملين في القطاع الصحي، خاصة المجال التثقيفي، تذكر المعدلات العالمية أننا نحتاج مثقفا صحيا لكل (٥٠٠ مريض) وإذا كان بالمملكة أكثر من(٢ مليون) مريض تقريباً أو مصاب فإنك تحتاج إلى أكثر من (٤٫٠٠٠) مثقف سكري لتصل للمعدلات العالمية ونفس مثقف سكري وليس صحيا بعمومه. وهذا المعدل يحتاج لدورات مكثفة لتخريج مثقف سكري، وقد بدأت هذه الخطوة جامعة الملك سعود من خلال المستشفى الجامعي منذ أكثر من عشرين عاماً، وكذلك وزارة الحرس الوطني تبنت هذه الفكرة بجدية وأنشأت دورات تثقيفية سنوية منذ أكثر من ١٣ عاماً لتخريج مثقفي سكري، وكذلك مدينة الملك فهد الطبية منذ حوالي سنتين بدأت بدورات سنوية أيضاً لتخريج مثقفين صحيين، ولكن مع تلك الجهود أعدادهم غير كافية لسد الاحتاج، لهذا من الضروري تكثيف الدورات والتشجيع على الالتحاق بتلك الدورات وذلك جزء من التحديات التي نواجهها عادة في نشر الوعي للمصابين، حيث ان مثل هذه الدورات مهمة لزيادة نشر الوعي الصحي لدى المرضى ونأمل أن يتم تكثيفها من قبل مختلف القطاعات الصحية بالمملكة. وأكد نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للغدد الصماء والاستقلاب على دور الإعلام في مساندة الجانب التثقيفي بكافة وسائل من إذاعة وصحافة وتلفاز بالإضافة إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي ويجب أن يستفاد منها في رفع معدلات الوعي التثقيفي. من جانبة أكد الدكتور أنور علي جماح أستاذ مشارك بكلية الطب واستشاري الغدد الصماء والسكري بالمدينة الطبية الجامعية بجامعة الملك سعود أن مشكلة تناول وبيع الأعشاب والأدوية العشبية لمرضى السكري في تزايد للأسف الشديد وتعاني منها المستشفيات ويعتقد أن من أهم أسبابه قلة الوعي لدى المرضى وهو ليس بالعموم ولكن هناك من يلجأ إليها. بالإضافة إلى عدم وجود جهة رقابية تحكم الوضع الحالي، ويضيف: للأسف ان محلات العطارة التي تبيع هذه الأشياء منتشرة، سواء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام. لذا من السهل الحصول على وصفات حتى عن طريق النشر وعن بعد، وللأسف الشديد أن المواد التي تعطي للمريض ضارة جداً وقد تسبب مشاكل خطيرة للمستخدم، ولا يكاد يمر يوم إلا ويوجد مريض متأثر بمثل تلك الخلطات العشبية، ولعل مرض السكري من أكثر الأمراض التي يوجد لها أدوية عشبية مع الأسف الشديد وذلك لكثرة المصابين وتنتشر خلطات حيث يلجأ البعض إلى خلط الأدوية المعروفة مع خلطات أخرى حتى يوهم المريض ويجعله يشعر بتحسن وتأثير للخلطة، ولكن بسبب عدم توازن النسب ووجود شوائب ومواد غير معروفة قد تسبب مشاكل صحية كثيرة وتفاقم الوضع الصحي، وقد تودي بحياة المريض لا سمح الله. ويضيف استشاري الغدد الصماء والسكري أن للتثقيف دورا كبيرا للحد من انتشار المرض وأحد أهم واجبات الإعلام زيادة الجرعات التثقيفية بواسطة مختلف وسائل الإعلام المتاحة وهذا ليس دور الإعلام فقط، بل ودور الأطباء والممارسين الصحيين، لأن الصحة مسؤولية الجميع. وأضاف الدكتور جماح أن أدوية السكر خلال التسع سنوات الماضية هناك تطور على جميع النواحي العلاجية سواء المأخودة عن طريق الفم أو الحقن عن طريق الجلد وهناك أكثر من دواء أثبت فعاليته. ويضيف: هناك تطور كبير في هذا المجال ومن أحدث الأشياء الموجودة الأنسولين طويل المعفول وهو يتميز بسهولة أخذها يومياً واقل مشاكل انخفاض وعدم انتظام السكر، وهناك أدوية اخرى تؤخذ عن طريق الفم نزلت المملكة او ستنزل حديثاً.